الحدث والمصطلح

ترافق تداول المصطلحات السياسية والفكرية، مع تطور الحراك السياسي في
المنطقة، وتعددت الآراء وازدادت التباينات بينها. وعبَّرت الصورة عن مظاهر
العنف، إلى جانب التعبيرات السياسية والتصريحات والاتهامات، بين الأطراف
المتصارعة والاتجاهات المختلفة(الفكرية والسياسية)، بينما معظم جيل الشباب
نتيجة بعده أو إبعاده عن السياسة، يحمل في ذهنه تفسيرات ناقصة ومغالطات في
المفاهيم.
وفي جلسة نقاش بين مجموعة كتاب وسياسيين، تداولوا مصطلحين
هما (السلفية والأصولية) يتكرران عشرات المرات كل يوم في الصحف العربية
والفضائيات.

اتفقت هذه المجموعة الصغيرة على جلسة قادمة لمناقشتهما بعد الاطلاع
عليهما، والعودة إلى بعض الدراسات والمقالات لباحثين ومفكرين من أجل معرفة
وتحديد هذين المفهومين وكيف نشأا وانتشرا وازداد تداولهما بين الناس، خاصة
بين المثقفين والشباب.
أولاً: السلفية..
لا بُدَّ أولاً من معرفة
المعنى اللغوي للسلفية، فابن منظور في (لسان العرب) يوصلنا إلى هذا المعنى
ويقول: السالف: المتقدم، والسَّلف والسَّليف والسُّلفة: الجماعة المتقدمون
(فجعلناهم سلفاً ومثلاً للآخرين). وظهر هذا المصطلح واشتهر حين ظهر النزاع
حول أصول الدين بين الفرق الكلامية. وحاول الجميع الانتساب إلى السلف.
والسلفية انتساب إلى منهج سديد، وليس ابتداع مذهب جديد. كما يرى الشيخ سليم
الهلالي. والسلف في اللغة: ما مضى وتقدم. والسلف: الجماعة المتقدمون، أو
القوم المتقدمون في السير.
هناك من يرون السلفية والسلفيين يمثلون
التيار المحافظ والجامد والرجعي في المجتمع، كما أكد ذلك (محمد الجوهري)،
خصوصاً في الجوانب الدينية.. وآخرون يرون في السلفية، الجانب المستنير في
الحياة الدينية، على اعتبار أنها التيار الأكثر تحرراً من الخرافة والبدع.
وتتراوح اتهامات السلفية بين الجمود والتجديد من جانب، وبين الاستنارة
والظلامية من جانب آخر. ويؤكد ابن عقيل أحد أئمة السلفية، أن السياسة (هي
ما كان من الأفعال بحيث يكون الناس معه أقرب إلى الصلاح وأبعد عن الفساد).
كما أن السلفية ربطت بين العادل من الفكر السياسي وبين الشريعة. وقد وسّع
الاتجاه السلفي من مفهوم الشرع والشريعة لينضوي تحت مظلة مفهوم السياسة.
وأن السلفية جعلت جماع السياسة أمران لا بدّ منهما:(أداء الأمانات إلى
أهلها والحكم بالعدل). واتخذت السلفية موقفاً رافضاً للثورة من أجل رفع
المظالم، معتبرين أن الخروج على الحاكم هو بداية لفتح باب الفتن على الأمة،
وإيذان بخراب الديار.
ثانياً: الأصولية..
أطلق على الظاهرة
الإسلامية العديد من المفاهيم والمسميات منها على سبيل المثال:(الأصولية
الإسلامية- اليقظة الإسلامية- الإسلام المسلّح- الإسلام السياسي- الحركات
الإسلامية..وغيرها ).
واستخدم مفهوم الأصولية الإسلامية في الغرب بديلاً
عن الإسلام، ولإظهار الدين الإسلامي بالتطرف والتشدد. ولكن الغرب أخطأ-
حسب بعض الدارسين - في فهم معنى الأصولية، لأن الأصولية تعني بالأساس حركة
الدعوة إلى الأصول (القرآن والسّنة). أما الجذور التاريخية لمفهوم
الأصولية، فقد ثبت أنه نشأ في الديانة المسيحية، عندما ظهرت جماعة في
الولايات المتحدة، ترى أن تنسحب من الحياة المدنية، وأن تنعزل عن الظروف
الحضارية لتعيش حياة المسيحيين الأوائل في بساطة وبدائية ومشاعية، أي
العودة إلى أصول المسيحية الأولى.
وفي بحث للدكتور علي حيدر، بعنوان
(مفهوم الأصولية: التاريخ والمعنى) نشر في مجلّة (قضايا فكرية) عام1993،
أكد الباحث أن الكلمة جاءت من عنوان سلسلة نشرات أو كتيبات، سميت (الأصول
أو الأساسيات) والتي ظهرت في الولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة (1910
- 1915 )، واستخدم فيها المصطلح الأصولي، ليعني عناصر العقيدة التقليدية،
أي النص كوحي وسلطة وألوهية المسيح، وإعجاز إنجاب مريم العذراء، وغيرها من
الثوابت التي يراها الأصوليون المسيحيون اليوم. ويقول عن الركيزة الفكرية
للأصولية أو الأصوليات (تلتقي كل الأصوليات حول فكرة أن النص الموجود الذي
ترجع إليه، يحتوي على مجموعة من الحقائق الحية الخالدة، أي صالحة لكل زمان
ومكان. وهذا ضمان معصوميتها من الخطأ. لذلك ترى الأيديولوجية أن الكتاب أو
النص الذي يتخذ كمرشد مكتفٍ ذاتياً، أي توجد فيه الإجابة على كل الأسئلة
الحاضرة

شكرآ استاذ عمار الغالي

يسلمووووووو أخي عمار

الله يعطيك العافية استاذ عمار

شكرا لك على هذا التوضيح

و المشكلة أن الذين يتبنون هذا الفكر هل يتقيدون به ؟

» بدون مرافقة شاهد بالصورالرئيس الاسد وعائلته في السويداء .. الرأي الحر مع الحدث دائمآ