إنّ
صالونات التجميل كما تعلم كل النساء منتشرة في سائر المدن , ترتادها نساء
الطبقات الراقية , من أغنياء , ومرموقين , وكذلك ترتادها العرائس ليستقبلن
ليلة اللقاء مع الزوج بأبهى حلّة وأجمل هيئة , وربما ارتادها بعض الفتيات ,
طالبات في المرحلة الجامعية وغيرهن . وكل الرجال على علم بتردد نسائهم إلى
تلكم الصالونات وهكذا تؤخذ المسألة ببساطة ومصداقية وثقة بهذه الأماكن .
ولم يخطر بذهن أيّة امرأة من رائدات الصالونات أن تستفتي الشرع المطهّر
وتتعرف إلى حكم الله في تصرفها هذا , وأما الرجال فهم أبعد ما يكونون عن
مثل هذا التفكير بالسؤال عن الأمر . وأنا أبادر إلى طرح السؤال قائلاً :
ما هو حكم الإسلام في ذهاب النساء إلى صالونات التجميل ؟ ذهاب النساء صالونات التجميل حرام شرعاً قولاً واحداً , وذلك للأدلة التالية :

1- إن
هذه الصالونات يقوم على العمل بها رجال متخصصون بفن التجميل ومعلوم بداهة
من أوليات الشرع أنه يحرم شعر المرأة لرجل أجنبي كيف يصففه ويزينه . وتلك
شرارة الفتنة.

2- وكذلك
كشف المرأة سائر جسمها أمام النساء اللواتي يقمن بالتجميل من أجل ترميم
بعض العيوب في الجسد وتنظيف البشرة من الشعر والزوان لاسيما العرائس فتقع
عين المرأة القائمة بهذا العمل على عورة تلك المرأة وهذا محظور شرعاً لحديث
النبي صلى الله عليه وسلم
(لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل ولا تنظر المرأة إلى عورة المرأة . ) والحديث يقرر فيه النبي صلى الله عليه وسلم حرمة النظر من المرأة إلى عورة المرأة . فما بالك إن كان رجلاً , وكذلك الحديث الآخر ( لعن الله الرجل ينظر إلى عورة الرجل , ولعن الله المرأة تنظر إلى عورة المرأة . ) ويؤكد النبي صلى الله عليه وسلم أن النظر إلى عورة المرأة ولو كان الناظر امرأة يرقى إلى رتبة الكبائر .

3- الفتنة
التي تنطلق شرارتها من هنا لأنّ الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم ,
والمرأة بؤرة فتنة , وكثيراً ما تحسد نساء على جمالهن من صاحبات هذه
الصالونات لاسيما إن كن ذا حظ من الجمال قليل فيتدفق الحقد من القلب .
وتبدأ الخطط الماكرة تحاك للإيقاع بهؤلاء الجميلات إن لم يستجبن لما يطلب
منهن من قبل صاحبات الصالونات , ومما يطلب منهن جلسة مع شاب أو قبلة أو ضمة
أو غير ذلك . وفي حال الرفض تنشر الصور التي التقطت سراً من داخل غرف
التجميل وأصبحت ورقة تهديد لهؤلاء الجميلات . وحرصاً على الستر والكتمان
ربما استجابت بعضهن للطلب مرغمات . بعد عرض هذه الأدلة المنطقية المبنية
على أساس من الشرع والعقل والواقع أؤكد على أن المرأة يحرم عليها ارتياد
صالونات التجميل حرصاً على عفتها وسمعتها وكرامتها . وأنا أعلم مسبقاً أن
ما أقوله لا يرضي دعاة التطور والحرية وربما اتهموني بالتضييق على المرأة
ومصادرة حريتها . لقد قلت ما أعتقد أنه الحق الذي يصون لأختنا المرأة في كل
زمان ومكان , وينأى بها عن عبث العابثين والعابثات . وهم أحرار فيما يرون ل
أفرض عليم رأياً ولا ألزمهم بحكم الشرع لأني لا أملك سلطة الإلزام . ولكن
أسوق إليهم وإلى غيرهم هذه الواقعة لعلم يعيدون النظر في هذه الحضارة التي
لم تجلب للمرأة سوى الندم بعد فوات الأوان . لقد قرأت القصة في مصدر موثوق
لرجل موثوق به علماً وديناً
(ضحايا الحب – لخادم السنة النبوية – يوسف الحاج أحمد – ط 1سنة 2004 م الصحيفة 219- 221 . نشر وتوزيع مكتبة ابن حجر – دمشق )

واليك أخي المسلم , وإليك أختي المسلمة القصة منقولة بأمانة من الكتاب المشار إليه :
ماذا يحدث في الصالونات ؟
قال أحد
التائبين يحكي قصة الضّياع التي كان يمثّل دور البطولة فيها فيقول وهو
الشاهد على نفسه : كنت أجريت اتصالاً مع صاحبة صالون مشهور على أن تقوم
بتصوير زبونات المحل عن طريق كاميرات مخفية مقابل مبالغ مالية .. وكانت تضع
الكاميرات في غرفة تجهيز العرائس كما يسمّونها , حيث يقمن بنزع ثيابهن ,
وكانت صاحبة الصالون توجههن إلى الكاميرات بحجة الإضاءة وعدم الرؤية . وكنا
نأخذ هذه الأشرطة ونشاهدها بجلساتنا الخاصّة ونتبادلها فيما بيننا , وكان
بعضنا يتعرّف على بعض الفتيات وبعضهنّ شخصيات معروفة . وكنت من شدّة فظاعة
ما أرى أمنع أخواتي وزوجتي من الذهاب لأي صالون لأنني لا أثق بمن يديرونها
ولا في سلوكياتهم وأخلاقهم . وفي إحدى المرات أحضرت لي صاحبة الصالون آخر
شريط تم تسجيله لي حسب الاتفاق المبرم بيننا .. فشاهدت اللقطات الأولى منه
فقط لأنني كنت على عجلة من أمري , ومن فرط إعجابي به قمت بنسخه على عجل
أيضاً ووزعته على أصدقائي الّذين قاموا بنسخه وتوزيعه . وفي المساء اجتمعنا
وجلسنا لنشاهد الشريط الّذي أسال لعابنا جميعاً , ولم تخل الجلسة من
التعليقات , حتى بدأت اللقطة الحاسمة حيث حضرت سيدة لم أتبيّن ملامحها في
البداية ولكن ما إن جلست وقامت صاحبة الصالون بتوجيهها في الجلوس , ثم
نصحتها أن تقلل أكثر فأكثر من ثيابها حتى تستطيع العمل وإلاّ توسخت ثيابها
.. هنا وقفت مذهولاً وسط صفير أصدقائي لجمال قوامها لقد كانت هذه المرأة
ذات قوام الممشوق الذي أعجب الجميع ..زوجتي ...زوجتي التي في أيدي الكثيرين
من الرجال والله وحده يعلم إلى أين وصل الآن؟

قمت لأخرج
الشريط من الفيديو وأكسره وأكسر كل الأشرطة التي بحوزتي والتي كنت أفتخر
دوماً بها وبحصولي على أحلى أشرطة وأندرها لبنات عوائل معروفة وكثير منها
مستورة...

وحين سئل هذا
البطل: ألم تقل أنك منعت زوجتك وأهلك من الذهاب إلى أي صالون؟ قال: نعم
ولكن زوجتي ذهبت من دون علمي مع إحدى أخواتها وهذا ما عرفته لاحقاً.

وماذا فعلت
بالأشرطة التي وزعتها هل جمعتها؟ قال: على العكس بل ازدادت توزيعاً بعدما
علموا أن من بالشريط هي زوجتي وكان أعز أصدقائي وأقربهم إلى أكثرهم توزيعاً
للشريط.

وفي النهاية
أعلم أن هذا عقاب من الله تعالى لاستباحتي أعراض الناس ولقد أستفدت من هذه
المحنة كثيراً حيث عرفت أن الله تعالى حق وعدت لصوابي وعرفت الصالح والفاسد
من أصدقائي وتعلمت أن صديق السوء لا يأتي إلا بالسوء ...وأن هذه الحياة
وقاء ودين ..وكما تدين تدان...

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال:"
يا معشر من أسلم بلسانه ولم يدخل الإيمان في قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا
تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم يتتبع الله
عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله"
[ رواه الترمذي وهو حديث صحيح] .

أختي المسلمة
أيّاً كنت وأينما كنت ها قد بلغت الرسالة إزاء أخطر قضية استقطبت اهتمام
نسائنا بدعوى الحرية والتطور والحضارة ورأينا معاً ذلك السقوط الذريع الّذي
منيت به مرتادات الصالونات فما جنين سوى الندم يعتصر قلوبهن , فاحذري فأنت
جوهرة فصوني نفسك من هذا اللون من التجميل وليكن ذلك في بيتك وقولي كلمتك
الواثقة أنا مسلمة واعوذ بالله من شرور صالونات التجميل , ولتذهب تلك
الصالونات إلى الجحيم .