لم يمض أكثر من أربعة أيام على ولادة "أم منيب" أطفالها الخمسة، حتى أنها لم يتسن لها أن تفرح برؤيتهم بسبب وضعهم بالحاضنة مباشرةً، ليرحلوا عنها دون أن تتخذ أسماء لهم، حيث توفي ثلاثة منهم باليوم الثالث ليفارقا بعدها الحياة الاثنان الآخران في اليوم الرابع.
وشهدت مشفى حرستا الوطني ولادة خمسة توائم في ظاهرة وصفها رئيس قسم الأطفال في مشفى حرستا الوطني بأنها" نادرة خاصة على مستوى سورية" ، أنجبت سيدة (أم منيب) خمسة توائم( أربعة إناث وذكر، بولادة طبيعية، وبلغ وزن كل طفل منهم 500 غرام.
الأب : قدر الله وما شاء فعل
وبعد وضع الأطفال في الحاضنة والقيام بالإجراءات الضرورية، تخوف رئيس قسم الأطفال في المشفى الدكتور بشار بدران من بعض المخاطر التي من الممكن أن تواجههم، أهمها مشاكل الجهاز الرئوي كونه غير مكتمل لديهم وذلك كونهم خدج ( ولادة بالشهر السابع).
وعن وفاة أطفاله الخمسة قال باسل ضبيان (والد الأطفال) لسيريانيوز أنه" كان على علم بوضع الأطفال الصحي، حيث أخبرنا الطبيب أن صحتهم ليست جيدة، ولا نقول سوى قدر الله وما شاء فعل".
وتابع" كان لدي أمل بأن يتجاوزوا مرحلة الخطر، ولكن لم يكتب لهم أن يعيشوا، وهذه مشيئة الله وقدره، ونحن راضون بما كتبه لنا".
بعد انتظار 8 سنوات
وحول حالة الأم الصحية قال" زوجتي بصحة جيدة والحمد لله، وهذا هو الأهم، وهي الآن في المنزل بعدما خرجت من المشفى باليوم التالي، وتستعيد عافيتها شيئا فشيء".
وكان باسل وزوجته يتمنيان إنجاب أخت لولديهم فكان لهم أربعة بنات وولد، وجميعهم في بطن واحد، وذلك بعد انتظار دام ثمانية سنوات، حتى فرح بنبأ حمل زوجته، وبعد مرور عدة أشهر فوجئ بأنها حامل بأربعة أطفال، وعند الولادة كان العدد خمسة.
عانوا من مشاكل بالجهاز الرئوي وقصور تنفسي حاد
وفيما يتعلق بالأسباب الرئيسية لوفاة التوائم الخمسة قال رئيس قسم الأطفال في مشفى حرستا الوطني الدكتور بشار بدران لسيريانيوز" كانت هناك مخاوف كثيرة بعد الولادة مباشرة، حيث أنهم في شهرهم السابع بالإَضافة إلى أنهم خمسة أطفال فمن الطبيعي أن يكون هناك سوء بالتغذية أثناء الحياة الرحمية، وكان السبب الرئيسي في وفاة الخمسة هو داء رئوي، ومشاكل بالجهاز الرئوي ككل، حيث كان وضع الأنسجة الرئوية ضعيف جدا، وذلك حسبما ظهر بالصور التي أجريناها لهم".
وتابع" عانى الأطفال من قصور تنفسي حاد، ولم يستجيبوا للأجهزة التي وضعناهم بها، كالحاضنة وأجهزة التنفسي والأوكسجين، ليفارقوا الحياة جميعهم، وكلنا تأثرنا لوفاتهم، ولكن ما باليد حيلة للأسف".
كان الأمل مرور أول أربعة أيام على خير
وفيما يتعلق بالعناية التي قدمت لهم قبل وفاتهم قال" وفرنا لهم العناية الكاملة، ولكن كما قلت وبحسب الملاحظة الشخصية، أول أربعة أيام مهمة جدا ، ففي حال مرورهم دون حدوث تطورات حينها تخف المخاطر نوعا ما خاصة بما يتعلق بالمشاكل الرئوية".
وفيما اذا كانت الحالة الصحية متشابهة بالنسبة للجميع قال" بشكل عام كانت حالة الأطفال الخمسة سيئة، ولكن كان هناك طفلة لاحظنا أنها أفضلهم صحة، لذلك وضعنا اهتمام مضاعف لها، وبقيت أنا شخصيا لساعة متأخرة من الليل، في متابعة لوضعها، ولكن النتيجة كانت واحدة، حيث توفي ثلاثة منهم بنفس اليوم، وباليوم التالي توفي اثنان".
المشاكل الصحية كانت متوقعة
وكان الدكتور بدران قد تخوف سابقا من بعض المخاطر التي تواجه حياة الأطفال حيث كان أكثرها "مخاوف تتجسد من عدم نضج الجهاز الرئوي للأطفال، خاصة أنهم خدج ، وذلك بسبب نقص مادة \السورفاكتانت\ وهي مادة تفرزها الحويصلات الرئوية عند خروج الطفل، وهي لم تتكون بشكل كامل بعد وذلك ما يؤدي للإصابة بداء الأغشية الهلامية، وهذا نتيجة عدم الاكتمال بالإضافة إلى عدم تغذية الطفل بشكل جيد داخل الرحم، وهنا تكون الرئتين أهم ما نخاف عليه كونها كانت غير مستخدمة أثناء الحياة الرحمية بالنسبة للجنين، بعكس باقي الأعضاء كالكلية وغيرها".
طبيب مختص : نسبة نجاة مثل هذه الحالة 40% فقط في اميركا
وفي اتصال مع طبيب الاطفال في الولايات المتحدة ثائر معلوف أكد " ان فرصة نجاة الاطفال في مثل هذه الحالة ضئيلة وتساوي في الولايات المتحدة 40% رغم وجود التطور في عمليات المراقبة وتوفر الامكانيات الكبيرة"
واضاف معلوف " بان الولادات في مثل هذه الحالة تكون فيها الرئة غير مكتملة النمو ، وفي حال نجى الطفل فانه سيبقى معرضا لمشاكل صحية عديدة مثل الالتهابات المتكررة ، امراض الرئة والنزف الدماغي ..
وكان الدكتور بدران قد وضح اسباب مثل هذه الولادات بان لها "علاقة بشكل عام بانقسام البويضات، هذا ما يجعلها تتطور بشكل غير نوعي أو غير فيزيولوجي، كما أن لحبوب موانع الحمل التي تتناولها الأمهات دور مهم في هذه الحالات، وهي متهمة بالفعل بحدوث التوائم المتعددة، وبشكل عام يمكن اعتبارها طفرة والسبب غير معروف حتى الآن" "
منتدى الرآي الحر