شكراً
لمَنْ لمْ يحضرْ
شعر :
عمر اسماعيل
هذا الشكر الخاص للذين يتآمرون على
قضايانا و يشجعون الفتنةالطائفية
من حكام الاعتدال و غيرهم
شكراً لكم
فالآنَ يعترفُ النخيلُ
بكلِّ فضلٍ جئتموهُ
أقمتمُ الصلوات
فوقَ جذوعهِ
و بشرشفِ الأحقادِ
قدْ كفّنْتموهُ
فيرفع الرايات منْ
حقلِ النهودِ
لتعرفوهْ
و على خصور
الراقصاتِ
يدوِّنُ الأمجادَ في تاريخكمْ
:
أنتمْ
لأفضلُ مَنْ يُذيقُ
الظهْرَ طعْمَ الخنجرْ
أوْ يُطعمُ الشعبَ
الغضوبَ لفافةَ الكذبِ الموشّى
و
الخداعْ
و يرشُّ فوقَ
شفاههِ
في كلّ صبحٍ صاحَ
ماءَ الذّلِّ
أوْ كفَّ
القضاءْ
أنتمْ
لأفضلُ مَنْ
يُقتِّلُ في الكواليس المقاومَ
يصلبُ
الشهداءَ
غزّةَ
و الجليلَ
و مجْدلْ
بزجاجةٍ للخمرِ
ثمَّ بجبْنهِ
يتحجَّلْ
يا سادةَ الرقصاتِ
فوقَ مذابح الأطفالِ
شكراً
إنْ عصرتُمْ منْ
دمِ الأحرارِ أجودَ خمرِكمْ
و تمايلتْ
أعجازُكمْ لأنينِهمْ
فغسلتُمُ الأيدي
بما ذرفتْ ثكالاهمْ
و فوقَ بساطِ
نجمتِهمْ
سجدتُمْ
مثلما القوادُ
عدتُمْ
تنفثون الفكرَ
في رضّاعةِ الأطفالِ
بينَ عرائس الزعترْ
و نسيتمُ الرغفانَ
تُخبرُهمْ
و تخبرُنا
إذا ما بدْرُها غدْراً
تعكّرْ
شكراً لكمْ
يا سادةَ الخوفِ
المزركشِ بالبطولات الخلَّبيه
لا زالَ يغفو في
مخادعكم
تجمّعُ غزوةِ الأحزابِ
أوْ سفكُ الدماءِ
الهاشميّه
لقدْ اختصرتمْ
كذبةَ التاريخِ كلِّهِ
في الحروبِ الطائفيه
شكراً لكم
يا حاملي الفرحِ
المجنَّحِ
إنْ تُصفّى اليومَ أوردةُ
القضيّه
لِمَ تُصْعقون
تخوّفاً
إنْ يصفعِ الجلادَ
لوْ صوتُ الضحيّه ؟!
الآنَ تعرفُكم
سعافُ النخلِ إذْ
أنتمْ
لأفضلُ مَنْ يَعبُّ
الحقدَ
يعتمرُ الخيانةَ كالنبوّه
يُلقي من الشرفاتِ
أمشاطَ الخجلْ
و إذا تهاوى حلمُهُ
بقميصِ عثمانٍ غدا
يتدثّرْ
العفوَ
ما لقميصهِ منكم
يحذِّرُنا ؟
و منْ أمجادكمْ يسخرْ ؟!
الآنَ
تعرفُكمْ منازلُ
شيَّعتْ شهداءَها
أوْ مَنْ تلقَّى
ساكنوها سقفَها
و سواعدُ الأطفالِ
تبحثُ في الخرائبِ عنْ بقايا أهلهمْ
طلقاتُ أعينهمْ
تُثقِّبُ صمتَكمْ
فتُساقِطُ الأوراقَ
...
تخطفُ وهجَكمْ
فالآنَ
يعترفون دونَ
سياطِ شرطتِكمْ
بأنْ أنتمْ
لأفضلُ مَنْ
تشرّبهُ الهزيمةُ نخبَها
نصراً سيحسبُهُ
فيقتسمُ المهانةَ
مثل أرغفةِ الجياعْ
و يلوكُ منْ جيفِ
العداوةِ كالضباعْ
إذْ كلُّ شيء في الحياةِ
-
كما مذابح غزّةٍ
-
سلعاً يباعْ
فكمْ اشتريتُمْ
ساقَ كرسيٍّ ؟
أوْ سرَّةَ تاجكمْ ؟
و مواعظَ الشرفِ
الرفيعِ
يدسُّها الحاخامُ
في شفةِ الإمامْ ؟
حتى قطفتُمْ كلَّ
أفواهَ الأنامْ ؟
هلْ قدْ أردتُمْ
نلبسُ الأوهامَ من حاناتكمْ ؟
شكراً لكمْ يا
سادةَ الأمواتِ
عذراً
إنَّ ينبوعَ
الكرامةِ يحملُ الراياتِ من دمنا
و تقطفُ منْ
أصابعنا الشموسُ ضياءَها
فيطيرُ منْ فوهاتِ
رشاشاتنا سربُ الحَمامْ
فلكيفَ نطعنُ
عزَّنا بمِدى الفطامْ ؟
شكراً لكمْ
فعلى تخومِ خيامكم
طُفئتْ قناديلُ
الرجولةِ
و امتطى الخصيانُ
أحصنةَ السلامِ
فكيفَ تُنجبُ
نسْوةٌ ضوءً كخالدَ في الخيامْ ؟
فإذا العواصمُ
هرْوَلتْ كخيولكمْ
فعلى العروبة
ألفُ
ألفُ سلامْ
فمتى ستفتتحُ
الشعوبُ بنارِها كهفَ الكلامْ ؟