أخت ليليان أكرمك الله بمزيد من العلم والثقافة والمواضيع الشيقة.. اسمحي لي بتعليق بسيط على هذا الموضوع :
أولا . هناك إراده عليا هي إرادة الله سبحانه وتعالى.. وهي تختلف عن الرضا والعلم والمشيئة ..وكثيرا ما يختلط هذا الأمر على المشككين والمنحرفين... فالله سبحانه وتعالى له إراده في أن يكون الكافر كافرا والضال ضالا والمسلم مسلما.. وهو في كل هذا يعلم ذلك ولا يخفى عليه شيء ..ولكن لا يرضى للكافر كفره ولا يرضى للعاصي ذنبه,,,قال تعالى فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر..)ولكن مشيئة العبد متولدة عن مشيئة الله لعباده.. تماما ولله المثل الأعلى ( كالمعلم الذي يعرف تلاميذه جيدا ويعلم أن فلان منهم سيرسب في نهاية العام..هذا المعلم لم يرد لهذا الطالب الرسوب ولا يرضاه له فهو دله على الطريق الصحيح لتحقيق النجاح ولكن هذا الطالب لم يأخذ بقول أستاذه..)
والنوع الثاني .. وهو الإراده الدنيا..وهي إرادة البشر ..وقبلها نقول : لقد خلق الله سبحانه الإنسان على الفطرة.. والفطرة لا تكون إلا سليمة..ولو إفترضنا أن هذا الإنسان بقي على فطرته في مجتمع مثالي لبقيت إرادته سليمه ولما اتجه تفكيره إلا الى الحق والصواب.. إذا مالذي جعل هذا الإنسان يغير إتجاه تفكيره..إنه الإكتساب أي الإراده المكتسبه..ممن حوله..وهنا يتغير مسار الإراده الصحيحة ليصبح سلبيا..عندما يكون عنصر وموضوع هذا الإكتساب سلبيا..وهنا يلعب العقل ( ومكامن الإدراك في القلب ) دورا كبيرا في الإختيار بين الأخذ بالفطرة أو الإكتساب ..قال تعالى لهم قلوب لا يفقهون بها...)وقال تعالى:( وجعلنا على قلوبهم أكنّة..) ..وقال تعالى قلوبهم كالحجارة أو أشد قسوة..)