من ريتشارد قلب الأسد إلى صلاح الدين
أرسل ريتشارد المعروف (بقلب الأسد) رسالة إلى صلاح الدين الأيوبي (رحمه الله)، يقول فيها:
من ريكاردوس قلب الأسد ملك الإنجليز (هو ريتشارد قلب الأسد)، إلى صلاح الدين الأيوبي ملك العرب،
أيها المولى: حامل خطابي هذا، بطل صنديد، لاقى أبطالكم في ميادين الوغى، وأبلى في القتال البلاء الحسن. وقد وقعت أخته أسيرة، فساقها رجالكم إلى قصركم وغيروا اسمها. فقد كان اسمها "ماري"، فأطلق عليها اسم "ثريا".
وإنّ لملك الإنجليز رجاء يتقدم به إلى ملك العرب، وهو إما أن تعيدوا إلى الأخ أخته، وإما أن تحتفظوا به أسيرا معها، لا تفرقوا بينهما، ولا تحكموا على عصفور أن يعيش بعيدا عن أليفه. وفيما أنا بانتظار قراركم بهذا الشأن، أذكركم بقول الخليفة عمر بن الخطاب، وقد سمعته من صديقي الأمير حارث اللبناني وهو: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا".
فكان جواب السلطان الناصر صلاح الدين:
من سلطان المسلمين صلاح الدين إلى ريكاردوس ملك الإنجليز،
أيها المولى: صافحت البطل الباسل الذي أوفدتموه رسولا إلىّ، فليحمل إليكم المصافحة ممن عرف قدركم في ميادين القتال. وإني لأحب أن تعلموا، بأنني لن أحتفظ بالأخ أسيرا مع أخته؛ لأننا لا نبقي في بيوتنا إلا أسلاب المعارك. لقد أعدنا للأخ أخته. وإذا عمل صلاح الدين بقول عمر بن الخطاب، فلكي يعمل ريكاردوس بقول عيسى: فرد أيها المولى الأرض التي اغتصبتها إلى أصحابها ، عملا بوصية السيد المسيح عليه السلام.