سمعت صوتاً يناديني: هلا أجبت ؟ فتعجبت وصحو المطر يداريني؛ فاختبأت فصرخ يناديني بروح فلسطيني ؛ فطلبت منه ألا يبكي وحده ؛ فبكي وبكيت وبعد أن هدأ كاد يتحدث ؛ فهدأت ثم أخذ يناديني ؛ أنا لبناني قد جُرحت وكرر الموقف وكنت من البكي قد تعبت فقال لي: أنا عراقي كنت قد ذُبحت ولما اندهش لتعجبي ظنَّ أنَّي فهمت وجعلني أري قلبه ينزف بلا دماء فظننت أنه كان حيَّ في يوم ؛ فسألت الصوت: من أنت ؟ فنظرت له ففوجئت وقد رأيت ضمير العرب فحزنت لحكايته ؛ فقد قال: بسببكم أنا قد مُت فقلت له: أنت الحيَّ دائماً فَلِمَا هجرت قال لي: قف وانظر حولك ؛ فوقفت فنظرت بقلبي لمن حولي فاصطدمت بعقلي يقول لي: لا تطاوعه ؛ فارتجعت قال بحزن: الكل رفضني.. فرحلت فأنا لم أهاجر بلا سبب.. فهل عرفت ؟ والآن ليتك تجاوبني ؛ هلَّا أجبت ؟ فقلت: عن ماذا أجيب ؟ فرد في صمت بسؤال جعلني أتمني لو كنت هربت أين بلادنا ؟ فوقعت وكأنَّي مرضت فعاود النداء غاضباً وقال لي: قف ؛ فلمحت كبرياء العرب الذي كنت له اشتقت فأمرني أن أُنادي علي العرب ؛ فناديت فابتسم قائلاً: هم بخير ؛ قلت له صدقت.