احتفل الفنان خالد الصاوي بنجاح الثورة المصرية مع جمهور
"ناس TV"؛ حيث استقبل أكثر من 50 سؤالاً حول موقفه من الثورة، أجاب عنها
بجدية واضحة، غير أنه لم يستطع أن يمنع نفسه من روح الفكاهة التي استدعتها
سعادته بما حققته الثورة المصرية.
كان من أكثر الأسئلة التي استقبلها، سؤال عن موقفه تجاه الفنانين الذين
غيَّروا موقفهم بعد نجاح الثورة المصرية. وبدا الصاوي حماسيًّا للغاية في
إجابته عليه؛ حيث أبدى تعجبًا من هؤلاء الذين يحاولون تغيير جلدهم،
مستبدلين بمواقفهم من تأييد مبارك، تأييدَ الثورة، قائلاً: "أنا أحتقر
هؤلاء، وأنصحهم بأن يظلوا على موقفهم؛ لأن الناس لا تنسى".
وبلهجة حادة خاطبهم الصاوي قائلاً: "مَن كان يركع تحت رجل مبارك، فليذهب
يبحث عن مكان إقامته ويمارس هوياته التي كان يمارسها سابقًا".
وعن أسباب تحمسه للثورة رغم أنه ميسور الحال، أبدى الصاوي إعجابه بهذا
السؤال، وقال: "هي معادلة المصلحة والمبادئ، أتنتصر لمصلحتك أم لمبادئك؟
وأنا اخترت المبادئ".
وأوضح أن اختياره تسبَّب بخسارته نصف أصدقائه، لكنه غير حزين على ذلك.
وقال: "الديمقراطية لها ثمن، وإذا كان هذا ثمنها فليس لديَّ مشكلة".
يساري لا يخشى الإخوان
ولأنه هو وغيره من الذين خرجوا في مظاهرات 25 يناير/كانون الثاني،
جاهدوا من أجل الديمقراطية؛ استنكر الصاوي تخوُّف بعض الناس من صعود
الإخوان إلى رأس السلطة في مصر.
وقال: "أنا يساري، ورغم ذلك ليس لديَّ مشكلة في وصول أي حزب أو جماعة إلى رأس السلطة ما دامت جاءت بانتخابات نزيهة".
وعن إمكانية ترشيح نفسه للرئاسة، رفض الجدل الدائر في مصر حاليًّا عمن
يرشح نفسه، وقال: "إذا وُجد نظام برلماني حقيقي في مصر، لا يهم من يصير
رئيسًا؛ لأن الرئيس حينها لن يكون معصومًا من المحاسبة".
وطالب الصاوي الرئيس المقبل بفتح الملفات المسكوت عنها، مثل البنود
السرية في المعاهدات الدولية التي ترتبط مصر بها. وقال: "هذه البنود جعلت
مصر ليست للمصريين فقط".
ورفض في الإطار ذاته تأجيل مطالب بعض الجهات الحكومية التي عُرفت
بـ"المطالب الفئوية" إلى ما بعد انتخاب الرئيس. وقال: " كما نجح متظاهرو
التحرير في تحقيق مطالبهم بإسقاط رأس النظام وعدم الانتظار ستة أشهر حتى
انتهاء فترة رئاسته.. فلماذا نطلب من هؤلاء الصمت نفس المدة؟!". وأضاف: "من
حقهم الاعتراض. ولا بد أن تسمع الجهات المسؤولة لهم".
ورغم أن الصاوي اشترط قبل اللقاء أن تكون كل الأسئلة عن الثورة المصرية؛
تجاوب مع كثير من الأسئلة التي دارت حول عمله الفني؛ لارتباطها بالثورة.
وقال في هذا الإطار إنه لا يستبعد تجسيد شخصية مبارك إذا عُرضت عليه
مستقبلاً؛ لأن الفنان لا يجب أن يُدخل نشاطه السياسي في عمله، مشيرًا إلى
أن الوضع يختلف بالنسبة إلى المؤلف؛ لأنه يعبر بالكتابة عما يؤمن به.
وأكد عدم ممانعته التمثيل مع ممثل يهودي، داعيًا إلى التفرقة بين
اليهودي والصهيوني. وقال: "طبعًا، لا يمكن أن أمثل مع صهيوني؛ لأني ممكن
أقتله، وكذلك اليهودي الذي يؤمن بالصهيونية".
وعن قول أحد الأعضاء إنه أعجب بموقفه مع الثورة المصرية بعد أن كان
يكرهه لأدائه شخصية الشاذ جنسيًّا في فيلم "عمارة يعقوبيان"؛ ابتسم قائلاً:
"يعني أدركت وقتها أني رجل؟".
وأرجع الصاوي موافقته على هذا الدور إلى رغبته في الخروج من إطار أدوار
الشر التي حُصر فيها. وقال: "نحن نعاني في عالمنا العربي من التنميط؛ حيث
تم تنميطي على أني ممثل أدوار شر، وكان لا بد من الخروج من هذا الإطار".