العيد
الله !!ما أجمل لحظات الصباح هذه؟الجميع مستيقظ وحركة غير اعتيادية في منزلنا,أصوات التكبير تتسلل إلى مسمعي,رائحة القهوة (المرة)تنبئ بأول أيام عيد الفطر
سأنزل من سريري لأغسل وجهي وأسرح شعري وألبس الملابس الجديدة التي أحضرتها البارحة (البنطال الأسود والقميص المخطط والحذاء الجديد)
بصراحة أنا لا أحضر ملابسا جديدة كل عيد لأن الأوضاع الاقتصادية للعائلة لا تسمح بذلك
أصبحت جاهزا للخروج لصلاة العيد في المسجد فالجميع بانتظاري والساعة بدأت تقترب من السابعة ولم يبق سوى ربع ساعة وتبدأ الصلاة...
في العيد الماضي ذهبت بعد الصلاة لزيارة أخواتي ثم خالتي وبعدها اجتمعنا أنا وبعض الأصدقاء لنكمل جدول الزيارات
في هذا العيد سأزور قبرا جدي وجدتي وأقرأ لهما الفاتحة ثم أنطلق مع أصدقائي إلى مدينة الألعاب الجديدة فمنذ زمن طويل لم أذهب إلى هناك...
لحظات صمت حائرة تجتاح المكان.....ترسم طريقا لغربة تسمع أنين المستقبل وتسرق أحلامي المهزومة.....
أمي تدنو مني رويدا...رويدا...تجر كرسيّ المتحرك تمد يدها...((كل عام وأنت بخير يا ولدي أسال الله أن يشفيك ويعافيك))....
أدركت لحظتها أن الساعة شارفت التاسعة وأن جسدي العاشق لسريره لا يريد أن يبرح عاشقه أبدا.......
ملاحظة:كاتب القصة شاب أصيب بمرض يسمى التصلب اللويحي أقعده الفراش وحال بينه وبين الحياة لكن لم يثنيه عن حمل رايات الأمل والمضي قدما
ملاحظة2:التصلب اللويحي هو أحد أمراض المناعة الذاتية ويصيب الجهاز العصبي المركزي ويؤدي للشلل الجزئي أوالكلي