[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]خلال السنة الأولى من حياة الطفل، يزداد وزنه ثلاثة أضعاف وقامته النصف ووزن دماغه غرامين يومياً. لذلك، تُعتبر تغذية الطفل أساسية منذ ولادته. من هنا تبرز أهمية تنويع غذاء الطفل، أي الانتقال من الرضاعة الحصرية إلى إضافة المأكولات الصلبة.
هدف تنويع غذاء الطفل، إضافة مأكولات تفوق سعراتها الحرارية ما يحتويه الحليب بغية سد حاجات الطفل أثناء نموّه. كذلك، يسمح تناول الأطعمة الصلبة للطفل بالتعرف إلى نكهات وروائح وألوان جديدة، فضلاً عن أن جسمه سيحصل على أنواع إضافية من المغذيات التي يفتقر إليها الحليب، مثل السكر البطيء والنشاء والألياف. تبدأ الأم عادة بتنويع طعام طفلها نحو شهره السادس.
يعود ذلك إلى أن الأم تعجز في تلك المرحلة من عمر طفلها عن زيادة كمية الحليب التي تقدّمها له. لذلك، يصبح من الضروري تأمين حاجات الطفل الغذائية من خلال أطعمة صلبة. تتراوح هذه الكمية عموماً بين 800 إلى 1000 مليلتر. علاوة على ذلك، قبل بلوغ الطفل شهره السادس، قد يؤدي تنويع طعامه إلى نقص في المواد المغذية. صحيح أن الأطعمة الصلبة تحتوي على عدد أكبر من السعرات الحرارية، إلا أنها قد تكون أقل توازناً. كذلك، قد يزيد تنويع طعام الطفل قبل شهره السادس، خطر تعرّضه للأرجيات (حساسيات).
في مطلق الأحوال، يؤكد الخبراء أن تنويع الطعام يجب أن يبدأ في مطلع الشهر السادس من عمر الولد وأن تكون الأم قد أعطته مختلف أنواع الطعام مع بلوغه الشهر الثامن. كذلك، يحذّرون من أن تحاول الأم إطعام ولدها مأكولات صلبة قبل الشهر الرابع.
أسس تنويع الطعام
يوصي الخبراء بإطعام الطفل أولاً الفواكه والخضار. ويجب أن تكون مطحونة ومسلوقة جيداً. أما إدخال البروتين الحيواني (اللحم والسمك والبيض) إلى غذاء الطفل، فيلزم أن يحدث تدريجاً، بدءاً من خمسة غرامات في الشهر السادس وصولاً إلى 30 غراماً مع بلوغ الطفل سنته الثانية.
فضلاً عن ذلك، على الأم أن تحد من الدهنيات في طعام ولدها لأن الحليب يحتوي على كميات كافية منها.
الغلوتين
الغلوتين جزء من البروتينات المتوافرة في الحبوب، خصوصاً القمح. ويُعتبر السبب وراء الداء البطني (عدم تحمّل الغلوتين) في حالة بعض الأطفال الذي يملكون استعداداً وراثياً للإصابة به. يعيق هذا المرض امتصاص المواد الغذائية والفيتامينات والمعادن في الأمعاء، ما يؤدي إلى سوء في التغذية. أظهرت دراسات أجريت أخيراً أن التأخير في إدخال الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين، يساهم في ظهور هذا المرض (بخلاف الاعتقاد الذي كان سائداً في الماضي). لذلك، ينصح الخبراء اليوم بالبدء بإطعام الرضيع كميات صغيرة من الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين منذ شهره الرابع، خصوصاً إذا كان الطفل ما زال يرضع حليب أمه.
أطعمة جاهزة أم محضّرة في المنزل؟
تتوافر في المتاجر الكبرى اليوم مراطبين صغيرة تقدّم وجبة غنية للطفل (لا تحتوي على كميات كبيرة من الملح والسكر والدهون النباتية). كذلك، تخضع هذه المأكولات لمراقبة أكثر تشدداً بشأن ما تتضمّنه من مواد سامة وضارة (نيترات، مبيدات الآفات...)، مقارنة بالخضار التي تُباع في الأسواق. لكن يبقى خيار اللجوء إلى هذه الوجبات الجاهزة منوطاً بالأهل، ولا يمكن لومهم أو انتقادهم في هذا المجال.
يُذكر في هذا الصدد أن هذه المأكولات أغلى ثمناً مما تعدّه الأم في المنزل، إلا أنها تقدِّم للطفل خليطاً متجانساً.
كل طفل حالة خاصة
يجب أن يحدث هذا الانتقال من شرب الحليب وحده إلى تناول وجبات منوّعة وصلبة وفق وتيرة الطفل. كذلك على الأم أن تتنّبه إلى أي أرجية قد يُصاب بها.
تختلف سرعة الانتقال إلى الأطعمة الصلبة باختلاف الأطفال. ولا شك في أن الطبيب خير مرشد للأم في هذه المرحلة. ينصح جميع الخبراء المتخصصين في غذاء الطفل ببدء مرحلة الانتقال هذه بين شهره الرابع والسادس. صحيح أن الحليب قد يكون كافياً لسد حاجات الطفل حتى شهره السادس، لكن من الضروري أن تبقى الأم متيقّظة لأي مشكلة قد تعترض عملية الانتقال هذه، مثل مخاطر الأرجية، الاضطرابات الهضمية في حال أدخل الطحين في وقت مبكر، والنقص في الكالسيوم والحديد والأحماض الدهنية الرئيسة.
• الحليب: 500 مليلتر يومياً على الأقل.
على الأم إعطاء طفلها حليب الرّضع حتى الشهر الرابع. بعد ذلك يجب الانتقال إلى حليب العمر الثاني حتى يبلغ الطفل سنته الأولى. خلال عملية إدخال الأطعمة الصلبة، يمكن الحصول على المواد المغذية التي يزوّدها الحليب من خلال حليب العمر الثاني من جهة ومن خلال اللبن وبعض أصناف الطعام التي تحتوي على الحليب، مثل المهلبية والكاسترد، من جهة أخرى.
• يجب بدء عملية تنويع غذاء الطفل بإطعامه الخضار والفواكه (لا تعطيه فواكه استوائية مثل الموز والكيوي).
• بعد الشهر السادس، أطعميه اللحم والسمك بمعدل 10 غرامات إلى 15 غراماً حتى يبلغ عامه الأول.
• بعد شهره الثامن، أعدّي له وجبات تحتوي على الحبوب، وتجنّبي إطعامه الطحين الذي يحتوي على الغلوتين قبل بلوغه شهره التاسع عشر.
لعمليّة تنويع طعام ناجحة
• لا تطعمي طفلك السكر ولا تحلّي الأطباق التي تعدّينها له.
• لا تملّحي الأطعمة لا خلال طهوها ولا بعده.
• لا تضيفي إلى الطعام مواد دهنية.
• يُعتبر الماء المشروب الضروري الوحيد الذي يحتاج إليه الطفل. لكن يمكنك من حين إلى آخر أن تقدّمي له قليلاً من عصير الفواكه من دون سكر.
• قدّمي لطفلك الأطعمة الصلبة كلّ على حدة، لا دفعة واحدة، وبكميات قليلة لتحدّي من خطر الأرجيات ولتتمكّني من تحديدها بدقة.
• لا ترغمي طفلك على تناول الطعام الصلب. اتبعي وتيرته وخذي عاداته في الاعتبار. فلكل ولد وتيرة خاصة.
غذاء طفل في شهره السادس
الفطور
رضاعة تحتوي على 210 مليلترات من الحليب + 15 غراماً من الطحين المخصص للأطفال.
الغداء
10 إلى 15 غراماً من اللحم أو السمك، خضار مهروسة (بطاطا، جزر، لوبياء...)، وقليل من الجبنة البيضاء.
وجبة خفيفة
رضاعة تحتوي على 180 مليلتراً من الحليب + 10 غرامات من الطحين المخصص للأطفال، وعصير فواكه أو فواكه مسلوقة.
العشاء
قليل من الخضار المهروسة، 20 غراماً من الجبنة أو نصف علبة صغيرة من اللبن، فواكه مسلوقة.
صح أم خطأ؟
إطعام الطفل أي مأكولات غير الحليب قبل شهره الرابع يزيد مخاطر الأرجية؟
صح: يزداد خطر إصابة الطفل بأرجية غذائية بمعدل ثلاثة أضعاف إن كان يتناول ثلاثة أنواع من الطعام غير الحليب قبل بلوغه شهره الرابع. لذلك، على الأم تفادي إعطاء طفلها أي طعام غير الحليب خلال أشهره الثلاثة الأولى، خصوصاً إذا كان ممتلئ الجسم. كذلك، يؤكد الخبراء ألا ضرورة لإعطاء الطفل في هذه السن عصير فواكه، لأن الحليب يحتوي على كل الفيتامينات التي تكثر في العصير.
الإكثار من الحليب يؤدي إلى السمنة.
خطأ: خلال الأشهر الأولى، يكون بعض الأطفال نهماً. لكن من الضروري توزيع الوجبات بشكل متوازن كي لا يُصابوا بآلام البطن. وإذا كان الطفل جائعاً، فهذا يعني أنه بحاجة الى تناول الطعام. لذلك، لا تترددي في إطعامه مخافة أن يُصاب لاحقاً بالسمنة.
يؤدي الطحين المخصّص للأطفال إلى السمنة.
خطأ: إذا أعطيت الطفل الطحين المخصص له وفق الكميات المحددة، فلن يؤدي إلى اكتسابه وزناً زائداً. تقف وراء سمنة الأطفال العادات الغذائية السيئة وامتصاص كميات كبيرة من السكر والدهون.
يجب ألا تضيفي السكر أو الملح إلى الطعام.
صح: ينبغي أن يعتاد طفلك على تناول الطعام الذي لا يحوي كميات إضافية من الملح أو السكر. فيلزم عدم إثقال الكليتين، اللتين لا تنضجان بالكامل قبل عمر السنة، بكميات زائدة من الملح. أما السكر، فلا يعود على طفلك بأية فوائد غذائية.