الوطن بين خطرين

الوطن بين خطرين

لا يمكن إلا أن تثير الدهشةَ تلك الحملةُ العالمية المحمومة ضد سورية، التي تشترك فيها عشرات الدول، والمحطات التلفزيونية والإذاعية صباحاً ومساء، ومئات المواقع الإلكترونية.. ويكاد لا يمر يوم إلا ويدلي الرئيس الأمريكي أو وزيرة خارجيته بتصريح متغطرس وعدواني، ويتسابق وزراء دول الاتحاد الأوربي أيضاً على الإدلاء بتصريحات عنترية يزايدون فيها على التصريحات الرسمية الأمريكية، ويضيفون إليها فرض عقوبات اقتصادية جديدة على سورية بين الآونة والأخرى، وكذلك من أجل فرض “الديمقراطية” فيها، ولو أدى ذلك إلى العدوان العسكري. وقد التحق بهذا السباق أخيراً المسؤولون في دول الخليج العربي، والسعودية “العريقة جداً في الديمقراطية” في حملة تباكٍ كاذب على الشعب السوري وعلى الديمقراطية التي كان الأجدر بهم أن يطبقوا الحد الأدنى منها في بلادهم أولاً.

وتتكشف بشاعة هذه الحملات فيما صرح به المندوب الدائم لروسيا لدى حلف شمال الأطلسي “الناتو” ديمتري روغوزين بتاريخ 5-8-2011من أن الحلف يخطط لحملة عسكرية ضد سورية تستهدف ضرب أكثر من ثلاثين موقعاً استراتيجياً موزعة في أنحاء مختلفة من البلاد، بالطريقة نفسها التي استعملت ضد يوغسلافيا السابقة.
إن هذه الحملات والضغوط والتهديدات التي تصل إلى حد التهديد العسكري، حتى ولو رافقها بعض التهويش والتهويل، تضعنا أمام حالة جديدة، تفرض على جميع أبناء الوطن، مهما كانت مواقعهم في “الموالاة” أم في “المعارضة”، توحيد الموقف من الضغط الخارجي أولاً، وذلك بإعلان مواقف صريحة مستنكرة لأي شكل من أشكاله وإبداء الاستعداد لمقاومته بشتى الوسائل، وبصرف النظر عن التناقضات الحادة والاصطفافات التي أفرزتها الأزمة التي تعيشها سورية، فالوطن لجميع أبنائه وليس ملكاً لأحد.
على أن هذا الخطر الخارجي الخطير، مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالخطر الآخر، الأساس، الذي هو الخطر الداخلي، ذلك أن مقاومة العدوان والتآمر الخارجي تتطلب إعادة بناء الجبهة الداخلية التي عانت مآسي حقيقية أثناء فترة الأحداث الأخيرة التي بدأت في آذار الماضي، ولا يزال الكثير من مظاهرها ماثلاً للعيان.
وإذا كان صحيحاً أن نفوذ الجماعات المسلحة قد تراجع إلى حد كبير وافتضحت الأعمال الإجرامية التي قامت بها، وفشلت في جذب الحراكات الشعبية إليها، إلا أن آثار أعمالها وآثار التجاوزات الأمنية لم تزل قائمة في نفوس الكثيرين من أبناء الشعب، وعلى رأسها استيقاظ الروح الطائفية، والمذهبية، وانبعاث النزعات العشائرية والقبلية، وتفشّي روح الثأر والانتقام، واهتزاز الوحدة الوطنية، وهذا خطر لا يقل بضراوته عن الخطر الخارجي، الذي قد يوحد الشعب كله لمواجهته، لكن المخاطر الداخلية تلك تؤرث الأحقاذ وتعيد إنتاج الأزمات من جديد، وتجعل من مواجهة الخطر الخارجي أمراً أكثر صعوبة.
إن معالجة هذه الأخطار الداخلية وترسبات الأزمة وتداعياتها بالقمع يزيدها تفاقماً، خاصة إذا كان الموضوع يتعلق بسكان وأهالي بعض المناطق التي حدثت فيها احتكاكات طائفية، إذ يتطلب الموضوع هنا ترتيب مصالحات شعبية ولقاءات جماعية بين الأهالي تستعيد روح التآخي التي كانت سائدةً بين مختلف أطياف الشعب السوري، وروح السلم الأهلي والتسامح.
إن كل ذلك لا يمكن أن يتحقق إلا على أرضية الحل السياسي للوضع الداخلي برمته، والقائم على الانتقال السلس والسلمي إلى مجتمع ديمقراطي تعددي تسوده الحريات العامة، واحترام القانون، وإجراء التعديلات الدستورية اللازمة، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وإجراء تغييرات جوهرية في النهج الاقتصادي والاجتماعي لمصلحة الفئات الشعبية الفقيرة، والسير قُدماً في طريق التقدم الاجتماعي والديمقراطية

--------------------------------------------------------------------------------

النور 497 (17/8/2011) __________________

نعم يجب على جميع الموالاة والمعارضة ان توحد صفوفهم في مواجهة التدخل الخارجي واجراء اصلاحات تقرب اهل البيت الواحد فيما بينهم

هي دعوة مفتوحة لكل من يحب سورية

سلمت أخي تيسير ........تحصين الداخل أهم أسلحة المعارك الخارجية
على الذين دعوا الى التدخل الخارجي أن يعرفوا أن أول من يتأذى هم
ولن يصلوا الى اي مكاسب.........وستظل سورية كما كانت على مر العصور
عصية على الباغي .

سلمت أخي تيسير ........تحصين الداخل أهم أسلحة المعارك الخارجية
على الذين دعوا الى التدخل الخارجي أن يعرفوا أن أول من يتأذى هم
ولن يصلوا الى اي مكاسب.........وستظل سورية كما كانت على مر العصور
عصية على الباغي .

اللحمة الوطنية بين اطياف شعبنا العظيم هي من اهم العوامل التي
تساعد بلدنا على التصدي لكافة المؤامرات التي تحاك ضدنا

» الوطن غالي
» لا بد أن أستأذن الوطن
» كيف نربي أولادنا على حب الوطن
» بيان للفنانين السوريين مع الوطن
» الرئيس يغرس (الحياة) في أرض الوطن