السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك وفي علمك
أطرح عليك هذا الموضوع وهو منتشر جدا في المنتديات
وهو بعنوان لماذا اختار الله تعالى عزرائيل لقبض الأرواح
أنا أعلم بأنه لم ترد تسمية عزرائيل لا في القرآن ولا في السنة وإنما سمي
ملك الموت ، وهذا ما استندت له في دحض هذه القصة ، وبحثت طويلا علني أجد
إجابة تريحني ، وأستطيع أن أعتمدها في الرد ، ولكنني لم أجد ، مع شكي
الكبير بأنها من الاسرائيليات ، ولكنني لا أملك دليل ، لذلك أطرحها عليك
وهذا نص الرواية :
لماذا اختار الله سبحانه عزرائيل لقبض الأرواح ؟؟ الجواب هنا
أوحى الله عز وجل إلى الأرض:إني خالق منك خليقة , منهم من يطيعني , ومنهم من يعصيني..
فمن أطاعني أدخلته الجنة , ومن عصاني أدخلته النار..
قالت الارض: أتخلق مني خلقا يكون للنار؟..
قال عز وجل: نعم...
فبكت الأرض فانفجرت منها العيون إلى يوم القيامة .. فبعث الله إليها
جبريل, ليأتيه بقبضة منها, من أحمرها, وأسودها, وطيبها , وخبيثها...
فلما أتاها جبريل ليقبض منها قالت:أعوذ بعزة الله الذي أرسلك إليّ أن لا
تأخذ مني شيئا,فرجع جبريل إلى مكانه ، وقال: يارب استعاذت بكـ مني, فكرهت
أن أقدم عليها...
فقال الله تعالى لميكائيل: انطلق فأتني بقبضة منها..
فلما أتاها ليقبض منها, قالت له مثل ماقالت لجبريل, فرجع إلى ربه, فقال ماقالت له..
فقال عز وجل لعزرائيل: انطلق فأتني بقبضة من الأرض..
فلما أتاها, قالت له الارض: أعوذ بعزة الله,الذي أرسلكـ, أن لا تأخذ مني شيئا...
فقال: وأنا أعوذ بعزته أن أعصي له أمرا, وقبض منها قبضة من جميع بقاعها من
عذبها ومالحها, وحلوها, ومرها, وطيبها ,وخبيثها..وصعد بها إلى السماء...
فسأله الله عز وجل, وهو اعلم بما صنع.؟ فأخبره بما قالت له الأرض, وبما رد عليها ..
فقال الله تعالى: وعزتي وجلالي ,لأخلقن مما جئت به خلقا ولأسلطنكـ على قبض أرواحهم لقلة رحمتك
جواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
أولاً : لا يصح حديث في تسمية ملك الموت بـ " عزرائيل " بل الوارد في الكِتاب وفي السنة تسميته ملك الموت .
ثانيا
: الثابت عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال : إن الله خلق آدم مِن
قَبضة قَبضها مِن جميع الأرض ، فجاء بنو آدم على قدر الأرض ، جاء منهم
الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك ، والسهل والْحَزْن ، والخبيث والطيب .
رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي ، وصححه الألباني .
ثالثا : لا يَصِحّ القول بأن انفجار العيون كان بسبب ذلك ، وإنما خَلَقها الله لِمصالح العباد .
قال تعالى : (إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لآَيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ) .
قال
الإمام السمعاني في تفسير الآية : لَدَلائل وعِبرا ، وذلك في رفعها بغير
عَمَد ، وما خلق فيها من الشمس والقمر والنجوم ، ومِن بَسْط الأرض
واستقرارها بِمَن فيها ، وما نَصَب فيها من الجبال ، وأجرى فيها من
الأنهار ، وخَلق مِن الأشجار ، وغير ذلك . اهـ .
وقال تعالى : (وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا) .
قال
الحافظ ابن كثير في تفسير الآية : أي جَعلها مُتَّسِعة مُمْتَدَّة في
الطول والعرض ، وأرساها بجبال راسيات شامخات ، وأجرى فيها الأنهار
والجداول والعيون ليسقي ما جعل فيها من الثمرات المختلفة الألوان والأشكال
والطعوم والروائح . اهـ .
رابعا : لا يُتصوّر أن تقول الأرض ذلك ؛ لأن الله أخبر عن
طاعتها بقوله : (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ
لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا
طَائِعِينَ) .
خامسا : هذا مما يُروى عن وهب بن مُنَـبِّـه ، وهو يروي الإسرائيليات ، ولا حُجّة في ما يَرويه من مثل ذلك .
ورُوي عن أبي هريرة ، كما في " الدرّ المنثور " للسيوطي .
والله تعالى أعلم .