"نحن ما عنّا بنات تتوظّف بشهادتها... شغلك قلبي وعاطفتي وحناني... مش رح تفضي لأيَّ شي ثاني. بيكفّي إنّك رئيسة جمهوريّة قلبي"...
بهذه العبارات افتتح الفنان اللبناني محمد اسكندر أغنيته الأخيرة"جمهورية قلبي"
أغنية ذكورية دعت إلى إبقاء المرأة في المنزل فأنزلت إلى الشارع الجمعيات النسائية في المنطقة.
في الثلاثين من أبريل، قامت جمعيات نسائية بالاحتجاج وسط شارع الحمراء التجاري في بيروت على من "يتعامل مع المرأة بصورة نمطية" كالتي صوّرت في أغنية "جمهورية قلبي". وفي اليوم التالي، دعا مرصد نساء سوريا الإذاعات السورية إلى مقاطعة الأغنية التي "تروّج للانحطاط والعنف تحت اسم الفن"!
ردًّا على هذه المطالب النسائية، أنشئت مجموعة على موقع فايسبوك للدفاع عن الأغنية التي صدرت قبل قرابة الشهر وهي مذاك الحين في طليعة مسابقات الأغاني في عدد من الإذاعات البيروتية.
الأغنية التي أثارت موجة الاستنكار
"هذه الأغنية تروّج لطريقة في الحبّ تحتجز المرأة في البيت"
لين الهاشم عضو في جمعية "نسوية" الناشطة في مجال حقوق المرأة، نظّمت التظاهرة المناهضة لأشكال الفنّ الهابط في 30 أبريل.
استمعت إلى أغنية محمد اسكندر للمرة الأولى وأنا أقود سيّارتي. ولا أخفي عنكم أن كلماتها أغاظتني بحيث اضطررت إلى ركن السيارةجانبا. فالاتجار بجسد المرأة وبحقوقها ليس فنًا بل هو إهانة لكل النساء.
في السنوات الأخيرة، طالعتنا أنواع كثيرة من الفنّ الهابط لكن هذه الأغنية قصمت ظهر البعير. لذا قررت عدم السكوت مرّة جديدة عن هذه الإهانة. وأنشأت مجموعة على الفايسبوك دعت إلى التظاهر احتجاجًا على أشكال الفنّ والإعلام المسيئة للمرأة.
تلقى هذه الأغنية أصداء لدى شريحة من الناس تؤمن بعدم جواز عمل المرأة وتعزّز ثقافة خطيرة تروّج لطريقة في الحبّ تحتجز المرأة في البيت.
والأخطر من ذلك أن هذه الرؤية الرجعية لمكانة المرأة تحملها أنغام موسيقية. وكلّنا يعرف كم يؤثّر ترداد النغم في تربية الأطفال ونمو أفكارهم وذهنيتهم.
لقد دافع محمد اسكندر عن أغنيته التي ألّفها ابنه قائلا إن عمل المرأة يؤثر في تربية الأطفال وتفكك الأسرة وتنظيم المجتمع.
نسعى حاليًا إلى منع بثّ هذه الأغنية عبر أثير الإذاعات اللبنانية. لكن للأسف هذه الأغنية ليست حالة فردية. يكفي التجوّل في شوارع بيروت لرؤية مدى الاستخفاف بعقول اللبنانيات والاتجار بأجسادهنّ.
على سبيل المثال، تظهر حملة إعلانية لجائزة يقدّمها أحد المتاجر الكبرى امرأة تقول: "إذا ربحت 300 مليون أجد بالتأكيد عريسًا". ونحن في جمعية "نسوية" رددنا على هذا الإعلان بآخر يقول: "إذا ربحت 300 مليون أفتح شركة إعلانات لا تستهبل البنات".
لمثل هذه التجاوزات ولكثير غيرها قررنا إطلاق مرصد الأسبوع المقبل يشير بالبنان إلى كل من تخوّله نفسه الإساءة للمرأة في الإعلانات والإعلام".