ضيعي بغابة
صدري
دعيني أموتُ
على صدركِ المرمريِّ قليلاً
فيبعثُ مرجاً جديداً
وتُعشبُ فيكِ الأنوثةُ
تُزهِرُ فيكِ الوجودَ
دعيني
تموتُ الخيانةُ قبلَ
حدودي
وتحيا على شفتيكِ
النوارسُ
زقزقةٌ للعصافيرِ
تروي النشيدَ
فأحمل بعضَ جدائل ليلِكِ
مثلَ المظلَّةْ
أرسمُ فيها فضاءاتِ
قلبي
فيشعلُ قنديلهُ في ثناياكِ
فجراً جديداً
جزيرةُ عشقي
يحاصرها بحرُ حزنٍ
وبركانُ حبّك لا زالَ
يشكو الخمودَ
ألا فجّريني سيولاً
نهوراً
براكينَ
بل فجّريني نهَاراً
غريدا
أجدولُ خدّيك يجري
نبيذاً تُرى؟
أم وروداً؟
ستبحرُ فيها شفاهي
فإنْ تستطيعي أقيمي
السدودَ
فسوفَ تثورُ عليكِ
الزنابقُ
والياسمينُ
وقبَّرتانِ تثيرُ
النهودَ
وإنْ تستطيعي
ضعي بين زقزقاتِ أصابعِ
كفّي
حساسينَ صدري
وبين خُطا الثائرين
حدوداً
فكبرى خطيئتك اليومَ
أن تستبيحي العهودَ
سألهبُ ثورةَ الثائرينَ
وريداً
وريدا
فضيعي بغابة صدري
كأيلٍ شريدٍ
فإنّي أحبك أيلاً شريدا
وغطي بعشبه عُريَكِ
وارمي شراعَ سفينكِ
لأنَّ النوارسَ فيَّ
تغوصُ البحارَ
إذا ما أرادتْ أنْ
تصيدَ
دعيني أموتُ قليلاً
لعلّه يحيا بموتي
الذي لم يزلْ مستحيلا