احمرار الدم
يسمع النّاس كثيراً عن مرض فقر الدم والذي يعني نقص خلايا الدم الحمراء في الجسم، وما يصاحبه من أعراض ومشاكل صحيّة، وعن أسبابها وطرق الوقاية منها وعن علاجه؛ لكن قليلاً ما يسمعون عن مرض يسمّى احمرار الدم، والسبب معروف وواضح كون الاول مرض شائع وخاصة في المجتمعات الفقيرة والثاني مرض غير شائع.
ماهية مرض احمرار الدم:
هو حالة مرضية تتسم بارتفاع عدد كريات الدم الحمراء في الجسم لاسباب مختلفة منها ما يحدث في الارتفاعات العالية أو عند فشل توصيل الأوكسجين للأنسجة كما يحدث في فشل القلب. ويدعى أحد الأنواع الشائعة من هذه الحالة احمرار الدم الفيزيولوجي التي تحدث في السكّان الذين يعيشون عند الارتفاعات العالية، ويترافق ذلك مع قدرة هؤلاء الأشخاص على القيام بأعمال شاقّة مستمّرة حتى في ذلك الجو المخلخل. ومنها ما يحدث بسبب حالة ورميّة للأعضاء المولّدة للخلايا الحمراء.
تأثير احمرار الدم على الجسم:
بسبب هذه الحالة المرضيّة ترتفع لزوجة الدم لدرجة كبيرة ويزداد حجمه كثيراً تبعاً لذلك، اضافة الى اعتلالات وخيمة في جهاز الدوران والقلب ممكن ان تسبب امراض خطيرة قد تؤدي إلى العجز المزمن أو الموت.
مذهل: إن الحقائق الطبية التي ذكرناها تدل دلالة واضحة على حقيقة مذهلة مفادها أن هذا الجسم مخلوق بتوازن معجز وبتقدير مذهل الى درجة تجعل من أي اختلال في أيّة جزئية من جزئيّاته بنقصان أو زيادة تورث الاعتلال والمرض أوالموت.
فقر الدم حالة مرضية ناتجة عن نقصان كريات الدم الحمر واحمرار الدم حالة مرضية ناتجة عن زيادة كريات الدم الحمر، كلاهما مرضان سببهما اختلال الكميات المقدرة لتلك الكريّات. وقد يقول أحدهم إن الحلّ سهل بخصوص مرض احمرار الدم وذلك بسحب دم المريض وهذا الدم ممكن الاستفادة منه بنقله الى الشخص المحتاج للدم… والإجابة على ذلك أن سحب الدم هو احد الاجراءات العلاجية لبعض انواع مرض احمرار الدم وعلاج المرض اعقد من هذا الاجراء بكثير، وحتى هذا الدم الذي يسحب من المريض لايُنقل الى مريضٍ آخر بل يُتلف خوفاً من نقل المرض الى الآخر كونه غير معروف السبب.
تسبيح للخالق المبدع: سبحان من خلق الإنسان بتقدير وانتظام واتْزان واتقان بلا قصور ولا نقصان… سبحانه جل جلاله.