[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا في مصرعن التفاصيل الكاملة للسيناريو الذى اتبعه الموساد الإسرائيلى لتجنيد أحد الشخصيات الأمنية السورية للعمل كجاسوس لها فى الأراضى السورية.
وجاء في اعترافات المتهم المصري بالتخابر طارق عبد الرازق وفقا لصحيفة اليوم السابع، أن الموساد الإسرائيلى سعى طيلة الـ 13 عاما الماضية لتجنيد أهم الخبراء الكيميائيين فى مجال دفن النفايات الخطرة ،حيث حاول الموساد بأكثر من طريقة التواصل معه دون أى نتيجة حتى جاء الوقت المناسب وأصيب الخبير الكيميائى بالسرطان وسافر إلى العاصمة الفرنسية باريس لتلقى العلاج فى أحد أشهر المستشفيات هناك.
يضيف طارق فى التحقيقات أن الموساد أرسل أحد عملائه لتلقي العلاج فى تلك المستشفى ومن ثم التعرف على الخبير الكيميائى السوري والتقرب منه وهو ما تم بالفعل، مشيرا إلى أن علاج الخبير الكيميائى السوري استغرق 3 شهور متتالية، شهران تلقى فيهما كورس علاج مكثفًا وشهر أخير للنقاهة.
ويكمل طارق أن الموساد وقع فى مشكلة وهى أن العميل المكلف بالاقتراب من الخبير الكيميائى السوري فى المستشفى أنهى علاجه مبكرا وغادر المستشفى قبل إتمام الخبير السورى علاجه، وهو الأمر الذى دفع العميل للعودة إلى المستشفى على فترات متقاربة بحجة إجراء فحوصات طبية فى حين يراد منها زيارة الخبير السوري ومن ثم توطيد العلاقة بينهما.
ويشير طارق إلى أن الخبير السوري أتم علاجه بنجاح وخرج من المستشفى وظل عدة أيام بعدها فى باريس من أجل التنزه، حيث كان يزور وبرفقته العميل الإسرائيلي معالم باريس السياحية، وفى إحدى المرات أخبره العميل الإسرائيلي بأن له صديقاً رجل أعمال لديه استثمارات كثيرة بباريس ويريد أن يتعرف عليه، وبالفعل تم الإعداد للقاء الأول، والذي انكشفت فيه نقاط ضعف الخبير الكيميائى من حب المال والنساء، وهى نقطة الضعف التى لعب عليها الموساد فى تجنيده.
يكمل طارق: اللقاءات تعددت بعد ذلك بينه وبين يضابط الموسادي ، حيث سهر الاثنان أكثر من مرة فى ملاهٍ ليلية وفى سهرات حمراء ي، وتوطدت بينهما العلاقة جيدا لدرجة أن الخبير الكيميائي دعا أبو فادي لزيارة سوريا وقضاء أسبوع معه بدمشق.
يقول طارق: لم يكن لى أى دور حتى تلك اللحظة، إلى أن جاء ضابط الموساد وعرفنى على الخبير الكيميائى السوري على أنني مستثمر عربي فى الصين، وأشرع فى تأسيس شركة مقرها دمشق تتخصص فى تجارة الحبوب والزيوت حيث توطدت علاقتى مع الخبير الكيميائي السورى.
ويؤكد طارق أن بداية تورط الخبير الكيميائي السوري فى أعمال الجاسوسية تمثلت فى أننى أخبرته أنى أمتلك مصنعا بجنوب شرق آسيا وأريد منه استشارات علمية فى مجال التخلص من المواد السامة والنفايات وأريده أن يعمل معى هناك كمستشار علمى: فرد الخبير السورى قائلا: "أعمل فى منصب حساس فى سوريا ولا أستطيع السفر إلا بعد التقاعد، لكن ممكن أساعدك فى أى استشارات علمية تطلبها.
ويضيف طارق أن تلك كانت الثغرة الأولى نحو التجسس حيث بدأت أوجه له عدة أسئلة عن عملية دفن النفايات السامة والمخلفات الطبية، فأحصل منه على إجابات وافية ثم أرسلها إلى الموساد عبر الجهاز المشفر، وهى المعلومات التى كانت تمثل لإسرائيل تحليلا معلوماتيا واضحا عن كيفية تخلص سوريا من النفايات السامة ومن ثم كافة التطبيقات فى ذلك المجال.
يضيف طارق فى التحقيقات: تعددت زياراتى ولقاءاتى بالخبير الكيميائى ووصلت تقريبا 7 زيارات، وخلالها تطورت المعلومات التى أحصل عليها من أسئلة وأجوبة إلى أوراق ومستندات هامة عن ملف النفايات السامة السوري.
ويضيف طارق: العلاقة توطدت بينى وبين الخبير السوري لدرجة أني عرفت تفاصيل كثيرة عن حياته الشخصية وطفولته القاسية حيث كان والده ضابطا بالجيش السوري والذى كان يعامله معاملة قاسية، فضلا عن الحياة الفقيرة التى كانت أسرته تعيشها وتعليمات والده الصارمة بعدم الاختلاط بالأطفال فى الشارع فكان يمكث فى المنزل لفترات طويلة.
ويضيف طارق فى التحقيقات أن الخبير السوري كان بخيلاً، ففى إحدى المرات،كانا يسيران فى شوارع دمشق، وقف الخبير السوري أمام أحد محلات الأحذية وقال، هذا الحذاء جميل، فرد عليه طارق "لو عاجبك أشتريهولك، فقال له "آه ياريت" فاشتراه له طارق.
ويضيف طارق أنه كان يشترى للخبير السوري هدايا فى كل زيارة على شاكلة " كحولات، فياجرا " بناء على طلبه.
ويقول طارق فى نهاية سرده لقصة تجنيد الخبير السوري، كنت أشك فيما إذا كان الخبير السوري يعلم بأنه يعمل لصالح الموساد أم لا، فقلت له فى إحدى المرات وهو سكران "أنت عارف أنت شغال مع مين"، فابتسم ثم قال:"مش لازم أفصح، المهم عندي المصاري".
حديث طارق فى تحقيقات النيابة عن الخبير السوري كان بمثابة معلومة هامة جدا لجهاز الأمن القومى الذى أبلغها فورا إلى جهاز الأمن السوري ومن ثم تم التعاون حتى ألقى القبض على الخبير السوري، والذى صدر بشأنه حكم بالإعدام شنقا.
وكانت اعترافات المصري طارق عبد الرزاق أدت الى الكشف عن ثلاث شبكات تجسس لصالح جهاز الاستخبارات “الإسرائيلي” (الموساد) في سوريا ولبنان .
وقالت صحيفة الشروق المستقلة ان المتهم قدم للمحققين المصريين “نسخة من التقارير التي تسلمها من خبير كيميائي سوري.
ونقلت صحيفة المصري اليوم المستقلة عن “مصدر أمني قريب الصلة من قضية التجسس”، ان “كشف مصر” للمتهم “ساعد دولتي سوريا ولبنان على الايقاع بثلاث شبكات تجسس تعمل لصالح الموساد في البلدين