السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
الأخوة الأفاضل هذه المقولة والحكم على من قال عن نفسه فاطر بالإشراك مع الله لا دليل عليه.. بل يدل على جواز ذلك القول ما يلي:
أولا: الفطر بفتح الفاء وسكون الطاء فهو الشق أي إبداع لا على مثال سابق.
ويقال: فطر -بفتح الفاء والطاء- الله الخلق أي خلقهم وبدأهم ففطر الأمر: أي ابتدأه وأنشأه.
أما أصل كلمة فاطر من فطر ..وهو في اللغة فتح الشيء وإبرازه ..
والفطر بكسر الفاء وسكون الطاء هو الاسم من الإفطار وهو ما يأكله الصائم.
وفطر الصائم: أكل وشرب ويقال: أفطر
فكلمة
فاطر اسم فاعل من فطر حيث الفعل الثلاثي المتعدي إذا كان على وزن فعل
-بفتح الفاء والعين جاز أن يكون اسم الفاعل منه على وزن فاعل....أما إذا
كان الفعل زائدا على ثلاثة أحرف فاسم الفاعل منه على وزن المضارع بعد زيادة
ميم في أوله مضمومة، ويكسر ما قبل آخره فنقول: أفطر ويكون اسم الفاعل
منه: مفطر.
ثانيا: إن اسم فاطر لم يرد في القرآن إلا مضافا.. قال تعالى:
فاطر السموات والأرض، ولم يرد مجردًا من الإضافة....... فمعناه مرتبط بما
يضاف إليه بمعنى:
إن اضفته إلى السموات والأرض والخلق كان معناه
ابتداء الشيء على غير مثال سابق وهو مختص بالله....وإن أضفته إلى المخلوق
أريد به إحداث الشيء وإبرازه وطلوعه أو غير ذلك من المعاني اللغوية فقد
روى عن ابن عباس أنه قال: كنت لا أدري ما فاطر السموات والأرض حتى جاء
أعرابيان يختصمان
في بئر فقال أحدهما: أنا فطرتها....
وعند قولنا فاطر على المفطر ما نريد به إلا أنه غير صائم، ولا يتبادر إلى الذهن المعنى المختص بالله.
ثالثا:
التسمي باسم من أسماء الله تعالى يجوز إذا لم يكن هذا الاسم مما يختص به
الله مع تجرد التسمية من الألف واللام ومن هذا أن يتسمى العبد باسم:
رحيم .. كريم ... عزيز ... قوي ... وهكذا... ومن هذا اسم فاطر... وهذا مما له شواهده في القرآن
فوصف الإنسان نفسه بأنه فاطر لا يراد به نفس الوصف المضاف إلى الله جل وعلا.
وبناء
على ذلك يجوز إطلاق لفظ فاطر على غير الصائم أو أن يقول الإنسان عن نفسه:
فاطر ولا حرج فيه إن شاء الله. وإن كان الأفضل قوله: مفطر
وإني لأرجو من الأخوة والأخوات عدم الإسراع بنقل ما تتداوله المنتديات ألا أن يكون عندهم من الله فيه برهان ...خاصة فيما يمس ديننا وجزاكم الله خيرا لسعة صدوركم