السلاااااام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الله تعالى
" ولا متخذات أخدان" (سورة النساء آية 25)
.
.
أخدان تعنى صديق، إذن علاقة الصداقة بين الرجل والمرأة محرمة
والعلاقة بين الرجل والمرأة فى الإسلام لكى تكون حلالاً
لا تحتمل سوى العلاقة الزوجية
وعلاقة الصداقة هى أول خطوة يبدأها الشيطان مع الولد والبنت.
من أجل ذلك وضع الإسلام حدود وضوابط لأى علاقة بين الرجل والمرأة
سواء أكانوا جيران أو أقارب أو زملاء دراسة أو عمل،
فعلى سبيل المثال:
- الكلام يجب أن يكون قليل جداً جداً ومحدود
.....
- غير مسموح بالتهريج والدعابات
......
- غير مسموح بالمصافحة باليد
.......
- لاينبغى أبداً أن يتواجد الرجل والمرأة فى مكان وحدهما
.........
- لايسمح بالتحادث بالتليفون أو الـe-mail إلا فى وجود
سبب قوى
ويكون الكلام قليل ومحدد
............ ......
-غير مسموح بالخروج سوياً ( الكافتيريات، المطاعم، السينما، البولينج، ....إلخ)
- يجب أن ترتدى المرأة حجابها باستمرار أمام الرجال
............ .........
- ركوب السيارة سوياً أمر غير مقبول كلياً.
.
هل توجد علاقة بريئة وأخرى غير بريئة؟!
ربما نقول:
العلاقة البريئة تواصل بين رجل وامرأة أو فتى وفتاة،
يفترض أن تحدها حدود وأن لا تتطور،
يشملها الأدب العام والعرف، ويصل الأمر إلى المصارحات والصدق،
الألفة والثقة بين الطرفين، ولا بأس بمعرفة الأهل بهذه العلاقة إلى حد ما،
وقد تتعدى الصداقة إلى الأخوية، وكلا الطرفين يحرص على مصلحة الآخر،
وذلك دون الوصول إلى ما حرمه الله ,
وقد يكون أحد الطرفين متزوجا
ولكن لا بأس فإنها علاقة بريئة
ويكون الحديث فيها بالأمور الحياتية العادية أو
المشاكل الشخصية العادية ومناقشتها,
ومن أكبر مميزات هذه العلاقة أن المجتمع يرعاها ويعترف بها.
والخلاصة أن أصحاب هذه العلاقة على قناعة بصحتها وبراءتها من الفحش،
وأنها علاقة طبيعية مادامت لا تصل إلى ما حرمه الله،
ومادامت هذه العلاقة في العلن.
ولكن..
ما حقيقة هذه العلاقة
؟؟؟؟؟؟؟
وما مدى صحة ما نعتقد
؟؟؟؟؟؟؟
لحل هذا الإشكال نوضح لب وأساس هذه العلاقة بكل صراحة من الناحية الوااااقعية والعملية:
1_هذه العلاقة ممكن أنها لا تتعدى الصداقة والزمالة البريئة,
ولكن ما يُدرى كلا الطرفين أن الآخر طور أو
يطور هذه العلاقة ولو من طرف واحد؟
2_يجد الرجل في هذه العلاقة الراحة والتسلية,
فينشرح صدره وينسى همومه ويأنس بهذه المحادثات والمناقشات,
هو لا يبحث عن حل أو يريد أن يحقق غرضا وإنما يريد أن يفرغ همه،
وهذا حاصل في هذه العلاقة, فليس مهماً أن تكون الفتاة جميلة المنظر،
وإنما هي كفتاة تحمل مراده وتحقق غايته
من انشراح الصدر أثناء المجالسة، سواء عياناً أو هاتفياً،
وهذا الأنس مركب في طبع الرجل تجاه المرأة لا ينكره عاقل,
ويقابل ذلك عند المرأة زيادة على هذا تحقيق الشعور بالذات والأهمية
وزيادة الثقة بالنفس نتيجة لطلب الفتى أو الرجل إياها والتظاهر باحترامها.
3_إذا كانت هذه العلاقة لا تدعو إلى الفاحشة؛
فهذا ليس دليلاً على صحتها وشرعيتها،
فقد كان أهل الجاهلية قبل الإسلام لا يرون بالمحادثة والنظر للأجنبيات بأساً مادام في حدود العفاف.
وهذا كان من دين الجاهلية، وهو مخالف للشرع والعقل؛
فإن فيه تعريضاً للطبع لما هو مجبول على الميل إليه،
والطبع يسرق ويغلب.
والمقصود أن أصحاب هذه العلاقة رأوا عدم العفاف يفسد هذه العلاقة
فغاروا عليها مما يفسدها فهم لم يبتعدوا عن الفاحشة تديناً!
4_و منذ متى واعتراف المجتمع يعد معياراً
فهل اعترافه بعلانية بيع الخمور يبيح الخمر؟!
إن معيار المجتمع معيار ناقص،
وكذلك معيار كثرة المترددين على الأمر لا يعد دليلاً على صحته،
يقول الله تعالى:
{قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (المائدة100).
5_من أوضح ما يلاحظ في هذه العلاقة
أن كلا الطرفين يرى الآخر في أحسن صورة،
حتى لو كان عكس ذلك، بمعنى أنه
قد يكون الشاب أو الرجل تافها وسمجا وغير متزن،
والفتاة التي معه قد لا تقبله زوجاً،
ولكن مع ذلك فهي تراه في صورة محببة إلى نفسها،
بدليل استمرار هذه العلاقة بينهما.
وكذلك الفتاة أو المرأة قد تكون لها من التفاهة نصيب كبير
وأفكارها ساذجة وليس لها همة في عمل شيء مفيد
وموضوعاتها المطروحة تنم عن فراغ في العقل،
بل زد على ذلك أنها قد تكون غير جميلة وأيضاً لا يقبلها الشاب زوجة،
ومع كل هذا يشعر تجاهها بارتياح وقبول،
وقد يتفقدها ويسأل عنها إذا غابت بل قد يغار عليها..
إذاً ما سر هذا الترابط واستمرار هذه العلاقة
على الرغم من علم كلا الطرفين بنقائص الآخر؟!
وجواب هذا :
أنه من تزيين الشيطان؛ إذ يزين كل طرف للآخر،
فإذا رأى أحدهما من الآخر عيباً أو نقصاً يستحسنه ويقبله،
والدليل على ذلك أن صاحب هذه العلاقة لا يقيمها مع أخته أو زوجته إن كان متزوجاً،
بل قد تكون أخته أكثر اتزاناً وعقلاً من التي يبني معها هذه العلاقة،
بل إنه لا يقبل من أخته ما يقبله منها،
وكذلك الفتاة صاحبة هذه العلاقة قد يكون لها أخٌ شقيق
هو أفضل من هذا الذي تبني معه هذه العلاقة،
ولكن مع هذا فهو لا يغنيها عن هذا الشاب أو الرجل، فهكذا يتضح جلياً مدى تزيين الشيطان، ويكثر في القرآن الكريم قوله تعالى:
{وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ.. }
...
والمقصود أن الشيطان لا يدعو إلى الشيء ويسميه باسمه أو بصفته،
بل يبسط الصعب ويهون العظيم، حتى إذا دعا إلى الفاحشة يقول
: هذا أمر طبيعي وعادي، إن فلان وفلان يفعلونه،
إن كثيراً من الناس يقومون به، إنه ليس بالأمر الكبير،
قد يكون خطأ ولكنه ليس جريمة... وهكذا،
ولا ينتبه إلى هذا إلا من أنار الله قلبه بالإيمان به،
والوقوف على أوامره ونواهيه. (اللهم إجعلنا منهم)
هذا في إطار العلاقة البريئة!
وغالبا ما ينفلت الزمام من أيديهما.
.
هذه هي العلاقة بين الرجل والمرأة أو الفتى والفتاة
منقول
أسأل أن يجعلني وإياكم ممن يستمعون إلى القول ويتبعون أحسنه
وأن يجعلنا ممن يفعلون ما يقولون وأن يهدينا جميعا إلى صراط المستقيم.