ظهرت الأميرة زوجة الأمير، وإلى جانبها وقف الأمير الوليد بن طلال. وخلال الحوار أظهرت شخصية محبّة للفنون والرياضة، وداعمة للنشاطات النسائية. لكن أبرز ما قالته هو إعلانها عن أنها مستعدة لقيادة السيارة في شوارع الرياض بمجرّد أن تسمح السلطات السعودية بذلك، مشيرة إلى أنها تحمل رخصة قيادة تستخدمها خارج المملكة. ويمثل هذا الرأي دعماً قوياً للتوجهات النسائية المتزايدة التي تطالب الحكومة السعودية بالسماح للمرأة السعودية بقيادة السيارات أسوة بالرجال.
وخروج الأميرة الطويل على النمط التقليدي، ومطالبها التحررية، ينسجمان مع توجهات الأمير الوليد بن طلال، المعروف بدعم المرأة السعودية، بدليل أنه منحها وظائف مرموقة في شركاته المتعددة، كما أنه يحيط نفسه بعدد من أبرز الكفاءات النسائية السعودية.
في الحوار ، قالت الأميرة إن حفل زواجها من الأمير الوليد كان عائلياً و”كل من أحب كان موجوداً معي” وأضافت: لم يتغير شيء في أميرة الطويل بعد الزواج، إلا أنني ازددت حكمة ومعرفة من الموسوعة، والمعلم الأول الوليد بن طلال فبعد زواجي من سموه كان له تأثير إيجابي في جوانب عديدة من حياتي، أهمها طموحاتي العلمية، إذ فتح لي آفاقاً كثيرة. ولذلك انتقلت من قسم أدب إنكليزي إلى قسم إدارة أعمال، ومنصبي الآن نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة الوليد بن طلال الخيرية، وذلك لمساعدته في مهمته وطموحه لتخفيف المعاناة على الكثيرين في هذا العالم بدءاً بهذا البلد الطيب، وأنا أركز على العمل الإنساني والخيري.
وردا على سؤال حول الأمير الوليد بن طلال الزوج، أجابت: وكأن السؤال يعني أن أصف العالم في خمس دقائق. فوليد عالمي، وهو كل ما أتمنى في حياتي. إنه زوجي وأخي وأعز أصدقائي ومعلمي، ولن أستطيع وصفه، ولا أملك إلا أن أشكر ربي، كل يوم، عليه وهو إنسان منظم جداً في حياته ويعطي كل شيء حقه، ويقدر عائلته جداً. ورغم اتساع أعمال الأمير وكثرتها، فإنه كل يوم يخصص وقتاً للعائلة، وأنا أراه يومياً ولساعات مطولة. وهو يستشيرني في أمور كثيرة، وأحياناً لمجرد أخذ رأيي فقط، أو بغرض إخباري وإبلاغي أمراً ما. ونحن نشترك في معظم الصفات، ما عدا صفة واحدة، إذ إنه هو يحب الجو البارد وأنا أحب الجو الحار.
أما عن مطلقي الشائعات فتقول أميرة الطويل، انهم أناس فارغون، والذي يصدقهم لا يحكم بعقل ودليل. وتشير إلى أنها تعلمت من والدها، شيخ المنطقة، التواضع والتسامح وطيبة القلب، بالإضافة إلى الإصرار على إثبات الذات، والاجتهاد والفخر بما تقوم به، وليس التباهي والفخر بأفعال الآباء والأجداد.
وعن خطتها العملية كنائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة الوليد بن طلال قالت أميرة: لدي مشاريع عدة سوف أتبناها، اهمها الدفاع عن المرأة في وجه الإساءة والعنف، ورعاية مواهب الفتيات، كالرسم والتصوير والحرف اليدوية، ومساعدة الأيتام. أما اهتمامي بالمرأة السعودية المعنفة فقد بدأ عندما التحقت بدورة في علم النفس تطرقت لأوضاع المرأة المعنفة، فوجدت أنه موضع مهم وأدرجته ضمن خطتي للعمل الاجتماعي. وأثناء زياراتي مع الأمير للعديد من رؤساء وقادة العالم، ومن خلال تبادل الأحاديث معهم، لاحظت عدم وضوح صورة المرأة السعودية المثقفة والمتحلية بالفكر المتطور، صاحبة الهمة والإنجازات. ومن هنا عزمت على تغيير هذه الصورة ووضعتها ضمن خطتي المستقبلية، وأنوي أن أضع نخبة من سيدات المجتمع السعودي في الصدارة لإنجاز الأعمال الإنسانية والخيرية على الصعيد العالمي، وبذلك سوف أشارك في تحسين صورة المرأة السعودية للعالم أجمع. وأنا أرى أن المرأة السعودية حالياً تنافس نساء العالم، بل تسبقهن في بعض المجالات، ولا ينقصها إلا الدعم، وآمل أن أكون قدوة للفتيات السعوديات اللواتي أنصحهن بأن يتعلمن ويعملن ويسعين إلى تحقيق ذواتهن.
وعما اكتسبته من مشاركة الأمير لقاءاته زعماء العالم، تقول أميرة الطويل: لا شك في أن هذه اللقاءات أعطتني الكثير، وصقلتني، فرأيت الحنكة السياسية مجسدة أمامي في بعض زعماء العالم، وجعلتني أتعرف عن قرب إلى فلسفات هؤلاء الزعماء ووجهات نظرهم الخاصة. فالزعيم غالباً ما يكون صورة لدولته ومرآة لشعبه بأكمله. إنهم يعكسون تاريخ وحضارة وماضي ومستقبل دولهم. وجميل أن نتعرف على كل هذا، ومن المفيد جمع هذا القدر الهائل من المعلومات والمعرفة عن شعوب كثيرة بثقافات مختلفة. كما أنني صححت مفاهيم كثيرة لدي عن بعض الزعماء والدول كانت قد تكونت نتيجة الأحكام المسبقة.
وأوضحت أميرة الطويل أن طموحها هو أن تحدث تغييراً في اتجاه إيجابي فقط، وأن هذا الطموح لا حدود له. أما هواياتها فهي كتابة الشعر والرسم والتصوير، وأحب شيء على قلبها الفروسية والقفز بالخيل. أما قراءاتها العربية فتنحصر في روايات إحسان عبد القدوس ونجيب محفوظ وأنيس منصور، والعالمية بالروائية الفرنسية إميلي برونتي وفكتور هوغو ووليام شكسبير، لكنها أيضاً تحب الشعر الجاهلي خصوصا شعر عنترة بن شداد والنابغة الذبياني، والشعر العباسي، وخصوصا المتنبي والبحتري. أما من الشعر الحديث فهي تحب قصائد نزار قباني وشعر جدها.
وتختصر أميرة توصيف هواياتها وإهتماماتها بالقول: “الفروسية شغفي... الشعر موهبتي... الرسم عالمي... والتصوير وسيلتي للتعبيرٍ”.
أما عن السياسة فتقول إنها موضوع شائك وعالم معقّد يأتي منه الخير كما يأتي الشر. ومن وجهة نظرها الخاصة فإن قلب السياسة هو المسؤولية. وعن الأزمة الاقتصادية الراهنة في العالم تقول إن المرة الوحيدة التي حدثت فيها أزمة اقتصادية في هذا الحجم، كانت في الثلاثينيات من القرن الفائت، ويومذاك لم يكن هناك وجود للعولمة، ولذلك لا نستطيع أن نقيس عليها، والأزمة الراهنة التي بدأت في الولايات المتحدة أثرت في العالم أجمع، ومن المؤسف أن خبراء الاقتصاد أنفسهم لا يستطيعون تحديد مستقبلها ولا نهايتها لكن أهم ما فعلوه أنهم استطاعوا تعيين الأخطاء التي تسببت بها، بغية تفادي تكرارها في المستقبل...
وفي النهاية إنها مرحلة وسوف تنتهي.
بقي أن أميرة الأميرة تقول إن طموحها إلى فعل الخير لا حدود له، وانها أخذت عن والدها عيدان الطويل العتيبي، وهي في أي حال صورة جديدة عن المرأة السعودية التي انخرطت خلال السنوات الأخيرة في أكثر من مجال مهني وفكري واجتماعي وتحولت إلى سيدة أعمال كبيرة، بدليل أن المشهد الاستثماري النسائي في المملكة يتسع بصورة ملحوظة في الداخل والخارج. وآخر الاحصاءات تقول إن السعوديات يملكن أكثر من 1500 شركة، وإن عدد السجلات التجارية السعودية المسجلة باسماء نسائية تتجاوز الـ5500 سجل. وفي إحصاءات سعودية أخرى أن 70 ألف سعودية يعملن حالياً في قطاعي الصحة والتعليم.