الرغبة .....وتهذيب النفس

بين الرغبة وتهذيب النفس

يمتلك الانسان طاقة غير محدودة ومخيفة للوصول الى رغباته بشتى

الطرق حتى لو تطلب الأمراتباع طرق غير سليمة مبررا ذلك أن الغاية

تبرر الوسيلة......ولكن من المفترض أن هناك حقيقة وهي تلك القواعد

والقوانين التي أرساها الله في الأرض أو تلك التي وضعها البشربايحاء

من الله عز وجل في كتب سماوية وأديان وفطرة وهذه القواعد هي

التي تحدد مشروعية الرغبات بالرغم من وجود مقياس يتواجد في

نفس كل بشر وهو الضمير النابع من الايمان الذي يكمن داخل

أعماق أعماق النفس البشرية.......وبالتالي كان شرطا لايمكن

المقايضة عليه حتى يتم قبول رغباتنا وهو ألا تتناقض

مع التشريعات الالهية والبشرية.

وبذلك نجد أن الرغبة الانسانية لأي شئ كان مقيدة ولا يمكن أن

تكون مطلقة.....لسبب بسيط أن الانسان لم يخلق هباءا وانما خلق

لرسالة أرساها الله في نفس كل انسان وأساس الرسالة...هو عدم انكار

القوانين السماوية والتي تحكم علاقات البشر ببعضهم وبذاتهم حتى لاتتحول

الحياة الى غابة وتسود الهمجية في كل شئ.

ولذلك كان الانسان ولازال يملك رغباته بيده ويطلق منها مايشاء على

الأسس السابقة ويحرق مادون ذلك والذي يتعارض مع تلك القوانين

....ولكن تهذيب النفس هو أسمى من ذلك.....تهذب نفسك هو أن تجعل

لها لجاما تكبح به رغباتك حتى وان كانت مشروعة.....وذلك بعدم تلبيتك

لصوت شهواتك الجسدية دائما حتى وان كانت داخل اطار المشروعية.

....فبذلك تهذب نفسك وتعلمها الصبروالقوة وتزيد من ثقتك بنفسك

وتحملك للصعاب والشدائد.....فاذا مامتنعت عن شهواتك في وقت

الرخاء فانك تعلمها كيف تصبر على الشدائد.

وهناك على النقيض رغبات الوصول اليها يزيد من تهذيبك لنفسك

مثل طلب العلم والتفقه في الدين وغيرها من الرغبات الدنيوية التي تثري

عقلك وتهذبك وتزيد من تفكرك وتفهمك لأمور الحياة وتضفي على اختياراتك

الدنيوية طابع التهذب ومعاملاتك طابع الخلق.

ومما سبق نجد أن علاقة الرغبة بتهذيب النفس تكمن في أن الرغبة

هي وسيلة لتهذيب النفس فليس كل مايشتهيه المرء يفعله.....ونجد أن

هناك رغبات جسدية عندما يقوم الانسان بتقنينها يهذب نفسه

وعلى النقيض....نجد أن هناك رغبات دنيوية أخرى القيام بها

واتباعها يزيد من تهذيبك اياها.

ان اختيارك للرغبة وتقنينها أحيانا أو اتباعها أحيانا أخرى هو الذي

يجعلك انسانا بحق تحترم نفسك ويحترمك الجميع وتسيطر على رغباتك

حتى لاتقع أسيرا لها وتجعلها وسيلة لتهذيب نفسك.......لا غاية لمجرد المتعة.

ولهذا قال الامام الشافعي رضي الله عنه :
الناس اما عالم ام متعلم والباقي همج.........
بوركت عزيزتي وبوركت كتاباتك........