رنيم وثمن المعجزة
سمعت والديها يتحدثان عن اخيها الصغير.
رنيم كانت الابنة البكر ذات الثماني سنوات لعائلة فقيرة.وقد علمت ان شقيقها بحالة سيئة وان والدايها بحاجة ماسة للمال.
حتى انهم انتقلوا للعيش بشقة ارخص اجارا ليتمكنوا من دفع معاينات الاطباء.
لقد كان الحل الوحيد لانقاذ حياة الطفل الجديد هو عملية جراحية باهظة الكلفة بيد ان لا احد قد تبرع لاقراضهم المبلغ المطلوب.
سمعت رنيم والدها يهمس بيأس ويقول للأم الحزينة
" معجزة...اننا بحاجة الى معجزة لإنقاذ طفلنا !!"
دخلت رنيم الى غرفة النوم,اخذت من الخزانة حصالتها وفرغتها من النقود وعدت المبلغ بدقة...ثلاث مرات....لا مجال للخطأ هنا.....اعادت النقود الى الحصالة بعد تمام العد....اخفت الحصالة خلف ظهرها وذهبت الى صيدلية قريبة....
دخلت...لكن الصيدلاني لم يعرها أي انتباه اذ انه كان يتحدث الى رجل... سيما انها في الثامنة من عمرها !!!!
حاولت لفت انتباه الصيدلي عدة مرات....باصدار صوت بقدميها....ومن الحنجرة..
حاولت شتى الوسائل لكن عبثا....اخيرا تناولت ليرة من الحصالة و وضعتها بقوة امام الصيدلي على الطاولة الزجاجية....!!!!
" ماذا تريدين؟؟؟" سأل الصيدلاني بنبرة انزعاج...
" انه مريض جدا....وعلي ان اشتري معجزة!!!" اجابت رنيم
"ماذا قلت؟؟؟؟" استفهم الصيدلاني بدهشة
" انه اخي...لديه شيئ خطير في رأسه...وقد قال والدي انه فقط معجزة سوف تنقذ حياته....لذا اخبرني كم هو ثمن المعجزة؟؟؟؟" قالت رنيم
" اسف..اني لا ابيع المعجزات ...لا استطيع مساعدتك" قال الصيدلاني بصوت اخفض
" اسمع لدي النقود لأدفع...وان لم تكن تكفي فإني سأحضر البقية....لكن عليك ان تخبرني كم تكلف؟؟؟"
انحنى رجل انيق اللباس امام الفتاة الصغيرة وقال " ما هي نوع المعجزة التي يحتاجها شقيقك؟؟"""
" لا ادري؟؟" قالت رنيم ...ولكن اعرف انه مريض وهو بحاجة الى عمل جراحي ووالدي غير قادر على دفع التكاليف لذلك قررت ان استخدم نقودي!!!"
" كم معك من نقود؟؟" سألها الرجل الانيق وكان شقيق الصيدلاني وهو طبيب جراح
"لدي مئة وأربعون ليرة" قالت رنيم...هذا ما املك الان لكن ان احتاج الامر مزيدا فإني سأدفع...
" ياللمصادفةّ!!!!" قال الطبيب وابتسم.." انه المبلغ المطلوب تماما من اجل معجزة اخيك الصغير"
امسك الطبيب النقود بيد ويد الطفلة باليد الاخرى وقال لها
" خذيني الي منزلك لأرى ان كان باستطاعتي عمل المعجزة....."
اجرى الطبيب العملية للطفل بنجاح بدون تقاضي اية اجور وعاد الطفل سالما للمنزل بعد حين.
بعد ان اجتمع الجميع في المنزل سالمين قالت الام سعيدة
" حقا لقد كانت معجزة!!!!
لكن يا ترى كم كانت تكلفة تلك المعجزة؟؟؟"
ابتسمت رنيم لأنها كانت تعرف سر المعجزة وقالت:
" لقد كلفت مئة واربعين ليرة بالاضافة للثقة الكبيرة بانقاذ حياة الطفل..."