حكاية أعظم العشاق...الحب المحروم واللقاء المستحيل...
في زمن جاف حيث أصبح الحب الحقيقي في نظر البعض مجرد سذاجة...أقلب بين يدي صفحات من رسائل الحب الصادق التي تبادلها العاشقان الاصدق (جبران خليل جبران ومي زيادة)...
وفي كل كلمة أتوق لقراءة المزيد منها.
لن أصف هذا الحب بالاسطوري او بالحب العاصف الجنوني,ولكني سأصفه بالحب (الصادق المحروم) , الحب الذي كان منبعه قلبان يائسان اشتاق كلا منهما للاخر , قلبان كانا لا يعيشان الا ليشهدا لحظة اللقاء المستحيل , قلبان لم يكتب لهما القدر ان يكونا سويتا فراحا يحتجان بصمت على هذا الظلم الذي فرض عليهما بالكتابة على الاوراق ...
لم يكن جبران يكتب بحبر وريشة!
انما كان يكتب بحبر قلبه كلمات تخرج من اعماق سحيقة قبل ان يخطها على السطور ...
كان يقذف في تلك الاوراق بأناته وزفراته الملتهبة, وكانت هي تفتح تلك الرسائل بروحها المعذبة قبل ان تمتد يديها المرتعشتين الفرحتين لتطالع كلمات الحبيب , لقد كانت تلك الانسانة المحبة تبادل حبيبها نفس الشعور ان لم يكن اكثر...
وكانت ترى ذلك اليوم الذي تجتمع فيه بحبيبها.
كانت تحضر له فتشعر بضربات قلبها تتسارع بين أضلعها فلا تتمالك نفسها من فرط السعادة...
وكانت تنتظر ذلك اليوم ولكن انتظارها لم يصل لحد الايمان, كانت تشعر بذلك النوع من السعادة حين تتخيل يوم اللقاء ولكنها لو تجرؤ على تخيله بشكل اكثر واقعية...
لعلها شعرت بأن ذلك الحلم لن يتحقق فالسعادة لم تكن من نصيبهما...
وكان جبران يصور أميرته في مخيلته ملاكا عذبا يتراقص بين اكوام الغيوم المتفرقة , كان يراها حين يرفع بصره للفضاء في نهار صحو , بل انه شعر بها كنسمة رقيقة تداعب اوصاله , ولم تكن مخيلة جبران بأضيق حدودا من مخيلة حبيبته...
وبالرغم من هذا الحب الصادق والمشاعر المتقدة والقلوب المنتظرة , بالرغم من كل هذا الغضب المتأجج في الصدور لم يكن هذين الحبيبن سوى ضحيتين من ضحايا القدر , ببساطة هذا ما كانا عليه ...
لم يكونا اقوى منه ولم يستطيعا هزيمته فظلا طوال عمرهما يحملان بين اصابعهماقلمين منهكين وأخذا يجوبا البقاع بحثا عن الحب الضائع الحزين.
هزمهما القدر وهزمتهما المسافات البعيدة الشاسعة فكتب عليها الا يلتفيان...
فماتا وهما يحملان حبهما معهما , حبهما الصامد الجبار الذي استطاع ان يهزم جبروت الواقع بدقه واخلاصه...
عندها دفن أصدق حب مع أصدق حبيبين.