الحاوية ,نقطة العلام .

أصدقائي ,في العمر مراحل غالية ,ربما هي عني ليست ببعيدة...ولكنها
الأجمل,والأحلى ,
دعوني , وبعد أيام من الانقطاع ,ومشوار من الملل أن أمتعكم بفكاهة حصلت معي أنا شخصيا"....
فقبل سنوات خلت وليست هي ببعيدة جدا" أي في اليوم الأول من دخولي إلى الجامعة ....
جئنا إلى المدينة التي هي أشبه بضيعة لولا الجامعة ,للدراسة في كلية الآداب ,وقبل أن نلجأ إلى إحدى سيارات الضيعة التي لا تفرق عن سيارات ( السفر برلك ) بشيء ...كان أهلنا قد ألقوا في جعبتنا استفتاحية العام الدراسي بعشرات المحاضرات ,من نوع ( ساعتين وعشرة دقائق )
وأنهوا نصائحهم بمقرر ضخم على الطريقة الهستيرية ,ابتداء من آبائكم وأمهاتكم ,وأعمامكم وعماتكم وأخوالكم وخالاتكم,وأخ لك لم تلده أمك ...وقس على ذلك ممن يدعي صلة القربى ...,
طبعا"والنصائح كانت في البداية على جرعات ..أما عند الرحيل فقد أخذوا يرمونها رشا" ودراكا"...على الشكل التالي :
أولا" :
ممنوع النظر إلى أي شاب كان ,غني فقير كبير صغير صحيح مريض ..
ثانيا" :
شغلة الصديق ( البوي فريند ) تلغى بشكل نهائي من الوجدان والذاكرة..
وإذا لزم الأمر ...(يخلع نيع ) كل من أتت تلك الحركة ,بقصد أو بدون قصد...
ثالثا" :
تكسي أجرة ايضا" تلغى من الفكر ...إلا بمحرم...
ونصائح أو أوامر أخرى لا حصر لها ..قد لا يسمح الوقت بذكرها دفعة واحدة....
المهم في الموضوع أننا لملمنا ما تبقى من متاع الدنيا و انحبسنا في علبة السردين ووصلنا إلى المبتغى بعد جهد جهيد, كانت منه أصواتنا قد وصلت قبلنا ..
في اليوم التالي ,قررنا الذهاب إلى الكلية فقط ( من أجل أن تأخذ رجلنا على المحل )
لكن ما حدث أننا لا نعرف الموقع بالضبط لذا قررنا أن نضع نقاط علام ..
المشكلة يا أصدقائي أن بيتنا الطلابي يقع في تقاطع شارعين وعلينا أن نمشي شارعين إلى الأعلى وتقاطع على اليمين ومن ثم نزولا"وبعدها ضع المكتبة على يسارك وامش ... (ساوي )وهيك على الطول حتى تجد بابا" أسودا" كتب عليه كلية الآداب ....)
طبعا" نقطة العلام كانت محور التفكير منذ خروجنا من المنزل ...واجهنا عدة مشاكل من اجل النقطة وفي النهاية استقر الرأي على أن حاوية القمامة التي في الشارع الثاني على اليد اليسرى هي نقطة العلام ...
وهكذا وضعنا النقطة على الطريق وتابعنا السير خمسة بنات في شارع المدينة إلى الكلية ...
في الكلية كان عندنا ألف حساب مما وضع في جعبتنا من نصائح فإذا واجهنا زميل لنا لم يستكمل أوراق التسجيل فسألنا عن غرفة الديوان واجهناه ببهدلة على أنها حجة يريد من خلالها استجرارنا إلى الحديث معه
وخذ القياس من هنا ...
عند منتصف الساعة الثالثة تقريبا" قررنا العودة إلى المنزل المستأجر للراحة بعد يوم دام من تطبيق الملاحظات ..
وأثناء العودة كان علينا أن نعلم فيما بعد بأن الحاوية انتقلت من مكانها إلى مكان آخر لا يعلمه إلا الله ...وخذ بكاء على ذلك الموقف ..وتخمينات وخوف
أحد الزميلات قالت بأنه من الممكن أن نخطف بعد لحظات من هنا فيما لو عرف أننا ضعنا في هذا المكان ..
والأخرى قالت بأنه علينا أن نتظاهر بأننا نعرف كل بقعة في هذه الأرض ولسنا بحاجة إلى أي أحد يتفلسف علينا ..
الأخرى قالت بأن الحاوية كانت في هذا الشارع ومن ثم أحد الصائعين ( الكلاب ...)
لاحظ أننا وضعناها نقطة علام فقام بشحطها إلى مكان آخر لنصب كمين لنا ..في ذلك اليوم بالتحديد كان علينا أن نرى ألف كابوس في هذا المجال لكثرة ما خشينا أن نكون نحن المستهدفين في هذه الدائرة
لذا كان علينا أن نتوصل إلى حل لهذه الأزمة فمن غير المعقول أن نضع نقطة العلام وننسى أين كانت وما هي الفوارق بينها وبين غيرها ...
وأصبنا ساعتها بإحباط شديد , فمنا من جلست على الشارع تعبا" وإرهاقا" , ومنا من خلعت حذاءها العالي وجلست على طرف الطريق تستجدي ماءا" , ومنا من وضع لها الناس نقودا" في جيبها ظنا" منه أنها جلست لطلب المعونة ...
وهكذا طال الكرب علينا ونحن نلف وندور في الشوارع ونعاني التعب والتشرد ..
إلى أن توصلت إحدى الصبايا إلى حل عجيب مفاده أن العبارة التي كانت تسم الحاوية مكتوبة على الشكل التالي وبالأبيض ( النظافة عنوان الحضارة )...
وطلبت منا أن نلف على كافة الحاويات لنبحث عن الكلمة المفقودة فأي حاوية وسمت بنفس الكلمة هي ذات الحاوية التي اتخذناها نقطة علام ...
لكننا إصبنا بصدمة حقيقية لأننا اكتشفنا فيما بعد بأن الحاويات في كل الحي الذي نقطنه من نفس الطاقم كتب عليها ذات العبارة ...
(( النظافة عنوان الحضارة ))

ما هوني المشكلة صديقي خارج السرب

الحاوية كان مكتوب عليها ( النظافة عنوان الحضارة )


زميلتنا أذا حطيناها نقطة علام ....


شو بدنا نكتب عليها ..؟؟!!


ولا مفكر أني بدنا نضحي بالطاقم كلو ..؟؟!!!!

صديقي خارج السرب ...

بهيك حالة ح تروح علينا بالتأكيد ...


لأن البنت أذا بدنا نتركها هنيك ..

ما رح نلاقيها بعد دقيقة ..

رح يفكروها الشباب مشاع ..


ويضموها للطابو عندن ...


بحجة أن الأرض لمن يحرثها...!!

حلو موضوعك وليدة الحمد لله على سلامتك انتي والصبايا الحياة تجارب نستفيد منها

الله يسلمك سمر ,


شكرا" لمرورك, بس ما تغلطي نفس الغلطة وتحطي

الحاوية نقطة علام ...!!

شكرا على الطرفة الجميلة

شكرا" لمرورك دكتور ..يسعدني أن تستمتع بها

حكاية ظريفة ولطيفة ومهضو مة وواقعية اتمنى ان يكون التعليم غير ذلك[b]

والله يا ريت يا عمار ...


بس شو نعمل


شكرا" عمار لطفا" منك أن تمر عليها

وأخيرا" مر عليها الاستاذ حسان ...



والله ما أدري من سيستفيد من الآخر



أنت تستفيد مني أم أستفيد منك أنا ...



فلكتاباتك حبر مميز لا نجده في أي دواة أخرى



شكرا" لمرورك استاذي الكريم ...