غربة الروح
النأيُ أغراكِ ؟ أم ذا الليلُ
فالشجنُ؟
أمْ غربةُ الروحِ
لا خلٌّ ولا وطنُ ؟
ليستبيحَ الأسى
والشوقُ أنسجتي
تبدينَ
أفقَ ظلالٍ صفوها
المحنُ
خبأتِ الشمسُ
في خديكِ وجنتَها
والليلُ أدجنَ في
عينيكِ يكتمنُ
والصبحُ مرآةُ
خديكِ اللذينِ هَما
في غيمة النورِ
فالأليالُ تُغتبنُ
وصوتُكِ النايُ
فالآهاتُ تثقلهُ
مقطّع النفسِ صبٌّ
هدّهُ الوهنُ
قيثارةٌ إنمّا أوتارُها
وَلَهٌ
غيمٌ
تهطّلَ فيه الناسُ
قدْ فُتنوا
يا
طلقةً في
فؤادي كيفما اخترمتْ
وحسرةَ النفسِ أردتني
وما تهن
فليسَ من
قانصٍ إلا وأهلكهُ
ليلُ عيونكِ
كيفَ اللحظُ يؤتمنُ
فلا يلامُ
على أقوالهِ وَلِهٌ
والقربُ والبعدُ في تعذيبهِ
افتتنوا
حرّانُ سكرانُ
صاحٍ عاقلٌ خبلٌ
معاً كما البحر
تعيا سرَّهُ السفنُ
جعلتُ قلبي
فَراشاً أنتِ جانحهُ
ومقلتي أنتِ فيها الصحْوُ
والوسنُ
أعدتِ للوردِ
ما قدْ ضاعَ من أرجٍ
وللجمالِ زهوراً
طلّها الفتنُ
فلتأتني حلماً
طيفاً بنفسجةً
تغتالُ يبسي فقدْ أضوى بيَ الشجنُ
بالياسمينِ
اعبريني وارسمي قمراً
بخافقي محرقاً
ما عرَّشتْ دجنُ
لولا ارتشافُ
شفاهي ظلَّ زنبقةٍ
ما فجَّرتْ أحرفي الأنهارَ أو صفنوا
في غابةِ الحسنِ
ضلَّ القلبُ مرفأهُ
وبينَ نهديكِ
ويغفو البحرُ والمدنُ
وعرَّشَ الحسنُ
في خديكِ مرتشفاً
درَّ العيونِ وفي
نهديكِ يُختزنُ
يا غيمةً
لمْ أكنْ إلا
أظامئها
وغربةً بفراق ِ
الآهِ تُمتحنُ
لو يعرفُ
القلبُ ما تخفي العيونُ بها !
أو يعرفُ الزهرُ ما غامتْ بهِ المزنُ !