"معالي الأمين العام
السيد بان كي مون
بناء على توجيهات من الحكومة السورية، ولاحقا لرسائلنا ذات الصلة بالأحداث الجارية في سوريا، بما في ذلك رسالتنا المؤرخة 23 كانون الأول 2011 بخصوص العمليين الإرهابيين الإنتحاريين الذين استهدفا موقعين حكوميين في العاصمة دمشق يوم الجمعة 23 كانون الأول 2011، ووقع ضحيتهما عشرات القتلى والجرحى، أود أن أنقل إلى عنايتكم ما يلي:
تعرضت العاصمة السورية في دمشق صباح يوم الجمعة الموافق 6 كانون الثاني 2011، للمرة الثانية خلال فترة وجيزة، لتفجير إرهابي انتحاري جديد استهدف منطقة مكتظة بالسكان والمارة بالقرب من مدرسة للتعليم الأساسي في حي الميدان بدمشق مما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى. وتفيد التحقيقات الجارية بأن إرهابياً قام بتفجير نفسه في المنطقة المذكورة عند إحدى الإشارات المرورية مستهدفا ترويع وإرهاب المواطنين وقتل أكبر عدد منهم. وقد بلغت الحصيلة الأولية لعدد شهداء هذا التفجير الإرهابي 26 مواطناً أغلبهم من المدنيين منهم أشلاء لـ15 شخصا مجهول الهوية، وتجري التحقيقات للتعرف عليهم، هذا إضافة إلى وجود 63 جريحاً من المدنيين وعناصر الشرطة الموجودين في المكان. كما أسفر التفجير الإرهابي عن إلحاق اضرار مادية كبيرة بالسيارات والأبنية المجاورة بما في ذلك قسم شرطة الميدان ومدرسة "حسن الحكيم" والمحال التجارية المجاورة.
ونشير هنا إلى أن مثل هذه التفجيرات تشكل تصعيدا خطيرا جداً يستهدف بشكل أعمى ولا إنساني إرهاب وقتل المواطنين السوريين الأبرياء، ويأتي في إطار الحملة الشرسة التي تتعرض لها سوريا لا سيما من قبل بعض الأطراف الخارجية التي تعمل بكل الوسائل لا من أحل الإصلاحات بل بهدف عرقلة تنفيذ برنامج الإصلاح الشامل الذي تشهده سوريا، وذلك عن طريق زعزعة الإستقرار والأمن وزرع العنف والإرهاب في سوريا من خلال شنّ حملة سياسية وإعلامية تحريضية غير مسبوقة ضد سوريا ضد سوريا ومن خلال تقديم المال والسلاح والدعم الإعلامي واللوجستي غلى المجموعات الإرهابية المسلحة التي تقوم بخطف وقتل المواطنين من مدنيين وعسكريين، بدون تمييز واغتصاب النساء وزرع العبوات الناسفة على الطرقات وفي الأماكن المكتظة بالسكان وقطع الطرقات العامة وقصف المؤسسات العامة والخاصة والهجون على المنشآت السورية الحيوية، بما في ذلك تفجير قطارات ركاب وسكك حديد وأنابيب نفط وغاز ومحطات كهرباء، وهي كلها أمور دأبنا على نقلها إلى عنايتكم باستمرار منذ بداية الأحداث في سوريا.
إننا وإذ نؤكد على أن استمرار مثل هذه الأعمال الإرهابية واستهدافها للمواطنين الآمنين من نساء واطفال وشيوخ يشكل تحديا للمجتمع الدولي برمته وانتهاكا صارخا لحقوق الإنسان ولكل الأعراف والمواثيق الدولية، فإننا نشير إلى أن ذلك يرتب على كل القوى والمنظمات الإنسانية العربية والدولية إدانة واستنكار هذه الأعمال وكل من يقف وراءها بأشد العبارات الممكنة. وفي هذا الصدد نسترعي عنايتكم من جديد إلى أن تجاهل هذه الأعمال الإرهابية ومن يقف وراءها وعدم إدانتها بشكل واضح لا ليس فيه (يدل) على أنه تغطية ودعم غير مباشر لها ولإستمرار أعمالها الإجرامية ضد الدولة السورية والممتلكات العامة والخاصة وبمنأى عن المساءلة والملاحقة القانونية. وهنا ندعو الجميع لتحمل مسؤولياتهم وخاصة أولئك الذين يتحدثون عن مكافحة الإرهاب واجتثاث منابعه في حين يعملون علناً على تشجيعه ورعاية وحماية من يقوم به.
وختاماً فإن الجمهورية العربية السورية تتوجه إليكم لإدانة الأعمال التي تقوم بها المجموعات الإرهابية المسلحة في سوريا بما في ذلك العمل الإرهابي الإجرامي الذي وقع صباح اليوم الجمعة 6 كانون الثاني 2012 في العاصمة دمشق وذلك بأوضح وأقسى العبارات.
وتفضلوا بقبول فائق الإحترام.
نيويورك في 6 كانون الثاني 2012
بشار الجعفري، المندوب الدائم لسوريا في الأمم المتحدة."