بمشاركة 44 دولة، افتتح في العاصمة السورية مهرجان دمشق السينمائي السادس عشر الذي بات دولياً وسنوياً إعتباراً من هذا العام. ويشهد المهرجان تنافس 324 فيلماً لنيل 3 جوائز: الاولى للأفلام الطويلة والثانية للافلام القصيرة والاخيرة لأفضل فيلم عربي. ويكرم المهرجان كبار نجوم السينما العرب والعالميين وعلى رأسهم هذا العام الممثل الامريكي رتشارد هاريسون، والايطاليين فرانكو نيرو وكلوديا كاردينيللي، ومن مصر نور الشريف ونادية الجندي، ومن سورية أيمن زيدان وسليم صبري وسلاف فواخرجي والمخرج هيثم حقي. وسيكون أمام الجمهور السوري طوال عشرة أيام فرصة مشاهدة نخبة منتقاه من الافلام العربية والاجنبية ستعرض بنسخها الاصلية دون المرور على مقص الرقيب. الممثل نور الشريف إقترح الاحتفاظ بنسخة أصلية من كل فيلم يعرض، فقد يحمل المستقبل كما قال "انفتاحاً يغير أولويات الرقابة، وقد تكون رؤية المخرج بعيدة المدى، يمكن تقبلها في المستقبل أكثر من الوقت الراهن." وكما في كل مهرجان، يتساءل النقاد عن جدوى تنظيم مهرجان للسينما في بلد لا ينتج الا القليل جداً من الافلام، وتضم عاصمتة البالغ عدد سكانها ثلاثة ملايين نسمة، تسع صالات فقط للعرض السينمائي، تظل فارغة في أغلب أيام السنة.
الناقد السينمائي السوري المقيم في القاهرة رفيق الصبان أكد أن "الافلام السورية قليلة العدد لكنها كبيرة الشأن".
وقال الصبان أن سورية التي حققت انجازات كبيرة في الدراما التلفزيونية بدأت بتحقيق نجاحات واعدة في مجال الدراما السينمائية.
وايدته في ذلك الممثلة السورية الشهيرة السيدة منى واصف، التي قالت للبي بي سي أن القطاع الخاص السوري الذي حمل الدراما التلفزيونية السورية الى الشهرة والانتشار العربي "بدأ يهتم بالسينما، وهو قادر على ايصالها الى النجاح." [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قالت منى واصف إن القطاع الخاص السوري الذي حمل الدراما التلفزيونية السورية الى الشهرة والانتشار العربي بدأ يهتم بالسينما
|
ويشكل المهرجان فرصة نادرة لملء صالات السينما بالجمهور، فتقاليد حضور السينما تراجعت في سورية بشكل كبير في العقود الماضية، لاسباب متشابكة اجتماعية واقتصادية وإدارية. ويعزو الروائي السوري خيري الذهبي تراجع جمهور السينما إلى عدم اقتران جهود محو الامية التعليمية بمحو الامية الثقافية، فهؤلاء الذين "أخرجناهم من حمأة الامية وأدخلناهم في نصف التعليم ليسوا مؤهلين لتذوق الموسيقى العالية ولا الادب العالي ولا السينما العالية ولا الفن العالي." وقال الكاتب الصحفي والناقد وسيم إبراهيم لبي بي سي: "المهرجان رغم كل النقد الذي يوجه إليه يظل مهماً جداً، فمن حق جيل الشباب أن يتذوق السينما، ويعيش تقاليدها."
واضاف: "كما أن المهرجان فرصة لرؤية أفلام من دول كإيران ودول شرق أوربا وأمريكا اللاتينية، وهي أفلام لاتعرضها الصالات التجارية، ولا تعرضها القنوات التلفزيونية المتخصصة بعرض الافلام وخاصة القنوات الموجودة في العالم العربي والتي تكاد تكون متخصصة كلياً بعرض الافلام الامريكية."
ومضى إبراهيم الى القول إن "نهضة سينمائية في سورية تتطلب توفير البنية التحتية ورأس المال ورفع العقبات من طريق استراد أجود الافلام ، فالسينما ليست صناعة فقط بل استثمار."