اعتدت قوات الامن المصري على المتظاهرين بالضرب بالهروات وقنابل المسيل للدموع في اليوم الثاني من المظاهرات الغاضبة والتي خرجت في عدد من المدن المصرية، رغم اعلان وزارة الداخلية عزمها منع اي تظاهرات، وفي حين توفي متظاهر رابع فجر امس متاثر بجراحه.
واعتدت قوات الامن على محتجين بالغاز المسيل للدموع والهراوات امس أمام مبنى نقابة الصحفيين بوسط القاهرة.
وقال شهود عيان ان المحتجين أمام النقابة حاولوا النزول الى الشارع لتنظيم مسيرة وان المجندين أوسعوهم ضربا بالهراوات ، فيما اصيب مجند بعنيه خلال التدافع.
وقال شاهد اخر ان المجندين سحبوا أكثر من متظاهر في الشارع بينهم صحفية وعضو مجلس نقابة الصحفيين محمد عبد القدوس وألقوا القبض على نحو سبعة محتجين.
وقبل ضرب المحتجين رددوا هتافات مناوئة للرئيس حسني مبارك بينها هتاف يطالبه بالتنحي ومغادرة البلاد مثل الرئيس التونسي زين العابدين بن علي .
وفي وقت سابق ، تجددت الاشتباكات بين قوات الشرطة ومتظاهرين في القاهرة مع إعلان حركة 6 أبريل" تواصل المظاهرات لليوم الثاني. ووجهت الحركة نداء الى المصريين على صفحتها على موقع فيسبوك ، وقالت الحركة في دعوتها "على الجميع التوجه لميدان التحرير مرة اخرى للسيطرة عليه مرة اخرى".
ووقعت اشتباكات أمام دار القضاء العالي بوسط القاهرة هو نفس المبنى الذي نظمت أمامه بعض المظاهرات في بداية الاحتجاج أمس.
وقال نشطاء حقوقيون إن الشرطة"اعتقلت عددا غير معروف من النشطاء خلال محاولتهم تنظيم مسيرة من أمام دار القضاء العالي ونجح نحو 200 متظاهر في تجاوز الحصار الأمني ونظموا مسيرة في شارع رمسيس في محاولة للوصول إلى ميدان التحرير (أكبر ميادين القاهرة)".
وجاءت احتجاجات امس تحديا لقرار وزارة الداخلية منع المظاهرات. واعلنت في بيان انه لن يسمح بأي تحرك او تجمع احتجاجي او تنظيم مسيرات او تظاهرات وانه في حال مخالفة ذلك فانه سيتم تقديم المشاركين الى التحقيق. وما زالت الاجراءات الامنية مشددة في شتى أنحاء العاصمة. وشوهد رجال أمن في الزي المدني ورجال مباحث يستجوبون المارة المشتبه بهم في ميدان التحرير اكبر ميادين القاهرة. كما ألقت قوات الامن القبض على كل من توقف بالميدان.
وقال مصدر أمني اخر ان محاولة لتنظيم احتجاج جديد في مدينة المحلة الكبرى في دلتا النيل أحبطت أيضا . مؤكدا اعتقال أربعة محتجين لدى وصولهم الى ميدان الشهابية في المدينة لاستئناف التظاهر. وفي مدينة أسيوط عاصمة محافظة أسيوط التي تبعد نحو 400 كيلومتر جنوبي القاهرة اعتقلت قوات الامن 40 من النشطاء لدى وصولهم الى ميناء المجذوب في وسط المدينة للتظاهر.
من ناحية ثانية ، تجمع مئات المحتجين في مدينة السويس أمام مشرحة بالمدينة توجد بها جثة قتلى الإحتجاجات رددوا هتافات مناوئة لقوات الامن. وذكرت مصادر أمنية وسكان أن جثتي محتجين دفنتا في الساعات الاولى من صباح امس تحت حراسة الشرطة. وفيما وقع اشتباك بالايدي بين الشرطة وأقارب القتيل الثالث ، طالب أهالي القتيل الرابع والذي توفي امس متأثرا بجروحه بتشريح جثته من قبل الطب الشرعي.
على صلة ، قال شاهد ان قوات الامن المصرية حاصرت قرية سوق في محافظة كفر الشيخ بدلتا النيل وتضربها بالقنابل المسيلة للدموع. قال ان محاصرة القرية تلت دعوة سكانها من مكبرات صوت في مساجد الى قطع الطريق الدولي القريب منها في نطاق الاحتجاج.
وعقب قيام "جبهة الدفاع عن متظاهري مصر" ، التي تضم نحو 30 منظمة حقوقية وشخصيات عامة ، بتقديم بلاغ للنائب العام عبدالمجيد محمود ، اتهموا فيه كلا من اللواء حبيب العادلي ، وزير الداخلية ومدير أمن القاهرة وجهاز مباحث أمن الدولة ، باستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين واحتجاز أعداد كبيرة منهم دون وجه حق وقتل 4 مواطنين. قرر النائب العام المصري ندب أحد رؤساء النيابة العامة للتحقيق فى البلاغ.
واتهم البلاغ وزارة الصحة بتسليم المتظاهرين المصابين إلى أقسام الشرطة ، ووجه البلاغ اتهامات إلى شركات المحمول الثلاث العاملة في مصر ، بقطع الخدمة عن المتظاهرين .وطالب البلاغ بتشكيل "لجنة تحقيق في استخدام القوة ضد المتظاهرين والإفراج عن النشطاء الذين تم اعتقالهم خلال مظاهرات الثلاثاء".
وفجر امس عمدت الشرطة المصرية الى إطلاق القنابل المسيلة للدموع بشكل مكثف وعشوائي لتفريق آلاف المتظاهرين في ميدان التحرير . فيما اخذ متظاهرون يهتفون ضد النظام المصري وهم يفرون في الشوارع الجانبية المحيطة بميدان التحرير. وذكرت مصادر طبية مصرية أن نحو 150 شخصا أصيبوا ، معظمهم بحالات اختناق.
ورغم حجم تظاهرات الثلاثاء والتي اطلق عليها نشطاء الانترنت" يوم الغضب" ، قال رشيد محمد رشيد وزير الصناعة والتجارة المصري امس ان مصر لا تتجه نحو الاضطراب وعدم الاستقرار وان الحكومة ستتمكن من السيطرة على الغضب الذي أدى الى المظاهرات.
وفي هذا السياق نفت مصادر في مطار القاهرة ما تردد عن سفر شخصيات مصرية مهمة الى الخارج او استعداد طائرات خاصة للاقلاع بمسؤولين آخرين
موضوع: يوم الغضب في مصر مظاهرات كثيفة وسقوط ثلاث قتلى 
الخميس يناير 27, 2011 4:25 am
