تلفزيون الدنيا .. نرفع القبعات !
تلك القناة , التي لم تكن تهتم لوقت قريب , إلا بما يشغل الوسط الفني الماتع , بهمومه وأخباره , باتت اليوم تحمل هم الوطن , وهموم المواطنين – غير المندسين – الذين تلتقيهم يومياً ..
ليعبروا أولاً أن البلد هادئة , ولا يوجد شيء في الشوارع , ثم لينقضوا كلامهم بعد ثانية , أنهم باتوا يخافون من التجوال في الشوارع , بسبب الرعب الذي يبثه المندسون , ثم ليطالبوا ثالثاً بالضرب بيد من حديد على أيدي المندسين الخونة ...
حاولت مراراً وتكراراً الاتصال بهم , لأرى مدى حلمهم .. صبرهم .. أوتحملهم للنقد , لكني عجزت لرداءة الخطوط – كما يزعمون – علماً أنهم يتلقون اتصالات – غير رديئة – من مختلف المحافظات , فضلاً عن الاتصالات الخارجية !
آخر نهفات هذه القناة الخاصة , طلب من أحد المتحدثين , وهو كاتب ومحلل – كما عرف عن نفسه – ينص على ضرورة استصدار فتوى دينية ..
بمنع صلاة الجمعة , والحجة .. حقن دماء المسلمين , إضافة إلى أن يوم الجمعة السوري , الذي كان فيما مضى يوم السيران والمشاوي , بات اليوم يوم رعب , خلقه المندسون , وعاثوا فيه فساداً , كما يقول المحلل !!
اليوم وبالصدفة شاهدت في الإخبارية السورية الرسمية , كلاماً لشيخ من أهالي درعا الأبطال , الذين قابلوا الرئيس البارحة , يقول في ضمن ما قال :
طلبت شخصياً من الرئيس الأسد إيقاف الحملة الإعلامية التي تشوه مطالب السوريين الوطنيين من درعا وغيرها , وقلت أن أهالي درعا وطنيون , لا يوجد بينهم مندسين , ولا يوجد بينهم مخربين , وما عُرض على القنوات من سلاح ومال في الجامع العمري , ما هو إلا محض افتراء ..
فشباب درعا – كما غيرهم – مسالمون , لهم طلبات محقة , كما تفضلتم سيادتكم وعبرتم عن استجابتكم الكريمة لذلك !
وتابع أن الرئيس قد تجاوب مع كل ما طرحه هذا الشيخ موافقاً على طلبه , وأبدت الإخبارية السورية من خلال هذا التقرير تجاوباً جيداً , مؤكدين على فضل درعا وأهلها , من خلال ما قدموه عبر التاريخ من رجال , ومثقفين , وعلماء , ووطنية تامة ..
عندها انتقلت إلى قناة الدنيا , لأرى مدى تجاوبها , وإنصافها , ومهنيتها , ونقلها للأحداث كما تجري , لا كما يريدون أن يفهمونا أنها تجري ..
لأفاجأ أن القناة الخاصة ! المستقلة !! مازالت تسير بخطتها , منهجيتها , واتهامها شباب الوطن بالاندساس والانفلات والتخريب والإساءة إلى الوطن والمواطن ..
لأقف عندها وقفة المراقب الحائر ..
هل هم ملكيون أكثر من الملك ؟!
وما الذي يدعو قناة لتشويه الحقائق ؟!
هل لمُلاكها .. لرجال الأعمال رؤية أخرى مختلفة عن الرؤية الرسمية ؟!
هل هي فعلاً مع الإصلاح أم ضده ؟!
هل هي فعلاً مع المواطن .. أم إن لها مصالح أخرى ؟!
هل قناة الدنيا فعلاً .. مهنية .. منصفة .. تنقل الحقائق ؟!
إن كانت قناة الدنيا – كما تدعي – بأنها رب المهنية والوطنية والإصلاح ..
فأنا أول الكافرين !!!
منتدى محامي سورية