[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]قلة من السوريين يعرفون أن ثمة في سورية مواقع أثرية مدرجة على لائحة التراث العالمي لدى اليونسكو..وقلة من هذه القلة يعرفون أسماء هذه المواقع ..وماهو عددها وما أهميتها ومااذا كانت هناك مواقع أثرية اخرى تنتظر دورها لتتربع على هذه اللائحة.
ويؤكد خبراء الآثار أن في سورية خمسة آلاف موقع أثري ولكن ستة مواقع فقط أدرجت حتى الآن على لائحة التراث العالمي وأضيفت إلى الخريطة العالمية بلغات اليونسكو الست..الانكليزية ,الفرنسية,الاسبانية,العربية, الروسية، الصينية ما يجعل هذه المواقع دعامة لسورية وتاريخها ويحقق لها الانتشار الأوسع إذا عرفنا كيف نروج لصناعتنا الثقافية وإرثنا الحضاري.
أول هذه المواقع هي مدينة دمشق القديمة التي أدرجت في العام1979 وتنظر اليها اليونسكو بكثير من الاحترام والتقدير لأنها أول مدينة مأهولة بالسكان في العالم.. وجاء على موقع المنظمة على الانترنت انه تم تأسيس هذه المدينة في الألفية الثالثة قبل الميلاد مايجعل منها إحدى أقدم المدن في الشرق الأوسط وكانت دمشق في القرون الوسطى مركزا لصناعة حرفية مزدهرة سيوف وقماش الدنتيلا أما الجامع الأموي الكبير الذي شيد في القرن الثامن الميلادي فيعتبر الأروع بين 125 نصبا تعود إلى مراحل تاريخية مختلفة.
وثاني هذه المواقع مدينة بصرى القديمة التي ادرجت عام 1980 وقالت اليونسكو ان هذه المدينة شكلت قديما عاصمة المقاطعة الرومانية العربية ومحطة هامة في طريق القوافل القديمة إل ى مكة وقد حافظت داخل أسوارها السميكة على مدرج روماني رائع ناهيك عن آثار من المسيحية الأولى وعدد من المساجد.
والموقع الثالث هو موقع تدمر الذي ادرج في العام 1980 أيضا وهو عبارة عن واحة في الصحراء السورية شمال شرق دمشق يحتضن آثارا ضخمة لمدينة كبيرة شكلت حسب اليونسكو أحد أهم المراكز الثقافية في العالم القديم ونظرا لوقوعها عند ملتقى حضارات عدة دمجت تدمر في فنها وهندستها بين التقنيات اليونانية الرومانية والتقاليد المحلية وتاثيرات بلاد فارس.
أما الموقع الرابع فهو مدينة حلب القديمة التي أدرجت على اللائحة عام 1986 و تنتشر على مساحة 355 هكتارا وفيها أكثر من 150 أثرا هاما تمثل مختلف الحضارات الانسانية والعصور المتلاحقة كما تزخر بانماط معمارية محلية ووافدة ماخلق فسيفساء حضارية فريدة ذات قيمة عالمية تاريخيا وفنيا وعلميا.
والموقعان الخامس والسادس هما قلعتا الحصن وصلاح الدين اللتان تمثلان النماذج الأكثر روعة والأقل تضررا والمحفوظة بشكل جيد وتجسدان التاثير الثقافي المتبادل وتطور الهندسة العسكرية في المنطقة وادرجتا على لائحة التراث العالمي عام 2006.
وتقول المهندسة لينا قطيفان مديرة المواقع الأثرية السورية المسجلة على لائحة التراث العالمي إن منظمة التربية والثقافة والعلوم اليونسكو تلعب دورا فعالا في اطلاق المبادرات الدولية لحماية التراث.. مشيرة إلى أن الاتفاقية بشأن حماية التراث العالمي الثق افي والطبيعي المعتمدة منذ عام 1972 والتي وقعتها سورية مع اليونسكو تقوم على فكرة أن بعض المواقع تتمتع بقيمة عالمية استثنائية وينبغي من هذا المنطلق أن تكون جزءا من التراث المشترك للإنسانية كما تعترف الدول الأطراف في الاتفاقية بان حماية التراث العالمي واجب على المجتمع الدولي بأكمله من غير مساس بالسيادة الوطنية وحقوق الملكية المنصوص عليها في التشريعات الوطنية.
وتضيف قطيفان أن اليونسكو تقوم بتقديم مساعدات لهذه المواقع في المجال التقني بما في ذلك دراسات الخبراء لمواجهة أسباب المخاطر التي يتعرض لها الموقع أواتخاذ إجراءات لحفظ هذها المواقع بالاضافة الى تدريب المختصين المحليين على أساليب الحفظ والترميم وتقديم المعدات لحماية الموقع أو ترميمه كما يدعم صندوق التمويل الجهود الوطنية لوضع القوائم التوجيهية للتراث الثقافي وترشيح المواقع على قائمة التراث العالمي.
وبالمقابل تلتزم الدول التي أدرجت مواقعها على لائحة التراث العالمي بصيانة وحفظ هذه المواقع بشكل مستمر وزيادة الوعي العام بقيمتها وأصالتها وأهمية حفظها الذي يعتبر مسؤولية وطنية.
وأوضحت المهندسة لينا أن هناك عشرة معايير تعتمدها اليونسكو لإدراج أي موقع على لائحة التراث العالمي ستة منها للتراث الثقافي وأربعة للتراث الطبيعي إذ يجب أن تكون المواقع المرشحة ذات قيمة استثنائية عالمية وتستوفي على الأقل واحدا من تلك المعايير.. والمعايير الثقافية الستة هي.. أن يمثل الموقع تحفة عبقرية من صنع الإنسان أن يمثل إحدى القيم الانسانية الهامة والمشتركة أن يمثل شهادة فريدة من نوعين يكون مثالا بارزا على نوعية من البناء أو المعمار أن يكون مثالا رائعا لممارسات الانسان التقليدية في البر أو البحر أن يكون مرتبطا بالأحداث أو التقاليد أو الأفكار أو المعتقدات أو الأعمال الفنية والأدبية ذات الأهمية العالمية.
وترى المهندسة قطيفان أن إدراج المواقع السورية الست على لائحة التراث العالمي جعل عدد زوارها في تزايد فالادراج يعتبر نوعا من الترويج لأن اليونسكو تنشر أسماء هذه المواقع ومعلومات عنها باعتبارها تراثا إنسانيا مشتركا.. وأي سائح يريد زيارة سورية يتملكه الفضول لزيارة هذه المواقع الاثرية بعد أن يقرأ عنها في موقع اليونسكو فيعتبرها أكثر أهمية في الإرث العالمي.
أما بالنسبة للسياحة الداخلية فتقول مديرة المواقع أن هناك جهلا في موضوع التراث العالمي لدى السوريين مشيرة إلى بعض الجهود المتواضعة للاعلام والتي لم ترتق الى تعريف الجمهور السوري بمواقعه الهامة وتشجيع السياحة الداخلية.. واعترفت بتقصير مديرية المواقع الاثرية المسجلة على لائحة التراث العالمي في موضوع الترويج الإعلامي وكذلك تقصير وزارة السياحة التي لا تركز في خطتها السياحية على الترويج لهذه المواقع داخل سورية فضلا عن ضعف التنسيق بين الوزارة ومديرية الآثار.
وحملت قطيفان مديرية الآثار مسؤولية الترويج لهذه المواقع وكيفية جذب الناس لها حتى يعرف المواطن السوري أنه يملك في بلاده تراثا عالميا .. والملفت أنه حتى بين العاملين في مديرية الآثار هناك من يجهل أسماء المواقع السورية المدرجة على لائحة التراث العالمي وإذا عرفوها فانهم يجهلون أي شيء عنها.
وحول خطط مديرية الآثار للاهتمام بهذه المواقع بعد إدراجها قالت قطيفان إن هناك جهات حكومية كثيرة تدخل في الموضوع ما يشتت الاهتمام بها كالمحافظة والسياحة الى جانب الاثار التي تقوم بأعمال الصيانة الدورية والترميم وتأهيل الموقع ضمن الإمكانيات المادية المتاحة مشيرة إلى أن الأولوية تعطى للمواقع الأثرية العادية المعرضة للخطر أي أن المواقع المدرجة ليست أولوية مايجعل الموقع غير مؤهل تأهيلا كافيا لاستقبال السياح الذين لاتتوفر لهم أبسط الأمور كالبروشورات والكتيبات الخاصة بالموقع .. وغالبا مايأتي السائح ومعه المعلومات المفصلة عن الموقع من مصادره الخاصة وإضافة إلى قلة المعلومات يشكو السياح من سوء الخدمات كالحمامات مثلا, مشيرة إلى أن بعض الكرفانات التي وضعت قد شوهت المنظر فضلا عن مشاكل الصيانة والاستثمار والروتين وكذلك عدم إشراف القطاع الخاص على هذه الخدمات وحصرها بالدولة.. كما يشكو السياح من ارتفاع أسعار الإقامة في الفنادق السورية وقلة الخيارات أسوة بالدول التي تتيح درجات لإقامة السياح مثل النزل والمخيمات والموتيلات.
وعن دور المحافظة في تأهيل المواقع الأثرية المدرجة على لائحة التراث العالمي قال المهندس طارق النحاس مدير دمشق القديمة في محافظة دمشق إن المحافظة تعمل على الاهتمام بالبنى التحتية بالتعاون مع لجنة حماية تضم مختصين من مديرية الآثار ووزارة السياحة ونقابة المهندسين ونحن ندرس حاليا تجميل الواجهات في باب توما مثلا بشكل واحد للابواب على نمط الواجهات في سوق مدحت باشا ونعمل كذلك على تجميل الواجهات وتنظيم البنية التحتية في حارة الفنانين وحي الست رقية والكلاسة والعصرونية .
وأضاف المهندس النحاس أنه توجد أيضا في المحافظة لجنة لحماية البيوت الاثرية مشكلة من عدة جهات ولكن نحن كمديرية تابعة للمحافظة جهة أساسية في منع المخالفات بحق هذه البيوت كاستخدام مواد غير تقليدية فيها00كما نعمل على تحديد التراخيص اللازمة للمطاعم.. ونحن حريصون على جعل المدينة القديمة نظيفة على مدار الساعة.. أما بالنسبة لدورات المياه فلا نستطيع بناء أبنية جديدة في مدينة أثرية مشيرا أنه بالامكان استخدام الملاجئ لفتح دورات مياه.