وسط الانشغال الحاصل بالأحداث التي يشهدها العالم العربي عموما، لم يفوت تيار المستقبل الفرصة لإثارة الوضع في الشارع اللبناني. وقد خصص تيار المستقبل مؤخراً مبالغ مالية ضخمة لتمويل التحركات في الشارع ضد المقاومة وسورية، ووصل به الأمر الى تفعيل المافيات المرتبطة به داخل الجامعات اللبنانية ووضع لها مهمة واحدة محددة هي استهداف الطلاب السوريين المنتسبين إلى هذه الجامعات.
توظيف آل زعيتر لضرب الطلاب السوريين
التحرك الأول لتيار المستقبل ضد الطلاب السوريين بدأ بتأجير آل زعيتر للقيام بضرب هؤلاء الطلاب مستخدمين العصي الكهربائية وبعض الأدوت الحادة التي تم شراؤها بتمويل من تيار المستقبل، بحسب ما كشفت مصادر مطلعة وقريبة من الحدث.
ولايبدو سيناريو التخريب الذي يقوم به تيار المستقبل خارجا عن إطار السياسات التي طبقها هذا التيار خلال السنوات الماضية، وكما استهدفوا في السابق العمال السوريين في لبنان، فإن السيناريو الآن يتكرر من جديد مع الطلبة السوريون في الجامعات اللبنانية، وخاصة الجامعة العربية في بيروت.
الأجهزة الأمنية اللبنانية التي من واجبها حماية الطلاب في هكذا وضع اتخذت موقف المتفرج على الأحداث، الأمر الذي يثير أسئلة كثيرة حول دور الأجهزة الأمنية في السيناربو المذكور، خاصة أن القائمين على الأجهزة الأمنية حتى الآن هم من عناصر تيار المستقبل المخلصين والذين كان لهم دور كبير في افتعال أحداث الشغب داخل لبنان وخاصة مدير عام قوى الأمن الداخلي اللبناني اللواء أشرف ريفي، وقائد أمن المعلومات العقيد وسام الحسن.
ويبدو أن دور ريفي والحسن وكما حدث في حالات سابقة ضد سورية والمقاومة يتحدد في منح الغطاء الأمني لعمليات ضرب الطلاب السوريين وضمان عدم تدخل الأمن لإيقاف المعتدين على الطلاب.
تمويل مظاهرات واعتصامات ضد سورية والمقاومة
الشكل الآخر الذي اتخذته حملة تيار المستقبل هو في شراء موظفين داخل الأجهزة الإدارية للجامعات اللبنانية للقيام بعمليات ابتزاز للطلاب السوريين عن طريق وضع "تسعيرات" على الطالب السوري دفعها لتيمكن من النجاح في امتحاناته. ووصلت هذه المبالغ إلى 1200 دولار مقابل تمكينه من النجاح في هذه المادة أو تلك.
في سياق مواز، خصص تيار المستقبل ماكينة خاصة ودفع مبالغ مالية ضخمة لتجنيد مواطنين لبنانيين من الشمال ومن الذين يتحدثون لهجة قريبة من اللهجة الشامية، ومواطنين سوريين مقيمين في لبنان، من بينهم طلاب سوريين يعانون من نقص المال ورضخوا لعمليات الابتزاز، وذلك بهدف التحضير للقيام بمظاهرات واعتصامات لصالح التيار في العاصمة بيروت وهدفها إثارة الشغب في الشارع اللبناني لتشويه صورة سورية والمقاومة اللبنانية.
المعاناة التي يواجهها الطلاب السوريون في لبنان، دفعت با لمعنيين للتفكير في إنشاء اتحاد للطلبة السوريين في لبنان، لقطع الطريق على محاولات الابتزاز والتجنيد التي يقوم بها تيار المستقبل .