Campaign against Israel
لم يمرر الشعب التركي
المجزرة الإسرائيلية التي راح ضحيتها الأطفال والأبرياء مرور الكرام،
فالغضب الذي تفجر مظاهرات مليونية، ومشاهد تلفزيونية حتى في الملاعب
الرياضية ضد إسرائيل، أدخل اليهود في حالة من الهلع والخوف والانغلاق، ورغم
أنه لم تحدث أي هجمات على يهود تركيا فإنهم انغلقوا على أنفسهم وأصبحوا
ينظرون بعين الخوف من حملات تضامن الحكومة التركية والشعب مع الفلسطينيين،
وأكد أحد يهود تركيا القادمين من إسبانيا والذي عرف اسمه (س أ) على أنه لم
يشعر بالفرق بالمعاملة بينه وبين أي مواطن تركي منذ طفولته، ولكن حرب
إسرائيل على غزة وأزمة دافوس كانتا نقطتيين تحول واضحتين في حياة اليهود
بتركيا.
وقال "شخصيا لم أتعرض
لأية مضايقات, لكن سمعت عن تعرض بعض اليهود لها، فمثلا منهم من منع من
العمل في بعض الشركات، كما باتت العديد من المحال تضع لافتات عند مدخلها
تحمل عبارات مثل ممنوع دخول اليهود".
وأضاف (س أ) على أن
تضامن الشعب التركي مع فلسطين ليس هو المشكلة, لكن المشكلة بحسب اعتقاده
تكمن في مهاجمة اليهود كلما وجهت تركيا انتقادات إلى إسرائيل، حيث يتم
الخلط بين ''اليهود والصهاينة".
ونأى هذا اليهودي
بنفسه ومجتمعه عن ما يحدث في فلسطين معتبرا أنه مسألة داخلية بين الطرفين
الإسرائيلي والفلسطيني. وأعرب عن استيائه إزاء موت الأبرياء على يد
الإسرائيليين, وأن مقتل الفلسطينيين لا يجعله سعيداً.
وأضاف "فالجريمة
النكراء على شاطئ البحر فعل شنيع ولا يقبله أي ضمير إنساني، نحن نعيش هنا
وهذا وطننا، لم نتعلم القتل أو العنف على هذه الأرض" مشيرا إلى أن ما يربطه
بإسرائيل وجود أقاربه, وهذا لا يجعله يؤيد الجرائم التي يرتكبها
الإسرائيليون, فهو لدية أقارب في فرنسا وأميركا والمغرب. [/size][/size]
وتقول أوساط يهودية
إن الخوف والحذر شمل الجيلين القديم والجديد, فالجيل القديم أصبح يخشى من
الذهاب إلى الكنيس حيث ما زالت تلاحقه ذكرى التفجيرات التي كان كنيسان
مسرحاً لها منذ سنوات.
أما الجيل الجديد
أصبح حذراً رغم أنه ترعرع في جو من التعايش السلمي، لكنه اليوم لا يستطيع
أن يعلق نجمة داود بشكل ظاهر للعيان كما من قبل.
ومن جانبها وصفت
صحفية يهودية تركية المجتمع اليهودي بالمنغلق والسطحي. وقالت "ولدت في
مدينة إزمير, لكن إصرار اليهود على عزل أنفسهم عن باقي أفراد المجتمع
التركي أصابني بالاختناق, فقررت الهجرة إلى إسطنبول، أملا في العيش ضمن
عالم آخر مع أناس ليسوا يهودا".
وأضافت الصحفية التي
فضلت حجب هويتها "على اليهود الاندماج وإبراز أنفسهم أكثر في مجالات عديدة
مثل الصحافة والفن. ولكن اليهود يفضلون التمسك بالعادات القديمة المتمثلة
في الصياغة والتجارة بصفة عامة".
وتؤكد أن تركيا هي
وطنها، وأن إسرائيل هي مجرد دولة أخرى غريبة عنها، دولة لبعض اليهود حسب
قولها وتتذكر زيارتها الوحيدة لها منذ أكثر من عشر سنوات، كانت حينها تعمل
صحفية في مجلة، و?انت تقوم بتحقيق عن المجندات الإسرائيليات اللائي كن
فخورات بالانتماء للجيش الإسرائيلي.
وقالت "وبنظري ليس
لديهن خيار غير هذا، ففي دولة كتلك هذا ما أنت مجبور على عمله."' وصرحت
بأنها لم تغير رأيها في إسرائيل ولم تحبذ فكرة توجههم الحربي قائلة "'نعم
حدث أن أعجبت بشجاعتهم لإنشاء دولة من عدم، لكن ثمنها كان الكثير من الدماء
والموت"'.
يشار إلى أن عدد
اليهود في تركيا يبلغ حواهي 22 ألف يهودي، معظمهم يتمركزون في كل من مدينتي
إسطنبول وإزمير.[/size]