كعادته منذ عاد من الروضة حتى يومه الخامس هذا , يدخل الطفل إلى البيت ملؤه الفرح والسعادة , يطير على رؤوس أصابعه والإبتسامة لا تغادر وجهه
سألته أمه وهي تحدق في تعابير الفرح والسعادة المرتسمة عليه
- ماما؟ ........ أنت مبسوط في الروضة ؟!
هزّ رأسه من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار إلى الأعلى ثم أنزلها بقوة علامة الإيجاب ب نعم نعم نعم
فقالت له
_ كتير مبسوط حبيبي
هز رأسه ثلاث هزات متتالية
__ وليش مبسوط كل هالشيء بالروضة
وهنا نظر الطفل إلى أمه ضاحكاّ وأردف قائلاَ
-- الأولاد يغنون لي طوال اليوم يا ماما
- يغنّون لك ؟!
- أم يغنون لي
استغربت الأم جواب طفلها وهو لم يبلغ أسبوعه الأول في الروضة ولم يزل الإستغراب عنها حتى بدأ الطفل يغني أغنية من تلك الأغاني
_ لا يا بني هذه الأغنية ليست لك
- ولكنهم يقولون اسمي في الأغنية
احتارت الأم كيف ستشرح له الأمر وتفهمه أن الذي يغنون له هو الحاكم بأمر الله والمتحكم الوحيد برقاب العباد
وأن الأغنيات لا تليق حتى بطيور الجنة على امتداد الأرض التي لا يجوز أن تغني إلا له وله وحده
وهنا نادت الأم على طفلها وقالت له
- ألا تحبني أكثر من جميع الأطفال ؟
_ ولكنهم يغنون لي كل يوم
حضنت الأم طفلها بين جناحيها وغنت له
يا بياع العنب
والعنبية
قولو لأمي
قولو لبيي
سرقوني الغجر.......
وانمحت الإبتسامة عن وجه الملاك الصغير