ريبورتاج الاعلامي /حسان اسماعيل مشروع التحكم بمؤشر فأرة الحاسب
والوسط المحيط للمصابين بالشلل الرباعي باستخدام حركات الفم واللسان وهو
أول اختراع بالوطن العربي يتم ابتكاره.
شوكوماكو التقى المهندس هاني المير وحدثنا عن هذا الاختبار قائلا :
في البداية كان المشروع مجرد فكرة, ظهرت خلال أحد محاضرات مادة أنظمة
مساعدة للدكتور عبدالاله ناولو والدكتور لؤي شاشاتي واقتصرت على التحكم
بمؤشر فأرة الحاسب مما يتيح للمستخدم (المصاب بالشلل الرباعي) إمكانية
استخدام كافة تطبيقات الحاسب المطروحة في الأسواق كأي شخص سليم.
تم طرح هذه الفكرة كمشروع للمادة نفسها ولاقت هذه الفكرة الاستحسان الكبير
من طرف الدكاترة المشرفين في كلية الهندسة الكهربائية والإلكترونية على
المادة وبعد التفكير في أهمية موضوع هذا المشروع والشريحة التي ستستفيد منه
تطورت فكرة مشروع المادة ليصل إلى مستوى مشروع تخرج.
تابع المير قائلآ لشوكوماكو كانت فكرتي مستوحات في السنة الرابعة من دراستي
(هندسة الكترونية اختصاص الكترونيات طبية) كانت لدينا مادة تدعى (أنظمة
مساعدة طبية), كانت المادة تدور حول استخدام التكنولوجيا في مساعدة أصحاب
الإعاقات المختلفة, وكجزء من المادة طلب منا الدكتورين عبد الاله ناولو و
الدكتور لؤي شاشاتي (دكتورا المادة) أن نقدم مشروعاُ للمادة.
و قد خطرت في بالي الفكرة خلال إحدى محاضرات المادة الآنف ذكرها, فرسمت مخططاً مبدئياً له في ذهني.
فضلت البدء بالمشروع باكراُ - بالرغم من أن مشروع التخرج يقدم في السنة الخامسة – حتى يكون لدي الوقت لتطويره.
وبعد انتهاء المحاضرة مباشرة, ذهبت إلى مكتب الدكتور عبدالاله ناولو وطرحت الفكرة عليه ونالت إعجابه.
الفكرة التي طرحتها على الدكتور في ذلك الوقت كانت عبارة عن تصميم جهاز
يقوم بمساعدة المصاب بالشلل الرباعي على التحكم بمحيطه من تجهيزات وأدوات
باستخدام دارات الكترونية وبمساعدة الحاسب الشخصي.
في هذه المرحلة كان لابد لنا من وضع أهداف رئيسية للمشروع والتي لخصت كما يلي:
1- تصميم نظام متقدم لمساعدة المصابين بالشلل الرباعي بأقل تكلفة ممكنة.
2- تسهيل الصعوبات التي يواجهها المصاب بالشلل الرباعي غير القادر على
الحركة بحيث يتمكن من الاعتماد على نفسه قدر الإمكان دون الحاجة إلى ممرضين
ملازمين للمصاب.
3- أن يزاول المصاب حياته اليومية كأي شخص آخر عادي سليم دون أن يشعر بالضعف والتشاؤم.
4- أن يصبح المصاب قادرا على أن يمارس أعمال مكتبية حاسوبية وان يستخدم
البرامج والتطبيقات المختلفة التي وصلت لدرجة لا يمكن الاستغناء عنها,
وتشغيل برامج تعليمية مما يوسع أفق المستخدم ويملئ وقته.
5- أن يصبح المصاب قادرا على التواصل مع محيطه القريب أو البعيد باستخدام الشبكات الحاسوبية وشبكة الانترنت.
وأضاف المير قوله بعد الوصول إلى النتائج المرجوة من المرحلة الأولى
للمشروع وهي عملية التحكم بمؤشر الفأرة, تطور المشروع ليشمل إمكانية التحكم
بالوسط المحيط للمستخدم من الأجهزة والأدوات والتي درسنا إمكانية توافرها
في مكان الاستخدام (غرفة المصاب) كتعديل وضعية السرير (جلوس, استلقاء ) أو
وضعية الستارة (فتح, إغلاق) والإنارة والتدفئة ...الخ, بالإضافة إلى ترك
خطوط تحكم إضافية فارغة من أجهزة وأدوات أخرى يرغب المستخدم في إضافتها.
وبالطبع كانت هناك حاجة لوسيلة مخاطبة بين الحاسب ودارة التحكم, هنا قمنا
بتصميم برنامج متلائم مع هذه الدارة وضعنا فيه قدر الإمكان مواصفات
البرنامج الناجح من حيث صغر الحجم وسرعة الأداء وتعددية الاستخدام.
و من خلال تصميم عدة واجهات لهذا البرنامج قمنا بمراعاة عدة حالات للمصابين ذوي الشلل الرباعي وهي:
1- حالة المصاب بالشلل الرباعي الناتج عن إصابة بالفقرات القطنية C4-C5 مع القدرة على التكلم.
2- حالة المصاب بالشلل الرباعي السابقة مع عدم تواجد القدرة على التكلم,
حيث تحوي هذه الواجهة على أزرار إضافية فيها أوامر صوتية موجهة, رأينا من
الضروري وجودها.
3- كما يحوي البرنامج على واجهة أخرى لذوي الإعاقات الصعبة التعامل معها
حيث تعمل هذه الواجهة على اختيار الجهاز المراد تشغيله ليس من خلال الضغط
على الزر المقابل وإنما من خلال نظام مسح ثنائي البعد للأزرار الموجودة
يجعل من اليسر استخدامه من قبل هذه الفئة من المصابين.
وتمت إضافة العديد من الخيارات الإضافية إلى البرنامج مثل تشغيل برامج أخرى من نفس البرنامج الذي قمنا بتصميمه.
وعن كيفية استخدام الجهاز تابع المير قوله
بأن المشروع كما تم تقديمه في النهاية وتم تطويره وفق عدة مراحل أصبح يتألف من برنامج حاسوبي بالإضافة إلى دارتين الكترونيتين:
الدارة الأولى للتحكم بمؤشر الفأرة الحاسوبية حيث يتم تحريك المؤشر عن طريق
حركات الفم ويتم الاختيار عن طريق النفخ بمستويين (تقابل الدارة الأولى
عمليا نفس وظيفة الماوس حيث يمكن تحريك المؤشر والاختيار بالمفتاح اليميني
أو اليساري).
الدارة الثانية للتحكم بالأجهزة والأدوات المحيطة بالمصاب (تشغيل/إطفاء
الإضاءة, إغلاق/فتح ستارة النافذة, تعديل وضعية السرير, فتح باب الغرفة,
تشغيل/ إطفاء التدفئة أو التبريد... بالإضافة إلى العديد من الخيارات
المتاحة الأخرى)
البرنامج الحاسوبي يضم ثلاث واجهات (واجهة الاستخدام المعيارية وواجهة
الاستخدام للمصابين بالشلل الرباعي مع صعوبات في النطق بالإضافة إلى واجهة
مسح للأزرار لسهولة التعامل مع النظام في بداية تشغيله) تتصل الدارة الأولى
مع الحاسب والتي تؤمن تحريك المؤشر ووفق البرنامج الحاسوبي, يمكن اختيار
أيقونات تعطي أوامر مباشرة إلى الدارة الثانية التي تقوم بالتحكم بتجهيزات
الغرفة
اما الصعوبات التي وجهت المير تابع قائلآ :
الصعوبات التي واجهتني كانت كثيرة منها عدم توافر القطع الالكترونية
الموثوقة بالإضافة إلى مشاكل الكترونية كانت تظهر على الدارات, كما
وواجهتني العديد من المشاكل البرمجية عند برمجة النظام الحاسوبي
حيث بدأت من الصفر ولم تكن لدي أي تجارب برمجية سابقة (قمت بتصميم بعض
البرامج سابقا ولكن ليست على مستوى البرامج الذي صممته لهذا المشروع)
بالإضافة إلى المعلومات القليلة عن بروتوكولات الاتصال التي يستخدمها
الحاسب. ولكن بالتجربة والبحث المتواصل عن المعلومات من خلال الانترنت وبعض
الكتب الالكترونية تم حل المشاكل.
وعن الحصول على براءة اختراع يتابع المير لشوكوماكو قوله
في الفترة الأخيرة كنت أفكر بجدية في هذا الموضوع بتشجيع من الدكتور
عبدالاله ناولو وبعض الزملاء, وبدأت اجمع المعلومات عن الخطوات اللازمة
لهذا الغرض.
وعن مايميز هذا الاختراع أضاف
مزايا هذا الاختراع انه نظام يؤمن خدمة شريحة من المجتمع فقدت الأمل
باسترجاع جزء من حياتها اليومية وعلى هذا تمت تسمية المشروع باسم (أمل -
HOPE) بالإضافة إلى أن النظام قابل للتطوير بشكل كبير ويمكن تصميمه حسب
الطلب (يشمل الخيارات التي يحتاجها المصاب وفق حالته التي تتغير من مصاب
لأخر) بالإضافة إلى التكلفة المنخفضة للنظام والقطع المتوافرة في السوق
السورية.
ويتوقع المهندس هاني أن يترك هذا النظام بصمة توضح الإمكانيات المتوفرة
لدى شبابنا إذا ما تلقوا الدعم الكافي وتم توجيههم بالاتجاه المناسب, كما
وأتمنى أن ينال الدعم المناسب ليصبح بمتناول الاستخدام لكل مصاب ذوي
احتياجات خاصة بحاجة إليه.
وبالنسبة للأمكانيةالمتاحة لتطوير هذا الاخراع أفادنا بأن أي نظام بحاجة
ماسة للتطوير المستمر لأن الاحتياجات في تعاظم مستمر, وهذا النظام لا
يستثنى من هذه القاعدة.
و الإمكانيات المتاحة للتطوير فهي تشكيل نظام مستقل عن الحاسب وجعله
لاسلكياً ومحمولاُ على كرسي متحرك للمريض بالإضافة إلى العديد من الأفكار
التي يمكن أن تكون وليدة التجربة والحاجة .