شبنا ؟؟
أنا شب بالعشرينات عايش ب------وبعتقد بأني طبيعي
من دون طول سيرة .. مبارح مريت بحالة ملل و فكرت شو ممكن ساوي يا ترى ؟
وبما أني كنت تعبان ومو جاي على بالي اطلع من البيت , أول شي خطر على بالي كان التلفزيون طبعاً
و من دون مماطلة حملت حالي و رحت على الصالون و مسكت الأداة السحرية يلي منسميها جهاز التحكم و شغلت التلفزيون و الريسيفر و فتحت على (القائمة المفضلة) يلي عندي و بعد تصفح خمس دقايق ما لقيت شي يلفت النظر , فتبادرت لذهني فكرة جهنمية بأني اتصفح القنوات كلها .. دروت الفكرة براسي شوي و قررت جازف و جرب حظي.
فتحت قائمة القنوات و وقعت عيني على قناة MTV Arabia
فقلت شو المانع من شوية موسيقا عند المسا اخترت القناة. و اذ بنط بوش الشاشة واحد افريقي مهجن على مكسيكي و عم يغني بطريقة مصطنعة و مستفزة للأعصاب
تمالكت حالي و حاولت افهم شو عم يقول, فاكتشفت انو عم يقول
I Wanna give it to you tonight
( اريد ان اعطيك اياه الليلة )
قلت لحالي لاء مو معقول يا ولد انت نيتك عاطلة , ركز منيح وفتح مخك, بس الشب ما تركلي مجال للتساؤل و كمل غنيتو المعبرة بجملة
Did you think that I am going home tonight? your body is my desire
(هل اعتقدتي اني سأذهب الى المنزل الليلة؟ جسدكي هو رغبتي)
و كان حواليه شي سبع تمن بنات عم ينطوطوا و يهزو
أنا هون صار وشي متل يلي اكل شي كفين تلاتة وعم حاول خبي معالم المفاجئة ادام اخي الصغير يلي فات على الصالون للتو
وبعد ما راحت المفاجئة و راح اخي ضحكت شوي على المسخرة و غيرت القناة .
فطلعت قناة جديدة , مالي متأكد شو كان اسمها
وكان طالع واحد من الأخوان العراقيين على ما اعتقد أو خليجي.. ما بعرف
لابس طقم رمادي مخطط و مربي شعرو و معبيه جيل و عم يغني و مندمج مع احاسيسو
و وراه شي 13 بنت عم يهزو بشعرهم الأسود الطويل الحريري. و رجالين لابسين جلابيات و عم يدقو على طبلة صغيرة بشكل خالي من الفن او الذوق , مجرد ايقاع قبلي يليق بالحيوانات و قبائل الأمازون غير المتحضرة
وبهاللحظة بالذات , حسيت بوجع مفاجئ بعيوني .. وغيرت القناة بسرعة على أمل النجاة من هالشعور المزعج
بس الريسيفر تابع هجومو الهمجي على دماغي بوابل من السخافات المتتالية , قناة أفا قناة أفا قناة
وبعد فترة 3 دقايق من أطول دقايق عمري قدرت اتجاوز محطات "الأغاني" العربية
ووصلت على قناة دعائية على ما يبدو , و كان طالع فيها رجال شايب مبين عليه الهيبة وعم يحكي و يدبلجو كلامو
وكان عم يحكي عن الأمراض و السمنة المفرطة (البدانة) , ومن دون تفكير وقفت بداعي الفضول
وعم حاول استوعب شو الهدف من السيرة الطويلة يلي عم تدور بين المذيع و الرجال الشايب
و اذ الزلمة الشايب (يلي كنت مفكرو مقدّر) بيشلح قميصو و بفرجينا كيف اختفى كرشو بعد ما استعمل ألة المشي السحرية يلي عم تروجلها القناة , و تأكيداً لكلامو بطالعولك لقطات متتالية لحسناوات شقراوات عم يطلعو من المسبح و ينزلو عالمسبح و هنن لابسين البكيني و شافطين المعدة على الأخير , طبعاً هون كمالة الدعاية معروفة .. رح يصير الجهاز هدية للبشرية من عند الله و كل الأجهزة التانية ما بتضاهيه
ورح يعرضولنا كم صورة من تبعات (قبل و بعد) و بيعملو كم مقابلة , واكيد رح يخبروك انو السعر كان مدري اديش و هلأ رخصوه لفترة محدودة فقط
فأنا فضلت اكتفي بجرعة التنويم المغناطيسي يلي غبيتها , وكمل رحلة البحث عن الترفيه الهادف.
وبعد فترة مو طويلة كتير وصلت لقناة شهيرة عم تعرض مسلسل تركي مدبلج جديد
وبما اني ما تابعت ولا مسلسل تركي بحياتي , قلت لاعطيه فرصة وشوف النتيجة .. بس المكتوب كان مبين من عنوانو
أنا ما عرفت شو قصة المسلسل بالكامل بس من (الخمس دقايق) يلي شفتهم عرفت التالي
المسلسل هو عبارة عن قمامة درامية مصطنعة عم بقوم بأدائها مجموعة هواة تمثيل (موديلات)
وعم يروج لافكار خاطئة عن الحب و الرومنسية .. الحب بريء منها
والمسلسل أحداثه تافهة و مضيعة للوقت بجدارة, حتى اني ندمت على الخمس دقايق يلي ضاعو من عمري عليه
وعاهدت حالي ابتعد قدر المستطاع عن المسلسلات بكافة انواعها , حفاظاً على ما تبقى من ذكائي
بعد ما كملت جولتي بين "القنوات العربية الفضائية" واجهت المسلسلات السعودية التافهة
و النزاعات السياسية الهمجية التي لا تقود لأي مكان .. بس مجرد شخصيات عم تناقش لتربح , مو لتلاقي الحل
وبرامج الكرتون المليئة بالعنف و التشجيع على التفكير السطحي
و من دون مبالغة يا شباب و يا صبايا حسيت بديق مو طبيعي بصدري و حسيت بتقل عم يزيد فوق كتافي و طفيت التلفزيون.
و نمت الليلة الماضية و أنا عم اتذكر و فكر بعمق, لأنو عنجد يلي شفتو دايقني من جوا
واليوم الصبح لما لجأت لواحد من معارف الشغل و حكيتلو يلي حاسس فيه ضمن حديث عابر , كان جوابو :
"يا أخي لا تكون معقد و مجنون !!, هيك الدنيا.. بعدين شو بدك أحلى من البنات (الفرافير كما وصفهم) على التلفزيون ؟"
أنا صعقت أكتر و قررت ما جاوب
وما انزعجت لأنو وصفني بالمجنون . لأنو بعرف أنو الجنون هو مجرد كون الشخص مختلف او معاكس لمحيطه
و الجنون مبالغ بتقديره بين طبقات مجتمعنا. اكتفيت ببسمة صغيرة بوجه الزلمة و كملت طريقي على مكتبي
قعدت قدام جهاز الكمبيوتر, ومن دون ما فكر كتير فتحت الانترنت و بلشت اكتب يلي انت عم تقرأه بهاللحظة.
يا ترى أنا الغلط ؟؟؟ ليش ما عم اقدر اتقبل الواقع وما عم اقدر اندمج مع محيطي؟؟؟
ليش أغلب حواراتنا بتنتهي بعبارة, هي الدنيا ؟
هل من الطبيعي انو نواجه الدنيا على مبدأ طنش, و الكل هيك, و شو طالع بالإيد؟
حابب اعرف اذا في حدا حاسس بيلي أنا حاسو
رجاءً جاوبوني