الحكيم فرح ودتكتو :
كانت للشيخ فرح ودتكتو وهو من السودان ابنة كبرت فقال لأمها : إذا حاضت فأخبريني . فلما أخبرته أخذها بيدها وقام ينادي في طرقات القرية : ( مين داير له حمامة قبل أن تقع الملامة ) . فأطرقت الأم خجلا ثم أخذت تشنع عليه وتشكو الى الناس خرفه والبنت لا تفهم المضمون .وهو يقول : والله لا تحيض الحيضة الثانية في بيتي أبدا .ثم زوجها لشاب من القرية . وبعد أعوام جائت البنت غاضبة من زوجها وتريد الطلاق . فأطرق الحكيم ثم طلب منها إبريقه ليتوضأ , فأتت له به . ثم غاب قليلا وأتى مغموما وعينه تدمع وهو حزين .والإبريق مكسورٌ في يده . فاستنكرت عليه دمعته الغاليه وقالت أمن أجل ابريق تفعل هذا يا أبي ؟والله لأحضرن مئة ابريق بدلا منه . فقال الحكيم :
يا ابنتي هذا الإبريق منذ ( 25 ) سنة وهو مطلع على عورتي فهل تريدينني أن أستبدله بإبريق آخر بعد هذا العمر !
ففهمت ابنة الحكيم الرسالة وتراجعت الى الوراء مطرقة ثم جمعت أمتعتها وعادت الى زوجها .
الحكيم الصيني :
سئل أحد التجار عن حكيم يساعده للوصول الى السعاده فدلوه على حكيم في الصين . فاستقل طائرته وذهب اليه . وعندما وصل فتحت له الزوجة الباب وأدخلته الى صالون الإنتظار ومرت ساعات قبل أن يحضر الحكيم وقد بلغ الرجل من الغضب والتوتر مداه . ثم حضر الحكيم وجلس ولم يعتذر وسأل الضيف هل تشرب الشاي ؟ فقال التاجر نعم . فجاء له بالشاي وبدأ الحكيم يصب الشاي حتى امتلأ الكوب وبدأ يتدفق على الطاولة والأرض . ففقد الضيف شعوره وقال :كفى كفى أيها الشيخ جئتك من مكان بعيد وانتظرتك ساعات وأغرقت الطاولة بالشاي أتفعل كل هذا ويقال عنك حكيم ؟ فقال الحكيم انتهت المقابلة . وأنت يا بني ألا تريد السعادة ؟ فقال الضيف نعم . قال : أنت رأيت الكوب يفيض عندما امتلأ ولم يستطع استقبال المزيد .. وهكذا قلبك عندما يمتلىء بالغضب والغيظ فإنه يغرق من حوله فخفّض منسوب الشاي في كوبك إذا أردت أن تستمتع في حياتك بالسعادة ...؟؟!!
الحكيم الأوربي
كان هذا الحكيم محاضرا في أحد الكليات في أوربا وكان الموضوع عن انتشار الحزن والندم والإكتئاب . فأحضر إبريقا من العصير ثمّ أفرغ ما فيه على الأرض في أرجاء الفصل وطلب من تلاميذه أن يعيدوا العصير الى الإبريق بعد أن أعطى لكل منهم ملعقة لذلك . وبعد أن باءت محاولاتهم بالفشل . قال : اتركو العصير فلن تستطيعوا أن تعيدوه كما كان أبدا فقط أردت أن أخبركم أنّ الندم والحزن والإكتئاب لا يستطيع أن يعيد لكم ما فقدتموه فانسوا الماضي وافتحوا صفحة جديدة لتعيشوا حياة أسعد .
................................