فارقت شابة تبلغ من العمر 22 عاماً الحياة أثناء ولادتها في مشفى " النحاس " الخاص في حلب ، كما فارق مولودها الحياة .
مقدمة لخبر قد يبدوا عادياً ، فالولادة " قد " تؤدي إلى الوفاة ، إلا أن تفاصيل الحادثة ، وأسبابها ، تضع مجموعة كبيرة من إشارات الاستفهام ... خصوصاً عندما يكون الأمر متعلقاً بقابلة تمارس مهنة " الطب " ، وتجري عمليات في مشاف ٍ خاصة
قبل ، وأثناء ..وأثناء البحث في تفاصل الحادثة ، علمنا أن قابلة قانونية تدعى " سوسن . ع " كانت تتابع وضع الشابة " غفران . ح " البالغة من العمر 22 عاماً ، والتي كانت في حالة " مخاض " عندما طلبت منها أن تدخل إلى مشفى " النحاس " الخاص للإجراء الولادة .
وتم قبول الشابّة " غفران " في المشفى ، وبناء على " تعليمات " القابلة تم حجز غرفة " المخاض " لإجراء الولادة .
وعلمنا أن القابلة باشرت عملية الولادة واستمرت بها ، على الرغم من وقوع بعض الإشكالات أثناء الولادة ( لم يذكرها المصدر ) ، ولم تستعن باي أخصائي على الرغم من وقوع هذه الإشكالات .
وأوضح المصدر انه و " بعد فوات الأوان " طلبت القابلة الاتصال بطبيب أخصائي وطبيبة تخدير ، حيث لم يتمكنا من تلافي " المشكلة " الأمر الذي انتهى بوفاة الشابة " غفران " ومولودها .
بعد ..وبعد أن انتهت الولادة بالوفاة ، تقدم ذوو المتوفاة بشكوى ضد القابلة والمشفى ، وتم تحويل المتوفاة إلى الطبابة الشرعية ، كما تم تشكيل لجنة خماسية مشتركة بين مديرية الصحة ونقابة الأطباء .
كما تم توقيف القابلة ، فيما فرّ صاحب المشفى ، وتوارى عن الأنظار .
تقرير الطب الشرعيوعلمنا أن تقرير الطب الشرعي حمّل القابلة والمشفى مسؤولية وفاة الشابة " غفران " ، حيث جاء في التقرير أن سبب الوفاة يعود إلى " الصمّة الأمينوسية التالية للولادة ".
وأوضح المصدر أن " الصمّة الأمينوسية " هي اختلاط طبي وارد.
وكشف المصدر أن نقابة الأطباء بحلب تابعت التحقيقات بالتعاون مع مديرية الصحة ، حيث تم سماع أقوال الطبيب الأخصائي وأخصائية التخدير اللذان استعانت بهما القابلة .
نقيب الأطباء : المشفى والقابلة يتحملان المسؤوليةوقال نقيب الأطباء بحلب الدكتور وجيه جمعة تبين خلال التحقيقات التي قامت بها اللجنة المشتركة ان القابلة أدخلت الولادة إلى المشفى دون الاستعانة بأخصائي ".
وبحسب نقيب الأطباء فإن عمل القابلة القانونية يقتضي إجراء الولادة الطبيعية في حال عدم وجود أية اختلاطات ، وفي حال وجود هذه الاختلاطات يجب أن يقوم بذلك طبيب أخصائي وليس قابلة .
وتابع " عملت القابلة وكأنها أخصائية ، ولم تستعن بالأخصائيين إلا بعد فوات الأوان ".
وأضاف " زارت اللجنة المشفى ، حيث تبين بالكشف أن القابلة قامت بمغالطات فاضحة ، وأن المشفى يعاني من غياب الكادر الاداري ، كما تبين وجود مشكلات أخرى في المشفى ".
وأكد نقيب الأطباء أن القانون يسمح للقابلة بأن تجري الولادة في حالات الولادة الطبيعية جداً ، والتي يكون فيها الجنين في حالة طبيعية جداً ، حيث تجرى الولادة في المنزل ، وليس في المشفى ، مشدداً على أن الولادة التي تجري في المشفى يمنع غير الأخصائي من إجرائها .
الطبيب الأخصائي : مشافي حلب تعج بالقابلات .. والمشفى زور الاضبارةوبدوره ، قال ( و ك ) الطبيب الأخصائي الذي استعانت به القابلة في المراحل الأخيرة من الولادة : " لم أراقب وضع المريضة أبداً ، ولم أعرف بأمرها إلا بعد فوات الأوان ".
وتابع " بعد وفاة المريضة قامت إدارة المشفى بتزوير إضبارة المريضة ، حيث تم زج اسمي في إضبارتها دون علمي ، وذلك للتهرب من المسؤولية ".
وأضاف " إن مشافي حلب الخاصة تعج بالقابلات اللواتي يجرين الولادة بالتواطؤ مع المشفى ، في ظل غياب الرقابة وعدم وجود أخصائيين يجرون الولادة ".
وحمّل الطبيب الأهالي مسؤولية وقوع هذه الوفيات ، وقال : " يوجد جهل في فهم مهمة ووظيفة القابلة ، والفرق بين عملها وعمل الأخصائي ".
وشدد الأخصائي على ضرورة " قمع " هذه الظاهرة ، والتي اعتبر " قمعها " أمر بسيط يحتاج إلى تشديد الرقابة على المشافي ، وسحب ترخيص كل مشفى يتعامل مع قابلة " ، على حد تعبيره .
يشار إلى أن هذه القضية لاتزال منظورة أمام القضاء ، حيث تم توقيف القابلة " سوسن . ع " ، في الوقت الذي لايزال فيه صاحب مشفى " النحاس " متواريا عن الأنظار .