سرقات الاطفال من القضايا التربوية المهمة التي كثيرا ما يخطئ ـ الوالدان في معلجتها بأسلوب صحيح ـ
فقد تمتد يد الصغير الى شيء لا يخصه في البيت او في المدرسة فيلقي عقابا بدنيا مفرطا من الأب او الأم .
او يقابل بصمت وتجاهل منهما لما فعله . ترى كيف تتصرف الأم اذا رأت طفلها او طفلتها اسبــاب السرقــة:
يمكن إيجاز اسباب
السرقة من خلال ما تقدم ذكره بما يلي ؟
1 ـ لدوافع جسمية وحاجات لم تشبع في المنزل .
2 ـ لاشباع هواية ـ كسرقة دراجة ، او كرة ، او لعبة .
3 ـ يدافع الانتقام وكردة فعل على القسوة الزائدة .
4 ـ نتيجة التدليل الزائد ، حيث يفهم الطفل ان الحياة آخذ فقط وليست مزدوجة الحديث ( اخذ وعطاء )
.
5 ـ قد تكون يدافع الغيرة . من صاحب المسرقات .
6 ـ الشعور بالنقص ، وبأنه أقل من زملائه ، فيلجأ الى التعويض .
7 ـ السكوت على مايأخذه الطفل بحجة ان ما استولى عليه هو من داخل ممتلكات الأسرة وليس لأحد من خارجها
وهذا السبب نعتبره من الاسباب الأساسية والجوهرية ، فالمفهوم العام والكلي للسرقة لايتجزا ، بين ما هو
ملك لمن هو داخل الاسرة او خارجها ، لذلك يقتضي التشدد من الوجهة التربوية في هذه النقطة بالذات ،
لانه عملا بالقول الشعبي المتداول : « من سرق بيضة سرق جملا » ثم إنه من سرق مال أخيه ، سرق
مال الآخرين جميعا والتساهل في هذه المسألة يعتبر نوعا من التشجيع على امتداد السرقة الى الخارج اطار
المنزل والأسرة .
8 ـ انخفاض مستوى الذكاء ، وتدني نسبة التكيف الاجتماعي
9 ـ عدم اكتراث الأهل بحقوق الآخرين ، والطفل مراقب ذكي فإذا أقدم على السرقة . فهو يشابه والديه عــلاج الســرقة :
متى عرفت الاسباب مسهل العلاج ، وجلّ العلاجات تقوم على الوسائل التربوية السليمة والمدروسة
، أبرز هذه الوسائل :
أ ـ ان نحترم ملكيته ليحترم ملكية غيره بدوره .
ب ـ خلق اجواء العطف والحنان وإبعاد جو الارهاب والانتقام .
ج ـ تعويده طلب الاستئذان اذا ما اراد تناول شيء .
د ـ عدم التشهير به أمام رفاقه اذا ما ضبط سارقا بل معالجة مشكلته على جدة وبهدوء واتزان حتى لا نخلق منه سارقا حقيقيا .
هـ ـ زرع القيم الدينية والأخلاقية في الأسرة .
و ـ عدم التمييز والتفضيل بين الأخوة .
ز ـ اختيار القصص ، والافلام التربوية المناسبة للطفل .
لان هناك بعض الوسائل التسلية المرئية والمقروءة تحرض الطفل على السرقة ، وتظهر بمظهر بطولي
فتظهر السارق انسانا خارقا يجذب انظار الآخرين ، ويمكن ان يوصف بالمهارة والحنكة والذكاء
، والاطفال في مرحلة الطفولة يتوقون ان يكونوا في هذه المواصفات ، فيقعون ضحية السرقة . يحدث هذا
طبعا في غياب التربية الخلقية والدينية ، وغياب عملية الضبط الأسري والاجتماعي
.
ح ـ ضرورة مراقب الوالدين لأموالهم قبل تكوّن عادة السرقة عند الطفل عملا بالمثل الشعبي المعروف ـ
المال السائب يعلم الناس الحرام ـ وحتى لو كانت التربية سليمة وحكيمة ، فوضع المال في مكان محافظ عليه
، كي تكون له حرمته ومهابته امر ضروري ، وادعاء بعض الأهل أنهم يرمون بالنقود تحت أرجل أطفالهم
، امر غير مستحب تربويا لعدة اسباب منها ، انعدام الدافعية في تحصيله والاستهانة بصرفه كيفما اتفق
بالإضافة الى ماتوسوس للطفل نفسه بالاقدام مع السرقة تدريجيا ، وحجة بعض
هولاء الناس ، الذين يرون في هذه الطريقة تحصينا ضد السرقة فتشبع نفس الطفل
، قول يحتاج الى نقاش .
ط ـ لا تصف الولد بصفات اللصوصية ( انت لص .. سارق ولو تهكما ) فقد يستسيغ
اللقب فيسعى اليه ، ولا سيما وان فيه نوع من الانتصار على الكبار ، وهذه
أمنية تدغدغ احلام الصغار .
ي ـ إعطاء مصروف الجيب للأطفال بين الحين والآخر ومراقبة كيفية إنفاقهم بطريقة عفوية ، دون شعارهم بأننا نقوم بعملية مراقبة .
ك ـ تعويد الطفل على عدم الغش في الحياة اليومية ، أو الامتحانات بعض الأهل
يمتدحون شطارة اولادهم في هذا المجال فيكونوا على غير رغبة منهم قد دفعوا
بهم الى السرقة . وتوضيح مضار السرقة أمر
ضروري وكذلك التذكير بأيات القرآن الكريم وتعاليم الأديان الأخرى .
ل ـ الابتعاد عن رفقة السوء . وخلق الهويات النافعه لإملاء الفراغ والا فان هذا الفراغ يملا من قبل رفقة السوء .
وتجدر الاشارة الى ان السرقة تبدا بمسروقات بسيطة وتافهة لتنتهي بعد ذلك بالمسروقات الكبيرة والثمينة ،
فعلى الأهل التنبه لمظاهرها الأولى حتى لا يستعجل الامر ، ويجب معالجتها بالقضاء على الدوافع الكامنة
وراءها ، وليس ان يكون ذلك بالقصاص الجسدي او الضرب المبرح ـ كما تجري العادة في معظم الأسر ـ .
والاهل يزرعون نواة ( ايديولجية السرقة ) على غير قصد منهم في نفوس أطفالهم كان تقوم الأم باجفاء
الحلوى عن الطفل في مكان لا يعرفه . وكم من الأطفال هم الذين يبذلون جهدا في البحث والتنقيب عن
الحلوى الخبؤة ويجدون لذة عارمة في اكتشافها وتسجيل الانتصار على الأم . وقد يكون ذلك مقدمة لسرقات
منظمة لاغراض ذاب قيمة أكبر .
فلنترك هذه مرة للطفل ، على ان يمارس الرقابة الذاتية في ضبط النفس ، او ان يحاط علما على الاقل
بأماكن وجودها ، حتى لا يضطر الأطفال الى سلوك الطرق البولسية في اكتشافها ، ويكتفي بأن يطلب اليه
الستئذان فقط عندما يريد نيل قسط منها . وفي كل مرة تواجه الاسرة أو المدرسة ـ مشكلة سرقة ـ يقوم بها
احد الأطفال يجب التنبه الى طبيعة هذه السرقة والتمييز بين السرقة كنزوة عابرة فريدة ، او هي متكررة (
بداية احتراف ) والتمييز بين نوع وحجم المسروقات وعدد المشاركين ، وهل هي إفرادية وان هناك عصبة ،
وما هو دور الطفل السارق فهل هو عضو أم قائد ؟ والاجابة على هذه الاسئلة ضرورية لمعالجة هذه
المشكلة الانحرافية في حال حدوثها