الغلطة الأولى
في البداية أحب ان أشير الى أن هذه القصة بما فيها من أحداث ..ومتغيرات ..مازالت أحداثها مستمرة الى يومنا الحالي ..وأريد أن اذكركم قبل بداية القصة أننا لا نتحدث في هذه القصة عن ملاك أنما نتحدث عن بشر قابل للخطأ والتسرع ولكن يبقى أن الله منح الأنسان فرصة الوقوف عن الخطأ ولكن احيانا لا يتوفر ذالك للبعض ..كما في هذه القصة.
بطلت قصتنا ( شجون) لهذا اليوم فتاة تسكن في المنطقة الشرقية تجاوز عمرها العشرين عاما بقليل وكما هو في عرف الجزيرة العربية أن هذه السن تعتبر حرجة لكثير من الفتيات اللاتي لم يرتبطن بينما في نفس الوقت شجون تعتبر فتاة ذات سيرة عملية ناجحة فهي أدارية ناجحة في عملها في قطاع التعليم وصلت لمنصب عالي في فترة قصيرة جدا ..لا تستطيع شجون آنذاك أن تنكر رغبتها في الزواج من شاب محترم ذو أخلاق ودين ومن عائلة محترمة ولكن ما كان يشغل بالها كثيرا هو صعوبة الحصول على مثل تلك المواصفات لا سيما ان من تقدموا لها في الغالب ممن هم اقل منها مستوى تعليميا و مهنيا فكان هذا الآمر يشكل لها بمثابة الرعب ..فهي تسمع من كثير من زميلاتها ممن يمرون بمثل تلك الظروف يعانين من حياة زوجية صعبة ومشاكل زوجية عصفت بهدوء الحياة الزوجية ...مما اضطر بعضهن الى ترك العمل والبعض الآخر تدهور مستوى عملهن بشكل ملحوظ ..فآوت شجون الى الهدوء والتوكل على الله في مسالة الزواج وعمدت الى اراحة بالها من تلك المسألة بشكل نهائي ...
وبالفعل استمرت شجون مكرسة حياتها لعملها ومن ثم عائلتها ..الى ان حدث تغير مثير في حياتها ..بينما كانت ذات مساء خارج المنزل في زيارة لاحدى صديقاتها ..فوجئت بهاتفها الخلوي ..يرن ويظهر لها رقم لم تكن تعرفه ولكن المثير أنه رقم مميز مما يدل على أن صاحبه غالبا ذو مستوى عالي الشأن ردت شجون على هاتفها لتفاجىء بصوت شاب. يسألها بكل هدوء واحترام ..عن شخصية معينة فاجابته بان الرقم خاطئ ..ويعتذر الشاب بكل لطف ويغلق الخط ..لم يكن هذا الأمر بشيء يثير الاهتمام ولكن بعد دقائق بسيطة تفاجىء بطلة قصتنا بنفس الرقم يتصل عليها وتجيب على مكالمته بكل هدوء وتفهمه من جديد بأن الرقم خاطىء ولكن.
الشاب: عفوا لو سمحتي هل هذا الرقم حصلتي عليه مؤخرا ..يعني لو سمحتي ممكن أعرف منذ متى هذا الرقم يخصك..
شجون: يا أخي قلت لك بأن الشخص اللذي تسئل عنه ليس له علاقة بهذا الرقم هذا رقمي من زمان يعني لم اشتره من أحد افهمت ؟؟
الشاب: عفوا لكن كنت أكلم عليه صديقي طلال منذ فترة يعني آخر مرة كلمته قبل شهرين .
شجون : أتمنى ان تتأكد من رقم صديقك في المرة القادمة الآن عن أذنك سوف أغلق الخط.
وبالفعل اغلقت شجون الهاتف ..لتفاجىء بعد بضعة دقائق بنفس الرقم يتصل ...
شجون: أنت شكلك انسان لعاب مستهتر قلت لك الف مرة هذا رقمي وليس رقم طلال ارجوك الا تتصل مرة اخرى ..
الشاب: أولا أنا لست شاب مستهتر .حاولت أن أتاكد من الرقم فنسيت انني غيرت هاتفي منذ أيام وكنت قد خزنت رقم طلال هناك ..فاردت ان اعتذر لك هذه كل المسألة ..لكن انتي اسأتي فهمي ..
شجون: اعذرني على عصبيتي ولكن أرجوك بما أنك تأكدت الآن ان لا تعاود الاتصال بي ..لا أريد ان تسبب لي مشاكل
الشاب: هل أنتي متزوجة ...يعني ممكن زوجك يرد على هاتفك .
شجون: بأي صفة تسئلني ثانيا لست متزوجة .ولكن اقصد اهلي فأنا لا أخفي عنهم أي شيء ..
الشاب : اعذريني ولكن اردت ان اعبر لك عن أسفي الشديد ...وأريدك ان تعرفي من أنا ..كي لا تتوقعي أني شاب مستهتر ..أنا الأمير بندر........................... اسكن في مدينة الرياض ..
شجون: تشرفنا ..ولكنني لست مهتمة بمن تكون فلن اقيم معك علاقة ...
الشاب : يبدو أنك مستاءة من الشباب بشكل عام ..هل يمكن أعرف السبب .
شجون: يا محترم الا تلاحظ أنك تتدخل فيما لا يعنيك ..لقد عرفت ان هذا الرقم لا يخص صديقك ..طلال فماذا تريد.
الشاب: ارجوك أنا أعرف الشباب هنا في بلدنا معضمهم من المستهترين ..لكنني لست كذالك لا اقولها مدحا في نفسي انما قد يكون هذا لتربيتي فانا قد عشت خارج المملكة معظم فترات حياتي .وعدت قريبا من الولايات المتحدة بعد ان انهيت دراستي الجامعية وصدمت بالواقع اللذي نعيشه في المملكة ..شباب طائش وفتيات مستهترات لدرجة شديدة في الغرابة..
شجون: معك الكثير من الحق فلا تستطيع أن تتصور كم من المعاكسات ترد على هاتفي يوميا مع انني لا أعاملهم الا بالقسوة ولكن الاعداد تتزايد ...لدرجة أنني توقعت انك احدهم.
الشاب : اها أنا اعذرك على كل ما تفعلينه معهم ...هل تعلمين قبل ان أعود الى البلاد كنت أتمنى وافكر كيف سوف استطيع التعرف على فتاة تفهمني وافهمها وتحبني واحبها ومن ثم ارتبط بها..ولكن مع هذا الوضع المزري اشك في صعوبة هذا الامر وانه اصبح من المستحيلات .
شجون: لا لا يجب أن تقول كذا يجب عليك ان تتفائل وليس ان تسلم نفسك للتشائم سوف تستطيع أنشاء الله ان تتعرف على فتاة ذات خلق ..وتجد فيها كل المواصفات اللتي كنت تحلم بها. أعرف كثير من صديقاتي اللاتي تزوجن عن قصة حب ويعشن الان حياة زوجية سعيدة .
الشاب:اشك في ذالك كثير من فتيات هذا الوقت اصبحن مستهترات وماديات بشكل مخيف
شجون: ماذا انت بالتأكيد تمزح صحيح ان هناك فتيات كذالك ولكن الأكثرية والمشكلة هي من الشباب المستهتر ..الذين لا يتركون أي فتاة في حالها.
الشاب: لا أدري سوف تصدقين أم لا ولكنني مما عشته ورأيته في الغربة صرت أميل الى التعرف الى فتاة أحبها وتحبني وأن ننهي علاقتنا بالزواج ولكن هل تتوقعين اني سوف اوفق .خصوصا أني لست أميل الى المعاكسات في الأسواق صدقيني انا لا اقول هذا مدحا في نفسي ولكن تلك الحقيقة.
شجون: يبدو من كلامك أنك انسان لطيف وأتمنى من الله ان يعطيك على قدر نيتك الصافية ...صدقني اذا كنت صادقا في ما تقول فكل بنت ذات خلق سوف يشرفها التعرف عليك والارتباط بك
الشاب : مثلا هل انتي توافقين على ان اتعرف عليك ..واذا ما حصل بيننا تفاهم ان تنتهي علاقتنا بالارتباط.
شجون: بصراحة بصراحة هذا طلب غريب ..كيف تريد التعرف الى وأنت لا تعرف عني أي شيء .لاتعرف كم عمري ..ولا وضعي الاجتماعي ولا أي شي آخر .
الشاب: هذا ما قلته لك سابقا اعطنا فرصة للتعرف ,يجب علينا ان لا نستعجل الأحداث اتمنى ان لا ترفضين طلبي.
شجون: بصراحة انت احرجتني كثيرا بطلبك ..صدقني لم أتعود قط في حياتي ان اقيم علاقة بشاب ولو كانت بهدف شريف كما تقول .ثانيا أنا فتاة كبيرة في السن عمري تجاوز الثلاثة وعشرين عاما ..وكم يبدو من صوتك فعمرك لا يتجاوز العشرون عاما.
الشاب : أولا عمري 21 ثانيا وأن كنت أكبر مني في السن بقليل فهذا ليس عيبا ..فانا لست رجعيا بأفكاري عمي كذالك متزوج من أمراة تكبره بثلاثة أعوام ..عموما اذا كنت اضايقك فأنا اعتذر عن طلبي بس اتمنى أن تدركين ان ما قلته سابقا من ايجاد فتاة ذات مواصفات رائعة في بلدنا صعبة جدا لان جميعهن سوف يقلن كما قلتي لي اذن لا مناص من الزواج التقليدي او عدم الارتابط اساسا .
شجون: ارجوك ان تقدر وضعي أنا لا أتخيل اني اكلم شخص هاتفيا وهو لا يمت الى باي صفة , لا اقبل الفكرة من اساسها ارفض التفكير بها صدقني ستجد فتاة غيري ...
الشاب : هذا بالتأكيد سوف يكون ضربا من الخيال ..ثانيا أريد ان تعلمي أنني لم أكن في أي يوم من الأيام على علاقة بفتاة باستثناء ايام دراستي الجامعية خارج المملكة العربية السعودية وكانت علاقات ذات طابع دراسي فقط .وقد تتوقعين أنني اجاملك ولكنني احسست بكثير من الارتياح اليك ..واعجبت كثيرا بعقليتك ولكنني يجب أن اتقبل قرارك فلا مناص ان هذا هو الواقع المر هنا.
شجون: ارجوك لا تحملني ذنبا فانا كما قلت لك لا أحب مثل تلك الأمور صدقني سوف تجد كذا فتاة أكثر من رائعة ومناسبة لك أنا اكبر منك ثانيا أنا لا اعرفك ولا أنت تعرفني .
الشاب: كما قلت لك انا الأمير بندر ........اسكن في الرياض الآن وعمري 21 وأعمل في شركة والدي مدير للتسويق تأثرت كثيرا بنزعت والدتي المتدينة لست ككثير من أقراني وأبناء عائلتي بالعكس انا جاد جدا ..أتمنى الارتباط باسرع شكل ممكن واعتقد انني وجدت شريكة المستقبل ...
شجون: اذا كما تقول فلماذا لا تتقدم الي اذن انا مستعدة ان أعرفك على عائلتي ولكن هل سوف تتقدم.
الشاب :من دواعي سروري ولكن ماذا كنا نقول منذ قليل .. مالفرق بين هذا الزواج والزواج التقليدي ارجوك اعطيني فرصة بضعة ايام فقط نتعرف فيها على بعضنا البعض ...
وبالفعل وافقت شجون واشترطت ان تكون العلاقة في بداية الأمر مقتصرة على مكالمة هاتفية واحدة فقط في اليوم وأن تقتصر فقط على هدف التعارف ..واستمرت العلاقة وجرى ما لم يكن بالحسبان فقد استطاع بندر أن يغريها أما بكلامها الرومانسي أو الحديث عن صفاتها وعشقه وجنونه بها كما استطاع ان يسيطر على تفكيرها واصبحت هي كذالك تبادله العشق وتعلقت به بشكل كبير لدرجة انها اصبحت تحادثه على الهاتف كلما وجدت فرصة لذالك ولم تعد تهتم بان رقمه سوف يظهر في فاتورة هاتفها الجوّال ..بل تعد الأمر كذالك أصبح هو اللذي يبتعد عنها وهي اللتي تعلقت فيه لدرجة كبيرة ..وفي أحد الأيام جرت هذه المكالمة ..
شجون: بندر الا تظن ان فترة شهرين كافية لأن تآخذ فكرة كاملة عني ..أو أنت لم تعجب فيني اريد منك أن تجيبني بكل صراحة.
بندر: بالعكس يا حبيبتي أنا أتمنى أن يأتي ذالك اليوم بأسرع مما تتصورين ولكن هناك قليل من الظروف والمشاكل اللتي أمر بها فتلك والدتي المريضة ترقد في أحدى المستشفيات وظروف ابي المادية فلشركتنا ديون لم يتم تحصيلها من تجار متلاعبون .
شجون: أرجوك يا بندر ان تعطيني وقت محدد لكي تتقدم لي فيه .اريد ان أعرف ما هو مصيري معك.
بندر: حبيبتي صدقيني أني أتمنى ذالك اليوم اللذي يجمعنا فيه بيت واحد واذا على الوعد فأنا أعدك متى ما خرجت أمي من المستشفى سوف نتجة أنا ووالدي الى المنطقة الشرقية كي نتقدم لخطبتك ماذا تريدين أكثر من ذالك يا حبيبتي ولكن أريد أن اسمع ضحكتك الجميلة .
شجون: هل أعتبر هذا وعد يا بندر سوف أنتظرك بفارغ الصبر.
بندر: بالتأكيد يا حبيبتي ولكن هناك طلب صغير ..اريده منك ..سوف اكون في عطلة هذا الأسبوع في المنطقة الشرقية من اجل تحصيل ديون والدي من بعض التجار هناك ..وأريد ان اراك والتقي بك .
شجون: لا يا بندر أرجوك لم أتوقع منك أن تطلب مني هذا الطلب في يوم من الأيام أين وكيف ..وماذا لو رانا شخص ما ..هل تريد فضيحتي .
بندر: أرجوك يا حبيبتي ان تقدري وضعي انا اريد ان التقي بك وأجلس بك ,أنت تعلمين تماما انني اود الارتباط بك ولست من الشباب اللذين يتسلون بالفتيات ..ثانيا كيف فسوف أكون في فندق............ وسوف نلتقي في بهو الفندق في قسم العوائل سوف نتناول وجبة خفيفة أو كوب من القهوة وهذا كل مافي الأمر.
شجون: وما أقول لأهلي أين سأذهب انت تعرف جيدا أن خروجي من المنزل قليلا وغالبا ما يكون معي مرافق من أهلي ..
بندر: يا حبيبتي صدقيني أنك تستطعين القدوم ولكن اذا حاولتي ذالك ..قولي أنك سوف تذهبين الى السوق كي تلتقين بصديقتك ومن السوق بأمكانك أن تأخذي سيارة أجرة ..الى الفندق ..ارجوك ان تفعلي ذالك من أجلي.لا تتصورين مدى شغفي وجنوني بك ورغبتي الملحة لرؤيتك ارجوك ان تفعلي هذا من أجل حبنا .
وبالفعل حدث ما خطط له بندر وذهب الى المنطقة الشرقية والتقى بشجون في بهو الفندق لمدة نصف ساعة .. بعدها عاد الى محادثتها والتغزل بها من جديد ..وأصبح لمدة اسبوعين يتحدث لها عن عم تصديقه لرؤيته لها على الطبيعة والالتقاء بها .وهي كذالك باتت تخبره أن اجمل لحظات عمرها عندما كانت بالقرب منه ..وهذا ما أغرى بندر بأن يكرر طلبه بأن يلتقي بها في كل فرصة ممكنة الى موعد الخطبة ورغم رفض شجون المبدئي الا أن حديثها عن سعادتها بلقائه أصبح ضدها ..ممما جعل موقف شجون يبدو ضعيفا لو رفضت مقابلته ..واستمرت الحال بمعدل كل أسبوعين يلتقيان وتنوعت الأماكن فلم تعد تقتصر فقط على بهو الفندق بل تعدت ذالك الى مطاعم فخمة ..واماكن عامة أخرى ..وفي اجازة عيد الأضحى ..اخبر بندر شجون بانه اجبر اصدقائه بالعدول عن السفر الى خارج البلاد واستدال ذالك بالذهاب الى المنطقة الشرقية من أجل خاطر شجون...وكان المقابل انها سوف تقابله يوميا ...ورغم رفضها الا انها رضخت للأمر الواقع ..وثاني يوم من تواجده في المنطقة الشرقية توجهت شجون لزيارته في بهو الفندق ولكنها اخبرها بانه مصاب بالانفلونزا ولن يتسطيع مغادرة الفراش وهنا اخبرته بأنه سوف تغادر الفندق وترجاها أن، تصعد قليلا اليه في غرفته ..لأنه مشتاق لها جدا ورفضت شجون ذالك بشدة الا أنه ترجاها بعنف و اخبرها انه اصدقائه قد ذهبوا الى البحرين ولن يعودوا الا المساء وهو يريدها فقط ان تكون بقربه في مرضه ..واستمرت شجون بالرفض واستمر بندر بالالحاح وحلفها بحبهما أن تصعد وان تقف عند باب الغرفة وان لا تدخل وبالفعل ذهبت شجون ..وعندما وقفت عند باب الغرفة لكي تسلم عليه ثم تذهب فوجئت به في حالة متعبة ومزرية وهو يترجاها بأن تجلس بقربه على الفراش قليلا ولم تستطع هي مقاومة خوفها وقلقها الشديد عليه ..و بالفعل دخلت حجرته واغلقت الباب عليهما ..وما ان دار بينهما الحديث قليلا الى أن انتهى الأمر بانهما ارتكبا الجريمة الشنعاء ...ولم تعي شجون لذالك الا بعد ما فوات الأوان ..وأما بندر فقد استطاع أن يحبك مسرحيته بكل نجاح ..غادرت شجون الفندق وهي في حالية نفسية منهارة لم تكن تعي اين تذهب وماذا سوف تعمل وكيف سمحت لنفسها أن تفعل ذالك ..وصلت الى بيتها وهي منهارة تماما ولزمت حجرتها ليوم كامل أما الطرف الآخر فكان كالبطل المنتصر فقد استطاع أن يخدع البنت بكل سهولة لدرجة لم يتوقعها هو شخصيا ..ولم يكترث بحالة شجون عندما غادرت الفندق ..وفي اليوم التالي وشجون في حالتها الصعبة اتصل على هاتفها الجوّال شخص لا تعرفه ,اخبرها بأنه صديق للمدعو بندر ,وان اسمه الحقيقي هو حمد وأنه ليس بأمير او نحو ذالك انما هو شاب تافه لم يكمل المرحلة الثانوية وسبق له أن عمل بكذا وظيفة أما يطرد منها لسوء سلوكه أو لعدم التزامه وهو حاليا يعمل في وظيفة في شركة براتب لا يتجاوز 3000 ريال لا اكثر .. واخبرها ان قدومه السابق الى المنطقة الشرقية لم يكن لغرض العمل أنما للقائها أو للذهاب الى المنطقة الشرقية ..كما أخبرها ان حمد يتعاطى الخمور بل ماهو أدهى من ذالك انه قد كان له ملف في مكافحة المخدرات ..وعندما حاولت شجون اسكاته واتهامه بأنه كذاب اخبرها بأنه وحمد أصدقاء ..وان ما ينطبق على حمد ينطبق عليه بل ما هو أكثر من ذالك أن حمد اخبرهم بما جرى عصر امس مع شجون .وقال لنا أنه فعل ما كان يخطط له منذ فترة ..هنا انهارت شجون وانفجرت بالبكاء لدرجة كادت ان تصل بها الى الموت ولم تجد بد من الاتصال ببندر أو حمد ..او ايا كان لكي تطلب منه أن يستر عليها لقد كان في بال شجون أن لا تخبره بما أخبرها صديقه عنه ..ورغم محاولات حمد للتهرب من شجون وعدم الرد على مكالماتها الا أنه اضطر أن يجيب عليها لانها لم تكن تكف عن الاتصال به ...
شجون: بندر ارجوك ان تتقدم لخطبتي والزواج مني فورا وان تستر علي أرجوك.
حمد: أولا لست ببندر ولست بأمير انا شاب على قد حالي واسمي حمد وما كان بيينا تسلية لا أنكر اني احببتك ولكن الفرق اللذي بيننا كان دائما أمام عيني .
شجون: أتوسل اليك أن تستر علي ..اليس لك أخوات هل ترضى أن يحدث لهم ما حدث لي..بامكانك ان تتزوج مني ثم تطلقني بعد فترة ولكن ارجوك ان تستر علي .اتوسل اليك. ..ارحمني.
حمد: صدقيني أنتي فتاة جميلة .واتمنى الارتباط بك ولكن ظروفي لا تسمح فأنا شبه مفلس لا أملك أي قرش في البنك ..فكيف تطلبين مني أن نتزوج كيف أتقدم لأهلك وانا على هذه الحال .
شجون: اذا كان المانع هي الظروف المادية فلا تقلق أنا ادخرت بعض المال وسوف اتكفل بكل نفقات زواجنا ..وما قد نحتاجه أكثر من ذالك فسوف يتحمله أهلي ماذا تريد أكثر من ذالك؟
حمد: وماذا عن ما بعد الزواج ..صدقيني راتبي الشهري لا يفي بمصاريف بيت صدقيني أنا لا أتهرب ولكن تلك الحقيقة.
شجون: هل نسيت أنني اعمل ولله الحمد راتبي جيد وسوف اقوم بمساعدتك ..حمد ماذا جرى لك الم تعد تحبني أم كنت فقط تتسلى معي.
حمد: بالعكس لم احب وأشعر بالحب سوى معك ولكنني اريد أن اضع الصورة الكاملة أمام عينيك وسوف أقبل لما تقررين ولكن لا تعودين لتوبخيني وتطلبي مني ما هو فوق قدرتي.
شجون: انا مقدر لكل شيء تقوله ..وموافقة عليه لست مطالب بشيء أكثر من انك تتقدم الى .
وبالفعل تقدم حمد للخطبة والزواج من شجون وهذا ما تم في الصيف الماضي وكانت كل النفقات والمصاريف على شجون وعائلتها .. ولكن لم تنتهي مشاكل شجون عند هذا الحد ..فاظطرت شجون بعد الصيف للانتقال الى مدينة جدة بسبب ظروف العمل ولأن راتب شجون يعتبر أكثر من ضعفي راتب زوجها حمد فقد اضطر حمد للقبول بانتقالهم الى مدينة جدة ..بل توفرت له ظروف كي ينفرد ويتسلط على زوجته شجون ,كيف لا وهي بعيدة عن أهلها وليس لها من يعينها ..بل حتى ان أهلها لم يرحبوا كثيرا بالزواج من حمد الا للظروف اللتي حصلت لشجون واللتي لم يعلم بها سوى أختها وأمها ..في جدة عاشت شجون ..أشبه بالمأساوية بل هي قمة المأساة ..فراتبها الشهري استولى عليه حمد وأنفقه على ملذاته من المسكرات والأدمان ..ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تجاوز هذا الى الأهانات والضرب المبرح يوميا بمناسبة أو بدون مناسبة ..والحبس في المنزل وقفل الباب عليها ..ووصل بحمد الطغيان ان سلبها من هاتفها الجوال كي لا تتحدث الى أهلها ..واصبح يستخدم هاتفها في مكالماته ومعاكساته الهاتفية ..لدرجة أن فاتورتها الشهرية وصلت ما يتجاوز 7000 ريال وفوق هذا كله يعايرها بأنه سلمت له شرفها وأنها فتاة ساقطة وأنه ستر عليها .....وبحكم عملها استطاعت شجون ان تحصل على بطاقات هاتفية مدفوعة القيمة كي تكلم شققيتها ..وتكلم بعض صديقاتها ..شجون في حيرة من أمرها لانها تتوقع انها لو حاولت اللجوء الى أهلها فسوف يوبخونها كما تخشى أن يقوم حمد بفضح الحقيقة أمام والدها وأشقائها وعندئذا سوف تكون في مأزق حقيقي ...شجون حاليا تدور في دوامة دفع ثمن غلطة ..أو تحمل المزيد من الغلطات والسقطات والأهانات ..فهي لم تعد تأمن على عمرها مع زوج مستهتر مدمن ..ثمل معظم الوقت لا يرى فيها سوى الدجاجة اللتي تبيض ذهبا ....الحياة معه لم تعد تطاق ..فأن هي صبرت يوما أو اسبوعا أو شهرا فكيف ستتحمل بقية العمر معه ..
حاليا حمد متورط في قضية تزوير أوراق رسمية وسرقات مالية ومطلوب لدى أكثر من جهة ..وزارة الداخلية وشركة الاتصالات السعودية ..والحقوق المدنية ..ومن المتوقع أن يتم سجنه قريبا ولكن السؤال هل سوف تطلق منه شجون أم لا وكيف ستعود الى حياتها السابقة.
هذه القصة بكل تفاصيلها واقعية وتم تغير اسماء الشخصيات حفاظا على الخصوصية ..كل التفاصيل نقلت الي عن طريق .شقيق صديقة شجون