اسمه الحارث ابن سعيد الحمداني ولد في الموصل وكني بابي فراس بمعنى (الاسد)
قتل ابوه سعيد على يد ابن اخيه( ناصر الدوله )لنزاع بينهما على امارة.. الموصل
وكان عمر ابي فراس 3 سنوات فكفله ابن عمه (سيف الدولة) الذي اقتطع امارة حلب وحمص
واستقل عن اخيه ناصر الدولة وقلد ابا فراس امارة منبج وحران ليبقى قريبا منه
يزوره وينادمه في قصر الحلبه..مع ادباء و شعراء مثل (المتنبي والفارابي)
وقد تمكنت مفرزه من الجيش الرومي ابي فراس ورجاله
بقيادة (تيودور )من ايقاع في كمين فقاتلهم واصيب بسهم بفخذه
.فاقتيد اسيرا وحمل الى القسطنطينيه وقد عومل من قبل الروم معاملة الامراء ..
ولكنه لم يسغ حياته في الاسر فصدر عنه شعر الشكوى والحنين الى الام والوطن
حتى افتداه سيف الدوله بالمال مع 3 الاف اسير وعاد الى حلب فولاه على حمص ..
مال ابي فراس الى شيء من اللهو والعبث ولكن حياته كانت سلسلة حروب واسر واعتقال
مما صور مرارته في شعره المعروف بالروميات .... حيث تتجلى اجمل مزاياه
من عزة نفس واباء وجراه وشجاعه وحب للوالده وحنين للاهل والوطن
وفيها تعبير عن صبره وجلده وعتبه على سيف الدوله الذي تاخر في فكاكه وافتدائه
كانها مذكرات شعريه ضمنها كل ماكان يشعر به وهو ماسور حيث قال :
واسر اقاسيه وليل نجومه ...............ارى كل شيء غيرهن يزول
تطول بي الساعات وهي قصيرة........ وفي كل دهر لا يسرك طول
كما اشتد حنينه لوطنه واهله واجتمع في صدره شواجر الشجاعه والصبر
مع الرقه والحنو حتى بات يناجي الحمام :
اقول وقد ناحت بقربي حمامة ............ايا جارتا هل تشعرين بحالي
ايضحك ماسور وتبكي طليقة..........ويسكت محزون ويندب سال ؟
لقد كنت اولى بالدمع منك مقلة........ولكن دمعي في الحوادث غال
ولولا هذا الاسر لما حصلنا على هذه الاشعار الغنيه بالعواطف الذاتيه لانها
عصارة نفس عظيمه ماجت بالالم وجاشت بما استفاض واستحق البقاء ..
وقد توفي ابي فراس الحمداني متاثرا بجراحه في ساحة المعركه
وهو في التلاثينات من عمره تاركا اجمل الاشعار...........
رحم الله شاعرنا العظيم