من الغريب ان تكون هنا...الغموض لن يدعك وشأنك...
خلف تصورك...تحت كلماتك..فوق أفكارك.....ينتظر صمت عالم آخر...عالم يعيش بداخلك.
عالمك الداخلي هو لك ولا احد يستطيع جلب اخبار منه سوى انت.
عبر اصواتنا...نسمع ايقاعا قادما من الجبال...القابعة تحت ارواحنا....
هذه الايقاعات هي كلمات...كلمات تقال بكل زمان.....بكل مكان.....
لكل كلمة نبسناها...روح....روح تضج بما ناشدنا العالم حينها...
ارواح الكلمات....البركة....التنبؤ....وأحيانا التجديف...
كل لغة...تدعم الوجود الانساني لهذا العالم.....
ان الفاظ العالم توحي لنا قسوة الابداع ....وتقول....
كل انسان هو فنان.....فنان قادر ليستخلص ايقاعات الصمت...ويراوغ ويلاطف ليجعل غير المرئي مدرك بالعين...
الانسان كائن جديد هنا....من فوقنا المجرات التي ترقص وتدور الى اللانهاية...
تحت أقدامنا الارض القديمة....ونحن قوالب جميلة من طينها....وأصغر حجر في هذه الارض يزيدنا عمرا بملايين السنين...
هذا الكون الصامت في تفكيرك يبحث عن صدى....
عالم مجهول يتوق لأن ينعكس...على المرايا
الكلمات هي المرايا المنحنية التي تحوي افكارك وتمسكها....عندما تحدق في تلك المرايا تدرك الكثير من المعاني والامان....
وخلف سطوح المرايا التي تشع وتضيئ....يوجد الصمت والظلام.....
ومن تلك المرايا تنبثق كلمات تعبر السطوح العاكسة من والى عالم اخر....
ان ادمنت العالم الخارجي...فإن عالمك الداخلي سيراودك وسيتردد دائما...ستصاب بظمأ...ولن يقدر أي شخص او صورة اوفعل على اطفاء هذا الظمأ...
ولتبقى انسانا سويا...عليك ان تكون صادقا مع كينونتك المعقدة الحساسة...
ايها الانسان...ماذا عن....الباطن والظاهر...المرئي والمخفي....
المعلوم والمجهول....الآني والابدي....القديم والحديث....عليك ان تدركهم بشكل كامل وشامل...
ليس بمقدور احد ان يقوم بأداء هذه المهمة بالنيابة عنك....انت هو المدخل الوحيد والاوحد لعالمك الداخلي....هذه النظرية بها قداسة.....فالحالة الطبيعية هي ان تكون مقدسا...ولتصادق العالم الذي سيتوازن بداخلك...
خلف واجهات كل الصور...يقف الانسان الذي يبدع في هذا المعنى ويتفنن في هذا الحس الذي لا مفر منه...
كل انسان في هذا العالم....محتوم عليه بامتياز ليكون الفنان الداخلي الذي يشكل ويصوغ عالم فريد....
ان الوجود الانساني هو وجود مقدس....خلاق ومتمرد.......علامة مرئية لنعمة مخفية..........