الخليفة والنسوان
بعث هولاكو زعيم التتار عام 1258 ميلادية أى قبل 740 سنة برسالة الى خليفة المسلمين وحاكمهم المستعصم بالله يهدده فيها بسبب تعرض مبعوثيه الى (بهدلة) فى بغداد مما خالف أصول العمل الدبلوماسى آنذاك وأساء الى هيبة المغول وزعيمهم هولاكو.
رد المستعصم على رسالة هولاكو بإنذار على الطراز العربى جاء فيه (ان جيوش الخليفة سوف تلعن سنسفيل هولاكو) إلى آخره مما دأب حكامنا العرب على استخدامه فى خطاباتهم الطنانة قبل الحروب وبعدها دون أن يعدوا العدة لدعم كلامهم بالقوة والسلاح تماما كما فعل جمال عبد الناصر قبل حرب حزيران (يونيو) 67 بأسبوع حين ألقى خطابا فى احدى القواعد الجوية قال فيه لاسرائيل: (إذا أردتم الحرب فأهلا وسهلا)... ولبت اسرائيل الدعوة فدمرت مطارات عبد الناصر واحتلت سيناء والجولان خلال ساعات دون أن تطلق قوات عبد الناصر عليها رصاصة واحدة.
غضب القائد المغولى هولاكو من تصرف المستعصم ومن رده غير المؤدب فخرج على رأس ثلاثة جيوش جرارة مكونة من مليون جندى الى بغداد.
علمت مخابرات المستعصم بالله بأمر الجيش المغولى الجرار فأخبرت قيادتها فى بغداد، وقام الوزير المسؤول (ابن العلقمى) بالدعوة الى مؤتمر وطنى حضره الجنرال المسلم سليمان شاه الذى نصح الخليفة بتمويل حملة عسكرية للدفاع عن بغداد ووافق الخليفة على الاقتراح وقام سليمان شاه بتجنيد مئات الألوف من المسلمين ، لكن الخليفة تراجع عن عرضه مدعيا ان خزانة الخلافة خاوية ولا تقدر على الانفاق على هؤلاء ودفع مرتباتهم فانفض السامر و (روح) الجنود إلى منازلهم ولم يبق فى بغداد لحمايتها إلا الحرس الجمهورى المخول بحماية قصور الخليفة.
وصلت جيوش هولاكو الى بغداد فى وقت واحد فخيمت خارج أسوارها وبدأت تضرب أسوار المدينة بالمنجنيقات حتى انهار أحد الابراج مما مكن رجال الكوماندوز التابعين لهولاكو من احتلال الأسوار الشرقية للمدينة لتصبح بغداد تحت رحمتهم.
تراجع الخليفة المستعصم عن موقفه فبعث بإبنه وولى عهده الى هولاكو لمفاوضته فطلب هولاكو منهم القاء السلاح وخروج جيش الخليفة باكمله من بغداد الى معسكر المغول بدون سلاح، وهناك حنث هولاكو بوعده وقام بقطع رؤوس عشرات الالوف من الضباط والجنود على مرأى من سكان بغداد وولى العهد المعظم.
دخل هولاكو بغداد على البارد المستريح واستدعى الخليفة المستعصم الى مقره وبعد أول (كف) اعترف الخليفة بوجود حوض من الذهب الأحمر الخالص فى ساحة القصر.. يقول المؤرخ الهمذانى: (وقصارى القول ان كل ما كان خلفاء بنى العباس قد جمعوه خلال خمسة قرون وضعه المغول بعضه فوق بعض فكان كجبل على جبل).
هذا كله كوم وما حدث بعد ذلك كوم ، فقد أمر هولاكو باحصاء نسوان الخليفة فتبين ان لجلالته (750) زوجة فقط لا غير وما يزيد عن ألف خادمة، فوزع هولاكو النسوان على ضباطه وجنوده وقطع راس الخليفة ولعب جنوده برأس الخليفة على شواطىء دجلة (فطبول) واستباح هولاكو - بعد ذلك - بغداد ثلاثة أيام حيث ذبح ثمانين الف انسان فى شوارعها واضطر جيشه الى الانسحاب منها هربا من رائحة الجثث المتعفنة وليس لسبب آخر.
الحق أقول لكم .. الحاكم العربى معذور .. فرجل له 750 زوجة لن يجد الوقت الكافى للتفكير فى شىء آخر غير النوم مع زوجاته حتى لا يلحق به اثم كبير ان تخلف أو قصر عن مضاجعة هذا الجيش الجرار من النسوان، ثم ليس من المعقول ان يدفع الخليفة مرتبات الجنود من حوض السباحة المملوء حتى آخره بالذهب الأحمر فتلك هى أمواله وأموال الذين خلفوه جمعها منذ خمسة قرون وليس من العدل ان يوزعها على الجنود لحماية بغداد، لذا دخل هولاكو كما دخلت اسرائيل القدس، دون أن تطلق رصاصة واحدة. هذا يذكرنى بصحافى سأل الملك حسين: لماذا لا تدفع يا جلالة الملك واحد فى المئة من ملياراتك لدعم أسعار الخبز، فأجاب الملك: هذه أموال العائلة المالكة وهى ليست أموالا عامة !! ولم يقل جلالته من اين (لهم) هذه الأموال وكيف جمعها، وجده عبد الله دخل عمان هاربا من مكة على (جحش).المهم ان الصحافي اختفى عن الوجود منذ ذلك الوقت ... ونشرت احدى الصحف الكويتية خبرا عن تبضع الملكة نور في اسواق باريس في الوقت نفسه الذي كان فيه الملك حسين يتجول في دول الخليج طالبا الدعم المالي ... الجريدة الكويتية نشرت الموضوع تحت عنوان " الملك يتسول والملكة تتسوق ".
غفر الله لحكامنا العرب ونسوانهم وأطعمنا بعض ما أطعمهم ولعن الله هولاكو لأنه فرق بين الرجل وزوجاته فهدم بيوتا سعيدة كان المستعصم يفتحها باسم الاسلام والمسلمين !!.. انه سميع مجيب.