عندما تعرفتُ إليك حبيبي أخطأت في كل شيء بعدها ....
أخطأتُ مذ حدثتك أول مرة ، واليوم أدركتُ أنني قد عشتُ عمرا طويلا أظن بأنني أفهمك ولكني في النهاية لم أعد أفهم حتى نفسي ...
ارتكبتُ في حبك السبع الكبائر .... خرجتُ من ملّتي ونلت غضب الآلهة ...
ظننتُ بأن الخروج عن الملة في دين الحب لا يُكفّر وأن الغضب سيسكُتُ عن آلهتي، ولكن ـ وكما قلت لك ـ مُذ عرفتك وأنا أرتكب الأخطاء الواحد تلو الآخر ، حتى في حبك أخطأت واقترفتُ السبع الموبقات ....
*الأولى : عندما قلت لي أحبك .... ظننتُ بأنك فارس الأحلام الذي تحلم به كل واحدة منّا كنتُ أراك تمتطي حصانك الأبيض وتعدو في الأفق باحثا عن أميرتك المدللة ، كنتُ أرى فيك الرومانسية والحب والحنان ...
صحوتُ من حلمي على صوتك الأجش الذي كنتُ أتقبّله رغما عني ، كنت تقول بدون أي إحساس أو حب :
" هذا وضعي وستقبلين به "
كنتَ تستطيع أن تقول ذلك بكثير من الحب وكثير من الإحساس ، ولكنك آثرت أن تستخدم رجولتك المزيّفة ، وأن تلعب دور الرجل الشرقي ، متناسيا مالذي تعنيه الرجولة ....
*الثانية : عندما قلت لي أحبك .... كان يعني لي ذلك شيئا واحدا هو بأنك تريد الزواج مني ..
لم يكن يخطر ببالي قط بأن من تحبها هي ليست من ستتزوج بها ، لم يخطر ببالي بأنني دميةٌ تتسلّى بها ، ثم عندما تملّها ، سترميها أرضا لتحصل على أخرى جديدة،
ستحصل على واحدة هي من اختيار أمك ، صنعتها لأجلك ، ستكون خادمة عندك ، كرّست حياتها لخدمتك ، ستضيّع عمرها سدىً من أجل سعادتك ، وستتصوّف وتعتكف في دار عبادتك ....
*الثالثة : عندما قلت لي أحبك .... بنيتُ أحلامي ، وأشعلتُ نار الجبروت والتمرد في قلبي ، فأصبحتُ أقوى وأقوى وصرتُ أحلى وأجمل ، صرت أتحدى الدنيا كلها حتى وإن عارضني الجميع ...
كنتُ أتخيلك في كل شيء ، كنتُ أخطط لخطبتنا وزفافنا ، انتقيتُ أسماء أولادنا ...
كان اسم البكر بينهم على اسم والدك ، مع أن اسمه لا يعجبني ، ولكن لأجلك سأحبه..
هذا ما كنت أخطط له ، وهذا ما كنت أطمح له ...
أتيت أنت وهدمت كل أحلامي وجميع آمالي لتقول لي ببرود رجل : " أنا لم أعدك بشيء" !!!!
* الرابعة : عندما قلت لي أحبك .... أرسلتُ إليك فيروز لتغنّي عوضا عني فتوقظك كل صباح على أنغام
" حبيتك تا نسيت النوم ... ياخوفي تنساني " ، وكنت أرسلها في المساء لتهدهد سريرك فلتنام على صوتها تغني لك " يالله تنام ... يالله تنام " ....
كنتَ أنت في تلك الأثناء تدندن بسخرية ممثل ، مثّل دور العاشق فأبدع ، تدندن على أوتار حياتي التي سلّمتها لك، وسخّرتها بين يديك ، وكبّلتها عند باب قصرك الممرد..
* الخامسة : عندما قلت لي أحبك .... حسبتُ بأن جميع قصائد نزار قباني كتُبت لي وأن كل قصيدة منها حملت في ثناياها أنا ، صرتُ أرى اسم بلقيس اسمي ، فأقرؤ حروفه الواحد تلو الآخر ...
أبدأ بالباء .... بالبلسم الذي كنتُ أداوي به جرحك عندما تلجؤ إلي ، وانتهي باللام ... باللؤلؤ الذي كنتُ أزين به صدري من أجلك مرورا بالتاء والواو ، لأترنّم في نهاية القصيدة باسم بتول..
*السادسة : عندما قلت لي أحبك .... أخرجتْك تفاحتي من الجنة ، ولكنك أدخلتني النار خالدةً مخلّدةً فيها ، وإن كنتَ قد نفيتَ من جنة السماء إلى جنة الأرض ، فقد نفيت أنا من الفردوس الأعلى إلى الجحيم ورضيت بذلك ، لأن عذابي إن كان سيفتديك .... فديتك .....
* السابعة : عندما قلت لي أحبك .... دمّرتُ من أجلك حياتي ، وبنيتُ حياتك ...
همّشتُ شخصيتي ، لأُبرز من أنت ...
نفضتُ الغبار عنك ، ومسحتُ بيدي الحنونة خنجرا مسموما ، سلّيته ليدافع عني وليحمي ظهري ، فطعنني خيانةً وغدرا ، ونسيتُ أن تلك هي أبرز صفاتك ....
عذرا حبيبي ... عندما قلت لي أحبك قلبت حياتي رأسا على عقب ، واليوم سأتخلى عنك ، لتعود لي حياتي ، ويعود النبض إلى قلبي من جديد .....
بقلم الصديقة الغالية:بتول مهان