نستغرب اهتمام السيدة الوزيرة بالحضور الشخصي لمعرض يعرف
بالمخاطر الناجمة عن رمي البطاريات التالفة في الحاويات العادية, وهي بنفس
الوقت تقر بأنها ستقوم بدراسة تأمين الحاويات الخاصة بالبطاريات التالفة,
أي أنه ليس أمام المواطن حتى تاريخه ولوقت مستقبلي غير محدد إلا رمي
البطاريات التالفة في أي مكان كغيرها من النفايات العادية...
وكيف أن السيدة الوزيرة لا تجد لها دورا في حضور ورشة عمل
أقامتها نقابة المهندسين في 10-5-2010 في بناءها بالمزة, تحت رعاية
الأستاذ د. رئيس جامعة دمشق والسيد د. عميد كلية الهندسة المعمارية لمناقشة
عددا من المشاريع الهامة التي أقيمت أو قيد الإقامة في مدينة دمشق والتي
تناولها مجموعة من طلاب الدراسات العليا لنيل درجة الماجستير بالتعاون مع
جامعة مارن لافلليه الفرنسية, و هي بالفعل مشاريع حساسة ومنتقاة بمهارة
عالية و بحس وطني و أكادمي مميز, مثيرة للجدل حول ما تسببه من أثر بيئي
خطير على مدينة دمشق بيئة وإنسانا وتمس في الصميم مجموعة من القيم
العمرانية الإجتماعية و البيئية والصحية وتتسبب بالكثير من التدمير
والتشوية للطابع و الهوية والمقومات الأساسية لكيان المدينة المشكل لهويتها
من خلال ثلاث رموز: قاسيون وبردى و الغوطة
المشروع الأول:
إقامة مجمع تجاري ضخم على أرض محطة الحجاز التاريخية, وهي أرض
مخصصة لفراغ مروري وساحات عامة تعزز القيمة التاريخية للمحطة بينما هذا
المشروع سيؤدي لتقزيم المحطة و حرمان المدينة من فراغ مخصص لمتنفس حدائقي
ومكان لقاء مجتمعي ,وما سيؤدي إليه المشروع من زيادة الضغوط علي المنطقة
وعلى البنية التحتية, والكثير من أشكال التلوث البيئي و الإزدحام وغيره,
وسلب لحقوق المدينة والإنسان في ذلك.
المشروع الثاني: إقامة مجمع فندقي ضخم على مساحة كبيرة فوق
مسار بردى و إستنزاف مساحات مشجرة وتربة غنية ووهي منطقة حقوق تاريخية
للإنسان الدمشقي في التنزه وكيف أن هذا لمشروع قد بدأ بإتلاف 30 دونم ثم
توسع ليقضكم المزيد من هذه المنطقة البيئية الرئيسية ليصل إلى 50 دونم, وأن
إرتفاع حجمه الطابقي يصل لأكثر من 18 طابق, و أن ما أصاب نهر بردى الرمز
المعبر عن شموخ دمشق وديمومتها و سحرها من تغيير لجراه و تغليفه بالبيتون
المسلح و تغطيته ليكون ممراً للسيارات ولعناصر المشروع التي تخدم الغرباء و
الأثرياء, وبين الطلاب في مشروع المقترح للماجستير كيف أن كتلة الفندق
ستؤدي إلى حجز مسارات تيارات الهواء اللطيفة و القادمة من وادي الربوة
باتجاه دمشق و المنشطة لمنتزة بردى عبر التاريخ, إضافة لكونها منفرة ومغيرة
للمقياس العمراني لهذه المنطقة, وتتعارض مع دراسات البارك الغربي من قبل
المعماري العالمي كنزو تانجه في السبعينات حيث كانت بساتين كيوان جزءاً من
البارك و من طبيعته الخضراء.
وعلق الحاضرون على مايسببه الفندق من اعتداء على الذاكرة
الوطنية و الإنسانية التي تختزن في عمقها جماليات هذه المنطقة وسحرها وما
لها من دورهام في إحياء تراث ثقافة السيران الدمشقي,
وتبع ذلك مشاريع ماجستير مقترحه لتناول تأثير البناء البرجي
على البيئة و على المحيط الإجتماعي و على البنية التحتية, وعلى مورفولوجية
مدينة دمشق التي لا تحتمل التوجه نحو البناء البرجي, كمشاريج إستثمار تجاري
أو سياحي.
لعله من المفيد أن تكون هنالك مشاركة فاعلة للسيدة وزيرة
البيئة وأن الأولوية لما يصيب دمشق من أخطار ماحقة مدمرة لبنيتها و
لتاريخها و لهويتها و للذاكرة الوطنية, ولحقوق إنسانها وحقوق الأجيال
القادمة في كل ذلك, مشاريع تتجاهل القانون البيئي وتسخر منه وتعتبره هو
للمواطن الذي يعتدي على جزء بسيط من البيئية كقطع شجرة أو رمي بطارية بينما
يسمح للجهات المسؤولة وعلى من هم على رأسها أن يرتكبوا الفظيع المؤلم من
الإعتداءات, دون خوف من أي قانون أو خشية من أي محاسبة أو حتى من عتاب مهذب
ناعم من السيدة وزيرة البيئة