أخوتي الأعضاء وللأسف قام رئيس تحرير لصحيفة الكترونية
بسرقة هذا المقال من المنتدى ونشرة بصحيفتة وبأسمة
----------------------------------------------------------
كنت
مرهق وأنفاسي تتصاعد بالمكان و أنوار المكتب عندي مطفأه بعد انصراف من
كانوا معي, وقمت بأعداد فنجان قهوتي بيدي فأنا أحب أن أشربها من صنع يدي و
وبين الكواكب التي تظهر من نافذتي وعلى ضوء قمر نصف مطفأ من الخلف , وضوء
شاشة الكمبيوتر التي امتزج بها طوال اليوم بصري , جلسة خلف مكتبي أتأمل
وأستعيد الماضي في ذاكرتي و الخيالات تجتاحني كلما خلوت مع ذاتي في لحظة
هدوء وأنا أتذكر أيام أيام الصبه وأيام بدأت معالمها يرتسم شيبآ في رأسي
سافرت بذاكرتي حبوت مثل الأطفال بمخيلتي ولحظات السكينهتهمهم الروح توقف الزمان ولكن صفاء سكوني انقطع.فكان النقرخفيفآ على شباك مكتبي , إلا أنه كان كافياً لانتزاعي من حالة النشوة التي صنعها فنجانقهوتيالمدمج بالذكريات
, التفت , كانت عصفورة بعينين سوريتين لا انتهاء لبريقهما كم كانت جميله
طلتها , سحرها خيم على المكان , طلبت مني الدخول , فتحت لها الشباك , حلقت
وجلست أمامي على الطاولة .
كسرت
العصفورة جميع الحواجز ولم تنتظر لأسألها " هل ترغبين بفنجان قهوه من صنع
يدي" وسألتني دون أن تنظر لألتقط أنفاسي من يحمي الفاسدين ؟؟ من خلفهم ؟؟
أجبتها دون تفكير " فاسدون أكبر منهم ياعصفورتي " .
رمقتني
بنظرتها التي اجمعت في اندهاشها بلاهة محقق غبي , ولهفة عاشقة متيمه فارقت
حضن حبيبها قبل أن يدفئ, أارتعشة وعادت لتسألني " ماذا تستفيدون من مكافحة
الفساد ؟؟ " , أعتدلة بجلستي وأجبتها بثقة العشق لوطني بقوة الأيمان
أجبتها " لكي يعرف الفاسدون أن للوطن أصحاب , وصاحب الحق يدافع عن حقه " .
وقبل
أن تحاصرني بسؤال نتعرض له في اليوم مرات ومرات, نظرت لها مبتسم و قلت لها
" إني أعرف كل سؤلآ جواب أعرف متى تطلع الشمس ومتى تغرب متى تموت الكلمه
ومتى تنطق , فلا تتعبي نفسك يا عصفورتي" , رفرفت وقفزت ووقفت على حرف
فنجان قهوتي وتأملتني ونظرت إلى أوراقي المبعثره وسألتني
- ماذا تكتب
- أكتب عن الفساد
- ولماذا تكتب الم تتعب الم تيأس
المرء لا يتعب ولا ييأس مما يحب
-الذي تكتب عنه ومن هذا الفا
أحد من تسلم مركز ليظن نفسه أنه خالق الخلق والعياذ بالله
- ألا تخاف ممن يقف خلفه مجنون أنت أم أحمق
- أجبتها وكأني أخرج من أعماقي لأقول أنا أخاف على وطني أكثر
- وقلمك يستجرك للمجهول الا تخاف الا تخاف أنت عنيد
- أه ومن ماذا أخاف من كلمة حق
قلمي لن يتوقف حتى ولو كان المجهول موتي من داخل قبري لن تتوقف كتاباتي
سيقرأها القادمون من بعدي سيحفظها من بعدي أولادي وأحفادي أفكاري بينكم لن تسقط
ما دام الوطن غالي لن تموت كلاماتي وقبل أن أكمل الحكاية , كانت العصفورة غفت :
- سألتها عصفورتي الجميله هل أنت نائمة
- أجابتني والثبات فيها لا قطعاً .. كنت أتخيل
- تتخيلي ماذا
- من يقف حول مدير فاسد او موظف مرتشي او قاضي أحكامه مقبوضة الثمن أو شرطي جاء من العدم
- رويدك ياعصفورتي ما بالك أصبحت تتكلمين بلغة المديرياتالدوائربلغتي بقوة القلم الا تخافي
أكيد .. أخاف ولكن الوطن أغلى من أي ثمن
وهنا
وصلت العصفورة التي التجأت لدفء مكتبي إلى " الحقيقه الى اليقين " ,
اليقين الذي يقول أن " الفاسد " لا يقف في الفراغ ولن يدوم طويلآ لابد أن
يسقط , الأرضية التي يرتكز عليها شرط أساسي لبقائه على فساده , ولو كانت "
عقودآ " للمؤسسة التي يديرها ليستفيد منه.
نحن
نعشق و نؤمن بسوريا , وقائدها , ومشروع مكافحة الفساد , ونؤمن تمامآ أن
هناك من يحمي ظهري وقلمي في محاربة الفساد و الفاسدين , نؤمن بأن الفاسد
أياً كان هوأكبر عدو لله والوطن .
أعود
لعصفورتي التي يبدو أن عشاء العصفورة كان " دسماً " , مما جعلها أفرغت
العصفورة " المتعبه " ما بداخل معدتها الصغيرة على أوراق مكتبي و دعاوى
الفاسدين التي أكتبها , ارتبكت العصفورة وشعرت بها تبتسم لي وتنظر الى
قلمي تأملتني قليلآ ثم ذهبت دون أن تختم جلستها فوق فنجان قهوتي
وبدأت أفكر وأخاطب نفسي هل ستعود لنكمل حديثنا عن الفساد أنتفضت من ذاتي وخرجت عن وعيي وقلت نعم نعم لابد أن تعود لابد أن تعود
سأكتب مايدور بجلستي معها عندما تعود قد تأتي لي بخبر عن فاسد مرتشي أنتظروني ..