شهدت حلب خلال الأيام القليلة الماضية " ثورة " في بناء المخالفات، في مختلف المناطق والأحياء، المستملكة منها، والزراعية، وحتى الحدائق العامة و الأبنية المهددة بالسقوط.
وبجولة سريعة في مناطق وأحياء حلب، الميسر، الحيدرية، الأنصاري، السكري، سيف الدولة، صلاح الدين، طريق الباب، هنانو وغيرها من المناطق التي تعج بالمخالفات، تستطيع أن ترى وبوضح العمل المتواصل من عمال البناء، وتجار المخالفات على رفع ابنية ومساكن تصبح جاهزة للسكن خلال أقل من أسبوع، عمادها الـ " بلوك" وبعض " الشمينتو" فقط .
وعلى الرغم من عدم وجود أرقام واضحة لعدد الأبنية والمخالفات التي تم إنشاؤها خلال الأيام القليلة الماضية في حلب، إلا أن أرقامها تزيد على المئات.
غياب الرقيب..
ويأتي نشاط تجار المخالفات، في وقت يغيب فيه دور الجهات المعنية، التي يلزمها القانون بمتابعة ومنع المخالفات ( تحت طائلة العقوبة ).
وأشار مواطنون لـ للرأي الحران الظاهرة الغريبة في " ثورة المخالفات" التي تشهدها حلب، وقاحة المخالفين، وعملهم على إنشاء المخالفات دون خوف من البلدية، أو خوف من العقوبة.
وقال أحد المواطنين" كان تجار المخالفات في السابق يقومون ببناء المخالفات في الليل، ويقومون بالتستر على مخالفاتهم، سواء عن طريق دفع رشا لموظفي البلدية، أو عن طريق إتمام البناء بسرعة، وتغيير بعض ملامحه ليبدو قديماً".
وتابع " إلا أن هذه الطرق لم يعد يتبعها تجار المخالفات هذه المرة، إذ يقومون ببناء المخالفات بكل وقاحة، وكأن أبنيتهم مرخصة، أمام تجاهل واضح وصريح من المسؤولين لما يحصل".
من تصريحات المسؤولين السابقة : المخالفات خط أحمر .. فماذا جرى؟
وتساءل مواطنون عن " حمرة خط مخالفات البناء" الذي لطالما صرح به مسؤولو حلب، لوسائل الإعلام.
وقال أحد المواطنين لـ للرأي الحر: " قرأنا كثيراً، وسمعنا كثيراً أن مخالفات البناء خط أحمر، فلماذا لم يتم هدم أو منع حدوث أية مخالفة؟؟؟".
وتابع " مايزيد الطين بلة هو إنشاء مخالفات فوق أبنية مهددة بالسقوط، كما هو الحال بالنسبة للبناء المجاور لمدرسة " رحمو الحطاب" في حي سيف الدولة ".
اعتداء على مهندس ..
وفي ذات السياق، أن عمال البناء وتجار المخالفات ردوا على بعض محاولات البلدية قمع المخالفات بالتهجم والاعتداء على موظفي البلدية، في بعض المحاولات " الخجولة" لقمع المخالفات.
وفي آخر اعتداء أصيب المهندس حسين العلي رئيس شعبة المراقبة في مديرية خدمات السريان إصابة بالغة نقل على إثرها إلى مشفى " شيحان " العمالي، أمس.
وذكر شهود عيان ان أكثر من 200 شخص قاموا بالاعتداء على المهندس أثناء قيامه بتسجيل ضبط لتوصيف الوضع الراهن في إحدى مخالفات البناء التي يتم تشييدها.
اعتداء على عناصر شرطة و تحطيم سيارة
و أثناء إعداد هذا التقرير، علمناأن عمال بناء قاموا بالاعتداء على عناصر من قسم شرطة الشعار بالضرب، في منطقة " شارع عثمان" بحي " الميسر"، كما قاموا بتحطيم سيارة تابعة للشرطة .
وقال شاهد عيان" وقعت مشاجرة بين تجار مخالفات وعمال بناء تابعين لهم , تزامنت مع مرور دورية من قسم شرطة الشعار، حيث تدخل عناصر الدورية، لحل المشكلة وفض النزاع".
وتابع" وأثناء ذلك تهجم مجموعة من عمال البناء وتجار المخالفات على عناصر الدورية، واعتدوا عليهم بالضرب، كما قاموا بتحطيم سيارة الشرطة، ما دفع عناصر الشرطة لترك السيارة والهرب".
وعلمنا من مصادر مطلعة ان دوريات تابعة للشرطة انتشرت في المكان على الفور، ويجري البحث عن المعتدين، الذي تواروا عن الأنظار .
وكان قتل شخصان وأصيب اثنان آخران بينهما طفل في إطلاق نار أثناء مشاجرة بين جيران في حي باب النيرب، على خلفية إنشاء بناء مخالف دون إعلام الجوار.
رئيس مجلس مدينة حلب : تنظيم أكثر من 600 ضبط وفق المرسوم 59
ونفت المهندسة لمى معمار رئيس مجلس مدينة حلب وجود تقصير من البلدية في قمع المخالفات، وقالت " إن موضوع التعاطي مع المخالفات وقمعها مستمر وفق المرسوم 59 وقمعها مازال مستمراً".
وتابعت " تم تنظيم أكثر من 600 ضبط وفق المرسوم خلال اقل من عشرة أيام في جميع مديريات الدوائر الخدمية في محافظة حلب".
و في ذات السياق، "شدد" محافظ حلب المهندس علي أحمد منصورة على ضرورة تطبيق المرسوم 59 المتعلق بمخالفات البناء، خلال لقائه أعضاء المكتب التنفيذي بمجلس مدينة حلب.
وأشار مصدر مطلع ان البلدية قامت بتسجيل ضبوط مخالفات على الغياب دون هدمها ، وانه يجري الإعداد لحملة كبيرة لإزالة جميع المخالفات الأسبوع القادم .
تساؤلات ..
لماذا لم يتم قمع المخالفات، قبل إنشائها، علماً أن المخالفات ستهدم ما يعني أن خسائر مالية كبيرة ستخلفها هذه العملية.
بعض تجار المخالفات يقومون ببيع البيوت قبل بنائها، وما أن يشتريها المواطن، ( لرخص سعرها)، تقوم البلدية بهدمها، الأمر الذي ينتهي بالمواطن وعائلته في الشارع.
لماذا لم يتم هدم المخالفات فور اكتشافها، عملاً بأحكام المرسوم 59 لعام 2008.
لماذا تجرأ تجار المخالفات على الاعتداء على البلدية وعناصر الشرطة.
لماذا شهدت هذه الفترة مخالفات وقحة، ولماذا يقبل المواطن على السكن في منزل مخالف، وهو يعلم أن احتمال هدمه كبير جداً ؟؟؟ ... أسئلة برسم المعنيين.