بعد تصديهم "الواعي" لدعوات "غضب" .. شباب سوري يدعو إلى رفع الحجب عن "فيسبوك"
"الشباب السوري ربح معركة الكترونية على الموقع وذلك من خلال المجموعات المعاكسة"
دعا شباب سوري إلى رفع الحجب عن الموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بعدما أظهر الكثير منهم تعاملا "واعيا" إثر تصديهم لدعوات يوم "الغضب السوري" المزعومة، التي أطلقتها مجموعات مجهولة الهوية على الموقع، حيث عزف الشباب السوري عن تلبية الدعوة، بل وعمد كثيرون منهم إلى تأسيس والانضمام إلى مجموعات مناهضة لهذه الدعوات، مشيرين إلى أن دورهم كان أكبر لو أن الوصول إلى الموقع كان متاحا أمام الجميع.
ورصدت سيريانيوز العديد من التعليقات التي طالبت برفع الحجب عن الموقع، حيث قال أحد المعلقين، أسمى نفسه وطني منطقي، إن هذا "التصرف من قبل شباب الفيسبوك أكبر دليل على وعي الشعب السوري وحبه للوطن، ووعيه بالنسبة للفتن الخارجية"، مضيفا أنه "لذلك ارفعوا الحجب عن الموقع".
واتفق محمد، مع رأي وطني، بقوله إن "هذا دليل عملي وقطعي، للمعنيين، على وعي الشباب السوري، وعدم الحاجة للجوء للحجب من أجل حمايتهم".
وكانت انتشرت في أوساط الجمهور السوري مؤخرا أخبار دعوات على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، دون أن يكشف أصحاب هذه الدعوات عن هويتهم أو انتماءاتهم، لتجمعات في ساحات المدن الرئيسية، ترفع جملة من المطالب التي تنوعت بتنوع هذه المجموعات وبحسب "اتجاهاتها " المختلفة، حيث كان الموعد المقرر يومي الجمعة والسبت 4 و 5 شباط، إلا أن الشباب السوري عزف عن النزول إلى الأماكن المقررة، ولم تلحظ أي تجمعات أو تحركات غير اعتيادية خلال اليومين المذكورين في أي من المدن السورية.
وردا على أصحاب تلك المجموعات، ظهرت عشرات المجموعات التي تطالب بوقف مثل هذه الدعوات التي وصفتها بأنها دعوات "مدسوسة وغايتها الإضرار بأمن ومصالح سوريا".
ووصفت فاطمة ما حدث بالمثل القائل "ورب ضارة نافعة"، وتابعت "في يوم الغضب الذي كان البعض ينتظره ومن حركه ينتظر خارجا أن يجد لدعوته صدى، تفاجأ أن الشعب السوري ورغم حظر الفيسبوك عنه، إلا أنه استطاع أن يخلق مجموعة ويرفع صوته عاليا، لا لهذا الغضب اللاواعي واللامسؤول".
وأضافت أن "الغضب الذي يجيشه بعض الطامعين وحفنة من اللصوص، خارج حدود الوطن، يكفيهم خيبة أنهم لم يحققوا أملهم، ومنذ أول يوم لهذه الدعوة، كان هناك الآلاف ضدها، فماذا لو كان فيسبوك متاحا وغير محجوب، لهذا قد أتجرأ وأقول نعم نحن الشعب السوري نستحق الثقة ونستحق أن يكون لدينا إعلام حر ومفتوح".
فيما تساءلت سلوى عما إذ كان مطلب رفع الحجب عن فيسبوك بعد الذي حدث "صعب التحقيق"، مشيرة إلى أنه "طالما عرفت حكومتنا موقف شبابنا، وأنه ليس من الممكن أن ينقاد وراء دعوات مدسوسة، بل قام بالتصدي لها على الفيسبوك رغم أنه محظور في سورية، فكيف لو لم يكن كذلك؟".
ولفت مازن في تعليق له إلى إنه "من المؤكد من أن الشباب السوري يعرف مصلحته ويرفض العبث بسوريا وأمنها، لذلك يفضل أن يتم التعامل معه بطريقة أفضل من طريقة الوصي"، داعيا المسؤولين "إلى مراجعة الأسباب التي حجب من أجلها الموقع".
فيما قال أحد الشباب، دون ذكر اسمه، "أطلب أن يتم فك الحجب عن الفيسبوك، كي نستطيع التعبير عن رأينا والرد على هؤلاء الخونة والأعداء"، موضحا "نحن شعب واعي ونعرف كيف نرد عليهم، وأنهم مهما حاولوا لن يؤثروا على عقولنا".
وعن بعض ما قام به الشباب السوري للرد على الدعوات "المغرضة"، قال عاشق سورية إن "الكثير من محبي سورية قام بإنشاء المئات من الصفحات، كما قام بتغيير الصورة الشخصية لدى حساباتهم، حيث وضعوا صور تعبر عن حب سورية والانتماء إليها، وبذلك استطاعوا التغلب على الدعوات المغرضة، كما حصل أيضا على إعجاب أشخاص كثيرون من جنسيات أخرى".
كما دعا إيلي أبناء سورية الملمين بالكومبيوتر بإنشاء صفحات على الفيسبوك تظهر للعالم المحبة التي يحملها المواطن السوري لوطنه وبلده، أما سرجون السوري فقال إن "ما جرى في الأيام الأخيرة يدل على مدى وعي شبابنا السوري ومن أجل ذلك يجب الدخول إلى الفيسبوك والمشاركة فيه بنشاط"، بينما ميلانو لفت إلى "أهمية المعارك الالكترونية في المواقع التواصل الاجتماعي كالفيسبوك، وأن الشباب السوري ربح معركة على الموقع من خلال المجموعات المعاكسة".
أما فادي فعبر عن أمنيته في أن تزداد الثقة بالشباب السوري، ويتم رفع الحجب عن بعض المواقع، قائلا "أنا واحد من الذين أسسوا صفحات تضامن ضد يوم الغضب، ودائما سأكون بالمرصاد لهذه الصفحات المغرضة"، إلا أنه عبر عن ألمه كونه "يلجأ إلى وضع بروكسي معين أو استخدام عدة طرق أخرى للدخول إلى موقع يقوم من خلاله بالدفاع عن وطنه وبلده".
وتعيد تعليقات الشباب السوري الحديث عن موضوع لم تعرف أسبابه بشكل واضح، وهو حجب موقع الفيسبوك في سورية، إلا أن حجب الموقع لم يمنع السوريون من إيجاد الطرق المتعددة لدخول الموقع، إن كان عن طريق البرامج، أو "البروكسيات" وترجمتها "الخادم البديل" وهي الطريقة الأشهر والأكثر تداولا بين المستخدمين لدخول الموقع لبساطتها، إلا أن السوريين يضطرون إلى تغييرها في حال تم رصدها ومعرفتها، وبالتالي حجبها.
وتم حجب موقع الفيسبوك في سورية منذ تاريخ 26 تشرين الثاني عام 2007، ليلجأ مستخدموه السوريين بعد ذلك التاريخ إلى اللجوء إلى مختلف الوسائل للالتفاف على هذا الحجب، وعلى الرغم من ارتفاع عددهم بشكل يومي، إلا أنه لا يوجد إحصائية دقيقة تحدد أعداد السوريين المسجلين في الموقع.
يذكر أن الفيسبوك يعتبر أحد الطرق التي يتواصل بها السوريون مع أبناءهم المغتربين خارج البلاد، وتشير آخر الإحصاءات إلى أن مستخدمي الفيسبوك في العالم العربي وصل إلى حدود 18 مليون عربي، وذلك من أصل أكثر من 500 مليون مستخدم حول العالم.
سيريانيوز
مواضيع ذات صلة
القصة الكاملة لدعوات "يوم الغضب" في سوريا
مجموعات افتراضية على "الفيسبوك" تطالب برفع الحجب عن الموقع في سوريا